الذهب: متي يرتفع؟

الذهب وأوقات صعوده 

ما زال الذهب متماسكا فوق ال 1770 دولار حتى هذه اللحظة وما زال عنده القدرة والقوة على المواصلة إلى ما هو أفضل من هذه المستويات. 

حيث إن ارتفاع إعانات البطالة فوق التوقعات كان مضرًا بالاقتصاد الأمريكي وقيمة مؤشر الدولار. لكنها لم تنعكس بدرجة كبيرة علي الذهب ولم تعطيه القوة اللازمة ليبدأ الانطلاق. 

وكما شاهدنا الفترة الماضية إن سبب هبوط الذهب هو ضغط الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصريحاته المختلفة وتلميحه بأنه سوف يقوم برفع الفائدة. 

هذه التصريحات مرتبطة بأنه سوف يقوم بتقليص برنامج شراء السندات، وينفق الفيدرالي شهريًا 120 مليار دولار لشراء السندات. وبالتالي سيحاول بقدر الإمكان أن يخلق جو من الرعب والخوف والتوتر في الأسواق حيث يبدأ المتداول والمستثمر بالقلق ويبدأ في الخروج من السوق والخروج من مراكزه الحالية في صفقات الذهب وذلك أيضا بعد خروج حوالي 7 من أعضاء الفيدرالي تأكيدهم في تصريحات كثيرة من الفيدرالي سوف يقوم برفع الفائدة الأمر الذي من الممكن بأن يؤدي إلى انهيار أسعار الذهب. 

ومن ناحية أخرى تأتي تصريحات باول، رئيس الفيدرالي، مؤكدة بأنه لن يرفع الفائدة إلا حينما يصل للتوظيف الكامل ويصل الاقتصاد الأمريكي للتعافي الكامل. 

وعند النظر إلى بيانات العمل في شهر أبريل ومايو نرى نتائج أسوأ من المتوقع، وذلك في حين كانت إعانة البطالة في الأسابيع الأخيرة مرتفعة حيث تجاوزت فوق 400 ألف مقابل 300 ألف متوقع وبالتالي فإن التوظيف يعاني. 

وبالتالي لن يصل الاقتصاد الأمريكي إلى حد التوظيف الكامل الذي يتكلم عنه رئيس الفيدرالي. مما يعني مزيد من الأمل المترتب عن عدم رفع الفائدة في الوقت الحالي على الأقل حيث إنه من الممكن أن يكون في عام 2023. 

لكن تضارب تصريحات بين وزيرة الخزانة الذي ستقوم بتنفيذ خطة بايدن 4 تريليون والذي ستقوم برفع نسبة التضخم ومن السهل جدا إذا ارتفع التضخم يقومون برفع الفائدة وذلك للسيطرة على نسبة التضخم وفي نفس الوقت لن يضر بالاقتصاد الأميركي بكثير بالعكس بل سيفيده ومن هنا بدأت عملية الترهيب 

وعليه نرى أن الذهب يفقد 100 دولار ولا يستطيع تعويضه وذلك بسبب حالة الخوف المسيطرة على الأسواق وأنه من الممكن في لحظة ما يتم رفع الفائدة للسيطرة على التضخم  

الذهب إلى أين وهل يستوعب الخدعة؟ 

لم تكن هذه أول مرة يضغط فيها الفيدرالي على الذهب، في المرة السابقة هبطت أسعار الذهب مما فوق 1900 دولار للأوقية إلى مستويات 1680 دولار للأوقية. 

وذلك بسبب رفع عوائد السندات رغم زيادة التضخم مما دفع المستثمرين بالقول إن الذهب متجه إلى مثواه الأخير بين مستويات متدنية وأنه ليس على استعداد بأن يرتفع فوق هذه المستويات وذلك بسبب موجات الهبوط وذلك في حين ارتفاع نسبة التضخم. 

لكن بعد ذلك بدأ الذهب يستوعب ان ارتفاع عوائد السندات والقفزات المتتالية كانت ارتفاع مصطنع لمجرد انه يضيع على الذهب والملاذات الآمنة فرصة الصعود وعندها بدأ الذهب بالصعود رغم ان عوائد السندات كانت 1.7 وقتها. 

كذلك هو الوضع الآن. 

لكن بدأ الفيدرالي الأمريكي في تغير من طريقة لعبه فقط لوقت أو للتقليل من سرعة صعود الذهب وبدأت تصريحات وزيرة الخزانة بالظهور لنا. بدأ بعض من أعضاء الفيدرالي الأمريكي بالتصريح بأنهم سيقومون برفع الفائدة وكذلك بتقديم برامج شراء السندات مرة أخرى وتقديم الكثير من التبريرات للتضخم وأسبابه، وبذلك خلقوا حالة من الرعب في السوق حتى بدأ المستثمرين بتسييل الذهب فبدأنا نرى هبوط الذهب. 

الآن نرى أن التضخم يرتفع بالرغم من:  

بيانات التوظيف السلبية بالنسبة للدولار والاقتصاد الأمريكي  

وإعانات البطالة السلبية للاقتصاد الأمريكي وإيجابية للذهب 

وعوائد السندات ذات 10 سنوات انخفضت وبقوة 

ورغم كل ذلك نرى هبوط الذهب ويقال إن الذهب فقد قوته وهذا غير منطقي  

لم يفقد الذهب قوته بعد وما زال عنده القدرة ليصل لمستويات أعلى بمجرد استيعابه خدعة الفيدرالي ويدرك أن تصريحاته مجرد تصريحات غير مطبقة على أرض الواقع. 

حيث إن رفع الفائدة عند هذه البيانات السيئة للتوظيف لشهرين متتابعين ورفع الفائدة ونزول برامج شراء سندات مع بطالة مرتفعة لأكثر من أسبوعين متتاليين وهبوط عوائد السندات ذو الـ 10 سنوات من مستويات 1.7 إلى مستويات 1.4 

ومازالت سياسة التيسيرات النقدية  

لذلك الأسباب لابد من ارتفاع الذهب ولكن بعد فض خدعة الفيدرالي سيتبعه انطلاقة قوية للذهب نستطيع عندها أن نصل لمستويات الـ 2000 دولار  

لكن لابد من الثبات فوق 1770 دولار هذا ما سيدفعه إلى 1790 و1800 دولار ليبدأ الانطلاق منها.