قد تكون أرقام شهر واحد لا تكفي للحكم على أي مسار اقتصادي وهذا صحيح , لكنه يكفي للبدء في نظرة أعمق الى كيفية صنع القرار و ردّات الأفعال لدى البنوك المركزية الرئيسية في العالم . وصل معدل التضخم الأمريكي (مؤشر أسعار المستهلكين ) الشهر الفائت الى 4.2% على أساس سنوي, 0.8% شهرياً وهذه أفضل أرقام على الاطلاق منذ أيلول 2008 .
ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هناك سؤالين ملحّين الآن, ماذا بعد ؟ وماهي أدوات الفيدرالي الأمريكي التالية ؟
ماذا بعد ؟ يعني هل تستمر هذه الأرقام للأشهر القادمة أو تكون مؤقتة كما قال الفيدرالي ! والجواب الثاني هو أنه مع ارتفاع التضخم كيف سيتعامل معه الفيدرالي ؟
أولاً, البدء بتخفيف شراء الأصول التي يقوم بها حالياً ( 120$ مليار شهرياً لتخفيف مستوى السيولة)
ثانياً, رفع أسعار الفائدة تدريجياً وببطئ ( عند 0.25% حالياً )
ثالثاً, التدخل لكبح قوة ارتفاع عوائد السندات الأمريكية حتى لا تخلق ذعراً وبيعاً قاسياً في مؤشرات الأسهم الرئيسية والتي بدأت تعاني أصلاً (عوائد سندات الخزينة الأمريكية 10 سنوات مرتفعة اليوم الى 1.66%)
العامل المشترك في كل هذه الاجراءات هي النتيجة المتوقعة : الارتفاع التدريجي في قوة الدولار الأمريكي كونه أكثر جاذبية ( عوائده أفضل من الباوند واليورو ) ومدعوم باقتصاد ينمو بشكل مستمر, وكذلك تحسن العوائد الأمريكية وخاصة لسندات السنتين وعشر سنوات التي ستقود الى رفع منحى العائد وبالتالي رفع الفائدة , واذا حصل هكذا سيناريو سيكون الذهب في مهب الريح مجدداً. لايجب على المتداول أن يبيع بالرخيص أو يشتري بالغالي كما يقال شعبياً, بمعنى : لاتشتري من سعر مرتفع كثيراً بل منخفض , وكذلك لاتقم بالبيع من مستويات هي أصلاً متدنية بل قم ببيع مستويات مرتفعة حتى تحقق مكاسب أفضل وهذه نظرتنا للذهب حالياً الذي لن يجد من يدعمه حسب اعتقادنا الا التضخم الصيني وكذلك حدوث شيء غير متوقع سياسياً واقتصادياً في الستة أشهر القادمة .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية , كذلك مجموعات الواتساب المخصصة لعملائنا المشتركين معنا فقط في خدمة التوصيات .
Twitter : @mazenas1
Twitter :@Swissquote_ar