استمرت بيانات الاقتصاد الأمريكي والضغوط الأمريكية على أوبك من جهة أخرى في رسم ملامح أسواق السلع والمعادن العملات خلال تعاملات الأسبوع، وانعكست بيانات الاقتصاد الأمريكي وتصريحات الفيدرالي في جاكسون هول على أداء الدولار الذي انخفض مؤشره الرئيسي خلال الأسبوع.
وعززت تراجعات الدولار من فرصة صعود الذهب الملاذ الآمن، تزامنا مع تحسن نسبي في أداء عملات الأسواق الناشئة وعلى رأسها الليرة. ونزل مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من 6 عملات من مستويات 93.06 إلى مستويات 92.3.
الذهب
ارتفع الذهب نسبيا على مدار الجلسات الخمس الماضية بحوالي 26 دولار، وزاد سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب من مستويات 1794 ألف جنيه إلى مستويات 1820 دولار. وتفاعل الذهب مع بيانات البطالة الأمريكية والتي سجلت سجلت 340 ألف طلب إعانة وكان التقدير أن تبلغ 345 ألف طلب.
ووصل متوسط طلبات الإعانة في 4 أسابيع إلى 355 ألفًا، وتعد بيانات البطالة الأمريكية مؤشرًا هامًا لحالة التعافي الاقتصادي، وتصدر أسبوعيًا ويستخدمها المستثمرين في التعرف على حالة الاقتصاد الأمريكي وقوة الشركات في هذه الفترة.
وعن الميزان التجاري للولايات المتحد فقد سجل الميزان التجاري لشهر يوليو أداءً إيجابيًا حيث سجل عجزا بقيمة -70.10 مليار، وكان المتوقع أن يبلغ العجز 71 مليار دولار.
وصدر تقرير وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الصادر عن ADP وهو ما يعد مؤشرًا لبيانات التوظيف الأمريكية المنتظرة يوم الجمعة، وجاءت نتائج تقرير الـ ADP سلبية حيث سجلت إضافة 374 ألف وظيفة جديدة، فيما كانت التقديرات أن يبلغ 613 ألف وظيفة جديدة.
وبحسب لتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بعد تعافي سوق العمل هو المؤشر الرئيسي الذي سيحدد متى يبدأ البنك المركزي في تقليص الأصول.
واستنادًا على رأي خبراء التحليل في بنك أوف أمريكا، أنه من المفترض أن يرتفع الذهب إلى مستوى 1900 دولار بحلول نهاية العام، وأن يستقر عند سعر متوسط حوالي 1800 دولار في عام 2021. فيما توقع بنك أوفرسيز المتحد أن الزيادة في العائدات
المفتوحة والأحجام ستسمح باستمرار الانتعاش وبالتالي يستهدف المعدن الأصفر منطقة المقاومة حول مستوى 1830 دولارًا.
وصدرت بيانات التوظيف الأمريكية وكشف تقرير التوظيف بالقطاع الخاص عن إضافة 235 ألف وظيفة في الشهر الماضي وكان التقدير أن يضيف 750 ألف وظيفة، وتعد هذه الأرقام شديدة السلبية.
فيما سجل معدل البطالة الأمريكية 5.2% مثل التقديرات، أما بالنسبة لمتوسط الأجور في الساعة شهريًا فقد سجل 0.6%، وكان التقدير أن يصل إلى 0.3%، وبالنسبة لمتوسط الأجور سنويًا فقد سجل 4.3% وكان المنتظر أن يحقق 4%.
وسجل تقرير الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي انخفاضًا حادًا حيث أضاف 243 ألف مقابل التوقعات بـ 665 ألف وظيفة.
ارتفع الذهب بقوة نتيجة لسلبية البيانات.
النفط
زاد خام غرب تكساس الأمريكي بحوالي 3.3 دولارات خلال تداولات الأسبوع ليقفز من مستويات 67 دولار إلى 70.36 دولار.
وزاد خام برنت القياسي بالقيمة ذاتها، ليرتفع سعر البرميل من مستويات قرب الـ70 دولار إلى مستويات 73.3 دولار للبرميل في العقود الفورية. اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا، الذين يشكلون المجموعة المعروفة باسم أوبك+، على التقيد بسياسة بدأ تنفيذها من يوليو تموز لإنهاء تدريجي لتخفيضات إنتاجية قياسية بإضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر إلى السوق.
وأجرت تعديلا صعوديا لتوقعاتها للطلب على النفط لعام 2022 تواجه ضغوطا من الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج بخطى أسرع. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة زادت بمقدار 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي بينما كان محللون قد توقعوا انخفاضا قدره 1.6 مليون برميل.
وقد يقلص تزايد الإصابات بفيروس كورونا الطلب في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة إلى جانب انخفاضات موسمية بعد أن ينحسر الموسم الصيفي لقيادة السيارات.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أيضا أن مخزونات الخام الأمريكية هبطت 7.2 مليون برميل الأسبوع في حين توقع محللون انخفاضا قدره 3.1 مليون برميل.
وتسبب الإعصار أيدا، الذي وصل إلى اليابسة في الولايات المتحدة يوم الأحد كإعصار من الفئة الرابعة، في توقف ما لا يقل عن 94 بالمئة من إنتاج النفط والغاز البحري (SE:4030) في خليج المكسيك، وتسبب في أضرار "كارثية" لشبكة الكهرباء (SE:5110) في لويزيانا.
الليرة التركية
ورغم البيانات الإيجابية نسبيا للاقتصاد التركي إلا أن تصريحات الرئيس التركي فرضت مزيدا من الحذر على تداولات المستثمرين تخوفا من فرض أي عقوبات من الولايات المتحدة بعد تصريحات أردوغان بشأن منظومة صواريخ S400.
وزادت الليرة التركية طفيفا مقابل الدولار من مستويات 8.3865 ليرة / دولار إلى مستويات 8.2796 ليرة / دولار.
وأعلن إردوغان، نهاي الشهر الماضي أن تركيا لن تتردد حيال شراء مزيد من صواريخ إس 400 الروسية، التي أثارت شقاقًا في العلاقات التركية الأمريكية، وكانت سببًا في استثناء تركيا من التدريبات الأمريكية على منظومة إف 35.
و تعافي اقتصاد تركيا بقوة خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث سجل الاقتصاد نموا بنسبة 21.7% على أساس سنوي بنهاية الربع الثاني، بما يتوافق مع توقعات الأسواق. وعلى أساس ربع سنوي، أظهرت بيانات معهد الإحصاء في تركيا بأن الاقتصاد سجل نموا بنسبة 0.9% مقارنة بالنمو خلال الربع الأول من العام الجاري.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يأمل في نمو اقتصاد تركيا بأكثر من 7% بالعام الجاري، وإنه يتوقع انخفاض التضخم بشكل كبير خلال الربع الأخير من العام، وأن كبح التضخم أولوية. وفي المقابل أظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي منتصف الأسبوع أن عجز التجارة الخارجية للبلاد ارتفع 51.3% على أساس سنوي في يوليو تموز إلى 4.278 مليار دولار وفقا لنظام التجارة العام.