قد يكون العنوان غريباً للبعض، ولكنه جزء من الواقعية الاقتصادية الحالية وجزء كذلك من التخريب الذي حصل للأسواق المالية العالمية منذ سنوات الأزمة المالية العالمية في 2008 , كيف ذلك؟ الترابط التقليدي الذي كان سائداً لعقود عديدة انتهى واختفى في كثير من الأحيان، كان الذهب يرتفع والدولار الأمريكي يتراجع الآن قد يرتفع الاثنان مع بعض أو يتراجعان بنفس الطريقة.
اعتاد الكثيرون على شراء الذهب كملاذ آمن، وأنا لطالما اعتبرت الذهب أداة استثمارية كغيرها ليست ملاذاً آمناً بالتعريف التقليدي ولكنها قد تكون أقل خسارة من غيرها إذا اشترينا ذهباً حقيقياً Physical أو كنت تعيش عزيزي القارئ في دول تتراجع اقتصادياً وقيمة عملاتها تنهار وعندها ليس لك سوى الذهب كملاذ آمن. لكن هذه حالة لا يمكن تعميمها، والآن أداء الذهب مرتبط بعامل رئيسي أهم: عوائد سندات الخزينة الأمريكية بينما ماتزال الأسهم الأمريكية في مستويات قياسية تاريخية.
ما يحدث حالياً بسيط ولكنه مهم: عندما ترتفع الأرقام الاقتصادية الأمريكية، تقرأ الأسواق عموماً تعافياً ايجابياً، عندها يميل المستثمرون وصناديق التحوط الى بيع السندات الأمريكية حيث ليس هناك من حاجة للرهان عليها مجدداً وعندها ترتفع عوائدها بسبب تراجع الطلب عليها (عوائد أعلى وسندات أرخص والعكس صحيح) هكذا سيناريو يجعل العوائد جذابة أكثر ومريحة وبالتالي ليس هناك من حاجة للبحث عن عوائد في شراء الذهب، هذه القصة باختصار. لذلك كلما كانت الأرقام ايجابية، كلما كان الرهان على بيع الذهب أقوى حالياً على الأقل وهذا ما حصل اليوم، الذهب عند 1778$ حالياً متراجع -0.90% تقريباً.
كانت عوائد الذهب في معدل 9% سنوياً في العقد الأخير، هذا يعني أن الاستثمار في الذهب ليس مضاربة بل استثمار استراتيجي وبناء مستويات تدريجية مع كل تراجع. التضخم الصيني المتوقع له أن يرتفع تدريجياً سيكون داعماً للذهب خاصةً إذا ارتفع بأسرع من التوقعات (حالياً عند 0.40% ولا بد من ارتفاعه حتى يبقى الذهب مدعوماً. أكبر تحدي للذهب حالياً هو التعافي الأمريكي بأسرع من التوقعات وخاصة في الربعين القادمين، لذلك لا تبالغوا بالشراء إذا قررتم الشراء مجدداً.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية.
Twitter : @mazenas1
Twitter : @Swissquote_ar