بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الأسواق تنتظر نتائج الفيدرالي:
من المتوقع من بيان السياسة والمؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" أن يسلط الضوء عما إذا كان مشهد التوظيف قد غير خطط البنك المركزي الأمريكي للإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي لليلة واحدة بالقرب من الصفر لفترة طويلة مع الاستمرار في شراء 120 مليار دولار من سندات كل شهر.
من المتوقع أن يكون قرارا الفيدرالي كما هي دون تغيير لسياسته النقدية بعد اجتماعه الذي سيستمر ليومين هذا الأسبوع، على الرغم من قد يعطي نظرة أكثر تفاؤلاً عن وضع التوظيف في أعقاب إضافة 916 ألف وظيفة في مارس وتوقعات بمزيد من النمو خلال الصيف بالإضافة إلى تحسن مؤشر مطالبات الإعانة الذي صدرت الخميس لتسجل 576 ألف ممن يلجؤون للمطالبات بإعانة البطالة وهو أقل من التوقعات التي كانت تتوقع أن تكون 700 ألف.
ولكن من تحسن تلك المؤشرات الاقتصادية وتحسنها مقارنة ببدايات جائحة كورونا إلا أن كان الفيدرالي واضح وصريح بشأن سياسته النقدية حيث كرر أكثر من مرة لن يكون هناك تشديد لسياسته النقدية إلا بعد الوصول إلى الاستغلال الأمثل لسوق العمل مع وصول مستهدف التضخم فوق 2% وأنه سيسمع بارتفاع التضخم لبعض الوقت تعويضا عن الفترة الماضية التي عانى منها الاقتصاد الأمريكي من تداعيات فيروس كورونا
توقعات الفيدرالي:
في بيان سابق للفيدرالي الأمريكي ١٧ مارس ٢٠٢١ قد ذكر بأنه يتوقع انخفاض البطالة إلى 4.5% في نهاية العام الحالي مع العلم بأن معدل البطالة الحالي 6.2% كما يتوقع ارتفاع التضخم إلى 2.4% بنهاية العام الجاري مع العلم بأن معدل التضخم الحالي 1.6%
ما يخشاه السوق:
الأسواق تخشى من تقليص الفيدرالي لمشترياته من الأصول الذي يدعم بها الاقتصاد الأمريكي والتي تقدر بقيمة 120 مليار شهرياً وهذ يعد تقليص للأموال التي تضخ لدعم الاقتصاد الأمريكي وقد تكون بداية لتخوف المستثمرين من تشديد سياسته النقدية بعدما المتعاملين سعروا التضخم الحالي بعد ارتفاع عوائد السندات الأمريكية والتخوف من معاودة صعوده مجددا
ولكن أقول بالرغم من التخوفات التي استمرت طوال فترة ارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلا أن الفيدرالي لم يغير من سياسته النقدية بل دعمها وأقر بأن لن يكون هناك خطوة في تشديد السياسة النقدية إلا بعام 2023 فما بالك بزيادة الإصابات مجددا وعودة التحذيرات والاغلاقات ببعض الدول والمدن بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس الكورونا المستجد
عودة ارتفاع الإصابات:
الصورة التالية تظهر عودة ارتفاع الإصابات بفيروس الكورونا بالرغم من مواصلة التطعيمات والتلقيح إلا أن ما زال الخطر قائم وخاصة أن الهند تصل إلى مرحلة خارج السيطرة لفيروس كورونا وهي ثالث أكبر دولة مستهلكة للنفط وهذا ما يظهره الشارت التالي
مؤشر الدولار وعوائد السندات الأمريكية:
من المتوقع أن يرفع الفيدرالي من توقعاته للنمو وهذا يعني استمراراً لشهية المخاطر والتي ستؤدي إلى رفع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية مجدداً وهذا سينعكس سلباً على الذهب لذلك العوائد على 10 سنوات هي أفضل العوائد قصيرة الأجل لأنها تقرأ مستويات أبعد وأشمل، هذا ليس في صالح الذهب حالياً. ما زلنا نتوقع عودة العوائد على سندات الخزينة الأمريكية 10 سنوات إلى 1.75% وبالتالي تأثيره على الدولار بالارتفاع
مؤشر الدولار مؤهل للصعود بعد تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية بشكل إيجابي وأيضا نرى في تداولات اليوم عودة ارتفاع عوائد السندات الأمريكية التي ستساهم هي الأخرى في ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي حيث فنيا الدولار كون نموذج وتد متسع إيجابي من المتوقع الارتداد له من المستويات الحالية ليستهدف 91.368
الذهب فنيا وأساسياً:
بالتالي إذا نجح المؤشر الدولار في اختراق الخط العلوي للوتد المتسع فسيكون له فرصة للصعود مما سينعكس بالضرورة سلبيا على الذهب حيث الذهب يستقر عند مستويات 1778 تقريبا في انتظار قرارات ونتائج اجتماع الفيدرالي ومع ذلك الذهب كون نموذج رأس والكتفين غير مؤكد في نهاية القناة السعرية المتكونة على فريم الساعة مما يوضح بأن كل من الدولار والذهب في انتظار الفيدرالي
حيث بكسر القناة السعرية سيكون للذهب مرحلة من الهبوط وخاصة بأن الذهب يقف مستقرا عند مستويات مقاومة متمثلة في الخط العلوي للقناة السعرية المتكونة على الفريم اليومي كما هو موضح الآن
لذلك الذهب لديه معوقات عديدة وقرار الفيدرالي سيكون له دور إما إمكانية الذهب من اختراق مقاومته عند مستويات 1779.90 أو الهبوط من المستويات الحالية وبداية ضغوط بيعية على الذهب
إذا كل المعطيات تعتر ضد الذهب لذلك من المتوقع تراجع الذهب خلال الفترة المقبلة وهو ما يؤيده التحليل الأساسي والتحليل الفني
تقبلوا تحياتي
وكل عام وحضراتكم بألف خير
د. محمد الغباري