إليكم سر حركة النفط وسط الإعصار

ضرب إعصار إيدا ولاية لويزيانا في وقت سابق من هذا الأسبوع مما تسبب في اضطراب كبير في صناعة النفط والتكرير في الولايات المتحدة. ووصل إيدا إلى اليابسة كإعصار من الفئة الرابعة؛ مما تسبب في دمار كبير لنيو أورليانز بالإضافة إلى مجموعة من المدن على طول ساحل الخليج.

فيما يلي سنلقي نظرة على الموقف من منظور سوق الطاقة وكيف يمكن للمتداولين توقع تأثيرات الإعصار على إنتاج النفط والمخزون:

الرسم البياني الأسبوعي للنفط الخام  WTI 

إنتاج النفط من المنصات البحرية

تم تعليق إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في خليج المكسيك بالكامل تقريبًا (1.74 مليون برميل يوميًا أو 17٪ من إنتاج الولايات المتحدة) مع اقتراب إعصار إيدا. واعتبارًا من بعد ظهر الأربعاء، لا يزال إنتاج 1.45 مليون برميل يوميًا خارج الخدمة، على الرغم من أنه يبدو أن الحفارات والمنصات البحرية تعرضت لأضرار قليلة أو معدومة. ويظل الإنتاج متوقف جزئياً لأن الموظفين الذين تم إجلاؤهم لم يتمكنوا من العودة إلى المنصات البحرية. فقد تعرضت المروحيات التي تنقل العمال إلى هذه المنصات البحرية لأضرار ولا يمكن الوصول إليها.

ومن المنتظر أن يظهر انقطاع الإنتاج من المنصات البحرية في بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) فى الأسبوع المقبل وسيؤثر أيضًا على بيانات الإنتاج والتصدير في الولايات المتحدة. ويبلغ إنتاج الولايات المتحدة حوالي 11.3 مليون برميل في اليوم، لذلك يجب على المتداولين توقع انخفاض الإنتاج بنحو 1.7 مليون برميل يوميًا بداية من تقرير البيانات الذى سيصدر الأسبوع المقبل وستستمر كذلك طالما ظلت المنصات خارج الخدمة.

الموانئ

هناك مشكلة أخرى تمنع استئناف إنتاج النفط وهي أن الموانئ الرئيسية في لويزيانا تعرضت لأضرار من الإعصار. ويتدفق النفط من الإنتاج البحري (SE:4030) إلى مرافق التخزين في موانئ مثل بورت فورشون ، والتي تستقبل عادةً حوالي 270 سفينة إمداد كبيرة و 1200 شاحنة تأتي كل يوم لتنقل الإمدادات إلى أكثر من 250 شركة. وقد وصل الإعصار إيدا إلى اليابسة في هذه المنطقة وشهد الميناء موجات عالية بفعل العواصف تراوح ارتفاعها من 12 إلى 15 قدمًا، مما تسبب في فيضانات شديدة. ولا تزال الطرق المؤدية إلى الميناء مغلقة، لذا لم يتم بعد تقييم المدى الكامل للأضرار.

لا يزال ميناء لويزيانا النفطي البحري  (لوب)، المرتبط بميناء بورت فورشون ، خارج الخدمة أيضًا. وذلك على الرغم من أنه لا يبدو أنه تعرض لأي ضرر كبير ولكن لم تتم إعادة تشغيله لأن الوصول إليه مقيد. فقد تكون البنية التحتية ذات الصلة على الأرض قد تعرضت للضرر. ولوب هي المنصة الوحيدة للمياه العميقة القادرة على تفريغ ناقلات النفط الخام في الولايات المتحدة. ولا يوجد جدول زمني لاستئناف العمليات في الميناء، ولكن تشير بعض التقديرات إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن تبدأ الإصلاحات في بورت فورشون والعشرات من الموانئ الأخرى في لويزيانا التي لا تزال مغلقة في هذا الوقت.

وقد أدى إغلاق الموانئ إلى تراكم السفن في خليج المكسيك. حيث ترسو حوالي 30 ناقلة قبالة ساحل لويزيانا في انتظار تحميل أو تفريغ الشحنات. ولكن أكبر الاختناقات تقع بالقرب من باتون روج وبحيرة تشارلز. وقد أعيد فتح الميناء المطل على بحيرة تشارلز وهناك أمل في تخفيف حدة الازدحام قريبًا. ولكن من غير المعروف ما إذا كان يمكن تحويل هذه السفن إلى موانئ في تكساس.

تعني هذه المعوقات المتراكمة أنه يجب على المتداولين توقع رؤية صادرات أقل من المتوسط من النفط الخام من الولايات المتحدة بالإضافة إلى نقص واردات النفط الخام في المقاطعات الأخرى.

المصافي (SE:2030)

فى إطار الاستعدادات لمواجهة الإعصار، أغلقت مصافي التكرير في لويزيانا وتوقف إنتاج ما يقرب من 2.7 مليون برميل في اليوم من طاقة التكرير، وهذا يمثل ذلك حوالي 14٪ من طاقة التكرير في الولايات المتحدة. ومازال تقييم الأضرار مستمر، حيث لا تزال معظم المصافي بدون كهرباء أو بدون إمدادات من المواد الخام حتى لو لم تتضرر المصافي من الإعصار أو الفيضانات.

لم تتضرر مصفاة باتون روج التابعة لشركة إكسون موبيل، والتي تعالج 500 ألف برميل يوميًا من النفط الخام ومصفاة ماراثون بتروليوم (NYSE: NYSE:MPC) والتي تعالج 565 ألف برميل يوميًا في جريفيل. وقد ذكرت إكسون موبيل (NYSE: XOM) أنها تعمل على إعادة تشغيل مصفاة التكرير الخاصة بها، ومن المتوقع أن تستأنف شركة ماراثون عملياتها بمجرد توفر الكهرباء (SE:5110) والمواد الخام. وكما يبدو فإنه من المتوقع استئناف إنتاج 2 مليون برميل في اليوم من طاقة التكرير في غضون ثلاثة أسابيع.

يعني إغلاق المصفاة أن المتداولين يجب أن يتوقعوا رؤية زيادة في مخزونات النفط الخام تنعكس في بيانات إدارة معلومات الطاقة في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل. ومن ناحية أخرى، سيتم سحب مخزونات البنزين لأن المصافي غير قادرة على توفير المزيد من منتجات التكرير للسوق.

يمكن أن تتأثر مناطق معينة أكثر من غيرها. على سبيل المثال، وفقًا لباتريك ديهان من جاس بادى ، يمكننا أن نتوقع رؤية سحب مخزون كبير في منطقة باد 3 ، كما انخفضت مخزونات البنزين في منطقة باد 1 بنسبة 30٪ خلال الشهرين الماضيين وفقًا لجاس بادى، ومن المحتمل أن نرى المزيد من شحنات البنزين الواردة إلى تلك المنطقة من الخارج.

يمكن أن تستمر بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) غير الطبيعية للنفط الخام والبنزين لمدة 3 أو 4 أسابيع ، اعتمادًا على المدة التي قد تستغرقها المصافي للعودة إلى العمل.  (لمزيد من التفاصيل حول تأثير تداعيات إعصار إيدا على وضع البنزين في الولايات المتحدة، استمع إلى لقائى مع باتريك ديهان من جاس بادى هنا).

أسعار البنزين

بدأت أسعار البنزين في الانخفاض في الولايات المتحدة قبل هبوب الإعصار إيدا، لكن هذا الاتجاه انعكس الآن.

الرسم البياني الأسبوعي للعقود الآجلة للبنزين

وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الصادرة يوم الأربعاء، بلغ متوسط إجمالي كمية المنتجات البترولية الموردة في الولايات المتحدة (المستخدمة لتقدير الطلب الضمني) الأسبوع الماضي 21.4 مليون برميل يوميًا، وهو الأعلى منذ سبتمبر 2019. وقد يتأثر هذا قليلاً بالاستعدادات للإعصار خلال الأسبوع الماضي، والذي عادة ما ينتج عنه ارتفاع حاد في الطلب على البنزين في المناطق التي تستعد لمواجهة تأثير الإعصار.

وعلى كل حال، فإنه بحلول 15 من سبتمبر، يمكن لمعظم محطات البنزين في الولايات المتحدة أن تبدأ في بيع مزيج البنزين الشتوي الأرخص من حيث تكلفة الإنتاج (وبتكلفة أقل عمومًا للمستهلك). وقد حصلت المناطق المتأثرة بالإعصار بالفعل على استثناء من وكالة حماية البيئة لاستخدام مزيج البنزين الشتوي قبل 15 سبتمبر من أجل التخفيف من أي نقص. قد يساعد هذا التبديل - جنبًا إلى جنب مع عودة المصافي إلى الإنترنت - إلى خفض أسعار البنزين في غضون أسابيع قليلة.