قد يكون من غير المنطقى أو غير المناسب مقارنة النتائج المالية بين شركة أرامكو السعودية، وهي شركة طاقة متكاملة مع شركة أبل، بصفتها شركة تقنية فقط. ومع ذلك، فقد تم عقد العديد من المقارنات بينهما خلال السنوات الثلاث الماضية لأنهما من أكثر الشركات ربحية على مستوى العالم، على الرغم من حقيقة أنهما مختلفتان في أعمالهما الأساسية بالكامل.
من الشائع مقارنة أرامكو بشركات النفط العالمية الأخرى التي تجاوزت أرامكو دخلها الإجمالي: شل (NYSE: RDSa) ، بي بي (NYSE: BP)، إكسون موبيل (NYSE: XOM)، شيفرون (NYSE: NYSE:CVX) وتوتال (NYSE:TTE) . ولكن منذ أن بدأت أرامكو السعودية (SE:2222) في نشر بياناتها المالية في عام 2018، استمرت المقارنة بين أرامكو السعودية والشركة الأكثر ربحية (سابقًا) - أبل - من حيث الأداء المالي.
في عام 2018، كانت أرامكو السعودية هي الشركة الأكثر ربحية بعد أن سجلت صافي دخل قدره 111.1 مليار دولار، بينما سجلت شركة آبل 59.53 مليار دولار. في العام التالي، حافظت أرامكو السعودية على لقب الشركة الأكثر ربحية عندما أعلنت عن صافي دخل قدره 88.21 مليار دولار، في حين بلغ صافي دخل شركة آبل حوالي 55.26 مليار دولار.
وفي عام 2020 (عام الوباء)، أصبحت شركة أبل (NASDAQ:AAPL) هي الشركة الأكثر ربحية، حيث بلغت أرباحها حوالي 57.41 مليار دولار، بينما وصلت أرباح أرامكو السعودية إلى 49.07 مليار دولار وسط انخفاض أسعار النفط والتقلبات الحادة في ذلك العام. فقد بلغ متوسط سعر خام برنت خلال عام 2020 حوالي 42 دولارًا للبرميل، مقارنة بـ 64 دولارًا للبرميل في عام 2019.
مؤخرًا، بعد أن أعلنت شركة أبل أنها حققت صافي ربح قدره 45.3 مليار دولار في النصف الأول من عام 2021، كان من المتوقع على نطاق واسع أن تكون هي الشركة الأكثر ربحية في العالم. ولكن مع ظهور النتائج المالية لأرامكو. والتي أظهرت أن صافي ربح أرامكو السعودية بلغ 47.2 مليار دولار، متجاوزًا صافي ربح شركة آبل بنحو 9٪. كما أنها تزيد عن أرباح أرامكو للنصف الأول من عام 2019 (ما قبل الجائحة) عندما وصلت الأرباح إلى 46.9 مليار دولار.
يضمن صافي دخل أرامكو السعودية البالغ 25.5 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2021 استمرارها في تجاوز صافي دخل خمس شركات نفط دولية كبرى مجتمعة هي: شل 9.3 مليار دولار، بريتيش بتروليوم (LON:BP) 8.3 مليار دولار، إكسون موبيل 7.6 مليار دولار، شيفرون 4.5 مليار دولار وتوتال (PA:TTEF) 3.5 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، أصبح صافي دخل أرامكو أعلى من الدخل الصافي لشركات التكنولوجيا الخمس الكبرى: أبل 21.7 مليار دولار، ألفابت (NASDAQ: GOOGL) 18.5 مليار دولار، مايكروسوفت16.5 (NASDAQ: MSFT) مليار دولار، فيسبوك10.4 (NASDAQ: FB) مليار دولار وأمازون7.8 ( NASDAQ: AMZN) مليار دولار.
على الرغم من المقارنة بين الشركتين الأكثر ربحية على وجه الأرض غير ذات الصلة وغير المنطقية، إلا أنها أيضًا مجحفة للغاية بالنسبة لأرامكو السعودية لعدة أسباب. ففي الوقت الذي انهارت فيه أسعار النفط إلى مستويات منخفضة تاريخيًا خلال الوباء، كانت شركة أبل تتمتع بمبيعات قياسية لأجهزتها وتطبيقاتها في جميع أنحاء العالم وبالأسعار التي تريدها، نتيجة عمليات الإغلاق العالمية التي فرضتها تداعيات الوباء، مما أجبر الشركات والمدارس على العمل عن بعد وسط شلل تام فى وسائل المواصلات.
كانت التحديات أكثر عنفًا بالنسبة لأرامكو السعودية عند الحديث عن صافي الدخل. فقد كانت شركات التكنولوجيا مثل أبل هي التي تحدد أسعار منتجاتها، بينما يخضع منتج أرامكو لمعايير عالمية لا دخل فيها لأرامكو.
علاوة على ذلك، لا تواجه شركات التكنولوجيا ضغوط تجار السلع والوسطاء الذين يؤثرون على الأسعار، ولا تتعرض تلك الشركات حتى لضغوط المضاربين، في حين أن أسواق النفط ومشتقاته مشبعة بكل هذه الأنواع من الضغوط.
على الرغم من أن المقارنة بين شركات الطاقة والنفط وبين شركات التكنولوجيا قد تكون غير منطقية بل وغير عادلة، إلا أن الأرباح الدورية في عالم المال والأعمال هي التي جعلت هذه المقارنة مقبولة. فالعالم ينتظر النتائج المالية لمعرفة من هو الأكثر ربحية، بغض النظر عن الظروف القاسية والتحديات التي قد تواجهها أرامكو السعودية وتتغلب عليها.
لذلك أصبحت هذه المقارنات ممكنة - على الرغم من أنها تتجاوز المنطق - لأنها تتم بين الشركات المدرجة في البورصة. وهكذا، ينتظر العالم بفارغ الصبر معرفة أي من هذه الشركات سترتدي تاج الشركة "الأكثر ربحية" في عام 2021.