ارتفع الذهب فوق 1800 دولار للأونصة حيث كان المستثمرون يفكرون في التوقعات الاقتصادية قبل محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيتم مراقبته بحثاً عن أدلة على السياسة النقدية الأمريكية.
هذا بعد أن أشارت التقارير الاقتصادية القوية إلى استمرار انتعاش الاقتصاد الأمريكي الأسبوع الماضي، ولكن مكاسب الوظائف لم تكن قوية بما يكفي للسعي في تشديد السياسة النقدية.
مع ذلك، فإن انتشار متغير دلتا من وباء كورونا وقيود السفر الجديدة في أوروبا وآسيا وسط تفشي يزيد المخاوف من انتعاش النمو وتفاقم الخسائر.
يتطلع المشاركون في السوق إلى إصدار محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بعد أن أشار صانعو السياسة إلى أنهم يتوقعون رفع أسعار الفائدة مرتين بحلول نهاية عام 2023 خلال اجتماع السياسة الأخير في 16 يونيو.
قد ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء أكثر من1% في محاولة لإعادة اختبار مستوى 1809 دولار للأونصة، وهذا أعلى مستوياته في 3 أسابيع وسط حركة تداول ضعيفة حيث كانت الأسواق الأمريكية مغلقة يوم أمس الاثنين في عطلة عامة.
أما على أساس فني، كما توقعنا في مقالتنا السابقة انه في حالة نجاح الذهب باستقرار تداولاته أعلى مستوى 1790 دولاراً للأونصة قد يعزز من مكاسبه أعلى مستوى 1800 دولاراً للأونصة، وهو ما تحقق خلال جلسات اليوم.
قد اختبر الذهب اليوم الثلاثاء مستوى المقاومة عند 1809 متوسط متحرك 21 يوم، وفي حالة اختراقها مرة أخرى سيواجه مستوى المقاومة الثانية عند 1816 دولاراً للأونصة.
أما في حالة استقرار السعر أعلى هذا المستوى قد يعزز من الزخم الإيجابي لاستهداف مستوى 1829 متوسط متحرك 200 يوم.
بينما في حالة فقدان المكاسب سيظل مستوى الدعم على المدى القصير عند مستوى 1790 دولاراً للأونصة، وفي حالة استقرار التداولات اليومية ما دونها قد يضيف الضغط لاستهداف مستوى الدعم الهام عند 1760 دولاراً للأونصة.
الذهب ومحضر البنك الفيدرالي
أدى ارتفاع عوائد الدولار والخزانة أثر سلبي على الذهب الذي جعله لا يحمل فائدة، والذي أدى إلى انخفاضه بنحو 5٪ هذا العام.
كان شهر يونيو هو أسوأ شهر للذهب منذ أواخر عام 2016 حيث تجنب المستثمرون المعدن الثمين وسط إشارات على أن الحكومات تستعد لكبح إجراءات التحفيز الوبائي.
لكن عاد وبدأ المعدن الثمين في شهر يوليو بشكل إيجابي مسجلاً أعلى إغلاق له منذ أكثر من أسبوعين على أثر بيانات سوق العمل الأمريكي المتباينة.
بينما يتعافى التعافي في الاقتصادات الكبرى لا تزال هناك رهانات على أن بقع الضعف مثل ارتفاع معدل البطالة في تقرير الوظائف الأمريكية الأسبوع الماضي ستردع التحركات المتشددة من قبل البنوك المركزية.
أما يوم غد الأربعاء سيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه في يونيو، والذي تسبب في اضطراب الأسواق من خلال التلميح إلى رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
يجب أن تقدم ملاحظات الاجتماع مزيداً من البصيرة حيث يفكر مستثمرون الذهب في صورة اقتصادية تخيم عليها الضغوط التضخمية والتهديدات من متغيرات فيروس كورونا.
حيث إذا ما أكد المحضر مرة أخرى على أهمية سوق العمل نحو تحركاته المستقبلية لتشديد السياسة قد يعزز من مكاسب الذهب، وهذا بعد ما أظهرته الأرقام المخيبة للآمال من نمو الأجور ومعدل البطالة المرتفعة في يونيو.
تفاؤل بزيادة احتياطات الذهب
في ظل تلويح شبح التضخم المتسارع والانتعاش في التجارة العالمية قوة النيران لإجراء عمليات الشراء الذهب يستعيد لمعانه بعد انخفاض مشتريات البنوك المركزية إلى أدنى مستوى خلال عقد من الزمان.
وفقاً لمسح أجراه مجلس الذهب العالمي نُشر الشهر الماضي أظهر اعتزام حوالي واحد من كل خمسة بنوك مركزية زيادة احتياطياته من الذهب خلال العام المقبل.
عمل الانتعاش في التجارة العالمية على تعزيز الحسابات الجارية لدول الأسواق الناشئة مما يمنح بنوكها المركزية خيار شراء المزيد من الذهب كما أن ارتفاع أسعار النفط هذا العام يعزز مشتريات الذهب من قبل مصدري النفط.
تعرض الذهب للضغط هذا العام حيث جعلت عائدات السندات المرتفعة الملاذ غير المحمل للفائدة يبدو أقل جاذبية للمستثمرين.
فبعد التعافي في أبريل ومايو انخفض الذهب بأكبر قدر في أكثر من أربع سنوات الشهر الماضي حيث أصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشدداً وتعزز الدولار.
إلا ان التوترات الجيوسياسية والحاجة إلى التنويع وزيادة عدم اليقين استمرت في تعزيز الاهتمام باحتياطيات الذهب.
حيث ترى البنوك المركزية ان الذهب يعد أهم وصي وضامن للحماية من المخاطر التضخمية وغيرها من أشكال المخاطر المالية على المدى الطويل.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@