الذهب يستعد للانطلاق، مدعوما بمخاوف التضخم التي دعمتها بيانات التضخم المرتفعة بوتيرة أعلى من التوقعات، وبالقياس مع نظيرتها على أساس سنوي.
نعم تحركت الأسواق بتجاهل تام لبيانات التضخم الكبيرة، مدعومة باستقرار جمعي لدى المستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يلتفت لتلك القراءات، في توجه لدعم مستمر للاقتصاد من خلال ضخ المزيد من الأموال، ضمن حزم التحفيز التي لم يظهر في الأفق بعد أي موعد أكيد لقرب انتهائها.
يعزز هذا التوقع القراءات الهزيلة لمعدلات التوظيف، والتي تعتبر أهم مؤشر لتعافي الاقتصاد لدى الفيدرالي حاليا.
لعبت السندات الأمريكية دور المحلل في معركة الذهب والدولار.
فكثيرا ما كانت تخالف التوجه الأصيل بالتفاعل عكسيا مع البيانات لتوقع الذهب في فخ الانخفاض، لتبعده مرارا عن مساره الصاعد، المدعوم أساسيا بكل ما يمكن التذرع به للارتفاع!
لكن دوما ما كانت تلعبها عوائد السندات المرتفعة، حتى وإن كانت الارتفاعات هزيلة.
مما يؤكد دخولنا مرحلة متباينة التحركات، والدلالات، مما يستدعي قراءة مختلفة لتوجهات السيولة العالية، والأموال الساخنة التي تملأ الأسواق حاليا.
* الذهب فنيا:
- فشل الذهب في اختبار الدعم القوي عند منطقة الـ"Break out" عند 1845 للمرة الأولى أمس.
والدعوم بمتوسط 200 القوي، الذي يؤثر بشكل كبير على مسار الحركة، في حال اختراقه أو الارتداد منه، على الإطار الزمني اليومي، و4 ساعات.
- تشبع بيعي على مؤشر القوة النسبية "RSI" المعروف بقوته في الاستدلال به على توجهات حركة الذهب، بالهبوط لمستوى 30، والفشل في اختراق المستوى لتسجيل المزيد من الهبوط، بل يتوجه المؤشر للارتفاع مرتدا.
- إشارة سلبية على الإطار الزمنى اليومي بهبوط مؤشر القوة النسبية أسفل مستوى 50.
* التوقعات:
- الارتداد من المنطقة الحالية لأعلى هو أقرب التوقعات، إذا ثبت الفيدرالي أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، وأبقى على سياسة التيسير دون تغيير، مع استهداف 1900، و1915، 1930 على التوالي، كأهداف على المدى القصير.
- الهبوط في حال نجح الفيدرالي بتمرير الشعور بقرب التشديد، وإن لم يحدث!
والذي اتوقع له أن يصل قرب مستويات 1808، إن حدث.
** وبالتالي فتوزيع المخاطر بتوزيع طلبات الشراء بدءا من المستويات الحالية، وحتى مناطق توقعات الهبوط حتى 1808، هو أفضل الحلول.
تحياتي
طاهر مرسي
قسم أبحاث السوق بشركة Sabayik Misr