ما الذي يعنيه كلام باول للذهب وما هو مستقبل المعدن الأصفر؟

هذا ما يفعله باول، كما هو الحال دائمًا ... فقط أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه يمكن الإعلان عن التقليص التدريجي للحوافز في أقرب وقت خلال الشهر المقبل. ماذا يعني هذا لثيران الذهب؟

في الإصدار الأخير من تقرير التحليل الأساسي للذهب، قمت بتغطية أحدث بيان للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حول السياسة النقدية ومخطط النقاط. واستنتجت أن "الذهب سيكافح حتى تبدأ دورة تشديد السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل جيد". وكما يظهر على الرسم البياني أدناه، كان المعدن الأصفر يكافح معظم الوقت طوال هذا العام، ولست أتوقع أي تحولات في هذا الاتجاه قريبًا.

الآن، حان الوقت لتحليل مؤتمر باول الصحفي، ففي تصريحاته المعدة مسبقًا، قدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي وجهة نظر متفائلة إلى حد ما بشأن الاقتصاد الأمريكي حيث قال:

"إن الناتج المحلي الإجمالي قدر ارتفع واقعيا بوتيرة قوية بنسبة 6.4٪ في النصف الأول من العام، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستمر النمو بوتيرة قوية في النصف الثاني (...) وفي المستقبل، يتوقع المشاركون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة استمرار سوق العمل في التحسن."

كما قلل باول من أهمية المخاطر التضخمية. واعترف بأن التضخم ظل عند مستوى مرتفع لفترة أطول مما توقعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكنه في الوقت نفسه كرر وجهة نظر الاحتياطي الفيدرالي بشأن الطبيعة المؤقتة للتضخم المرتفع:

كانت تأثيرات تلك الاختناقات هذه أكبر وأطول أمدًا مما كان متوقعًا، مما أدى إلىمراجعات تصاعدية لتوقعات التضخم الخاصة بالمشاركين لهذا العام. في حين أن آثار اضطرابات الامدادات مازالت بارزة حتى الآن، إلا أنها ستتراجع، وكما هو الحال، من المتوقع أن ينخفض التضخم مرة أخرى نحو هدفنا على المدى الطويل.

ومع ذلك، فإن السؤال هو: لماذا يجب أن نثق في توقعات التضخم الحالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بالنظر إلى أن توقعاته السابقة كانت خاطئة بشكل واضح وقللت إلى حد كبير من استمرار التضخم الحقيقي؟

أخيرًا وليس آخرًا، قدم باول المزيد من الإشارات حول تقليص التيسير الكمي. على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار حتى الآن، "ويرى المشاركون عمومًا أنه طالما أن الانتعاش لا يزال يسير على المسار الصحيح، فمن المرجح أن تكون عملية التقليص التدريجي التي ستنتهي في منتصف العام المقبل مناسبة". لذا، فإن استنتاجاتي ستكون: بالنظر إلى أن التقليص التدريجي من المفترض أنه تدريجي للغاية، فمن المحتمل أنه سيبدأ عاجلاً وليس آجلاً.

باول والذهب

في الواقع، تشير جلسة الأسئلة والأجوبة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعلن التقليص التدريجي في أقرب وقت خلال شهر نوفمبر. وكل هذا يتوقف على ما إذا كان سيتم الوفاء باختبار التقدم الإضافي الكبير في معدل التوظيف أم لا. بالنسبة لباول، أصبح الآن "كل شيء على ما يرام"، على الرغم من أن ذلك قد يبدأ في أقرب وقت خلال الاجتماع التالي. وفى النهاية، يعتقد العديد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن هذا الاختبار قد تم الوفاء به بالفعل:

لذلك إذا نظرت إلى عدد مناسب من المؤشرات، سترى أنه منذ ديسمبر الماضي عندما شرحنا الاختبارات والقراءات وحتى اليوم، سنجد أننا في كثير من الحالات قطعنا أكثر من نصف المسافة، على سبيل المثال، عند النظر إلى معدل البطالة في ديسمبر من عام 2020 والتقديرات النموذجية للمعدل الطبيعي، سنلاحظ أنه تم قطع 50 أو 60 بالمائة من هذا الطريق. لذلك يمكن أن يمثل ذلك مزيدًا من التقدم الكبير. ويرى العديد من أعضاء اللجنة أن اختبار التقدم الإضافي الكبير في التوظيف قد تم الوفاء به. يشعر الآخرون أنه قريب، لكنهم يريدون رؤية المزيد من التقدم.

هناك مجموعة من وجهات النظر المختلفة.و أعتقد أن وجهة نظري هي أن الاختبار، واختبار التقدم الإضافي الكبير للتوظيف قد تم الوفاء بهما. وبمجرد أن نجتاز هذين الاختبارين، ستقرر اللجنة أنهما قد تم الوفاء بهما، ويمكن أن يتم ذلك بمجرد الاجتماع التالي، لذلك فإن الغرض من هذه اللغة هو التنبيه بأن قرار البدء فى التقليص يمكن أن يأتي في أقرب وقت مع الاجتماع القادم. وستنظر اللجنة في هذا الاختبار، وسننظر أيضًا فى نطاق أوسع في ذلك الوقت ونتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان سيتم البدء فى التقليص التدريجي.

يبدو أن الشرط الوحيد الذي يجب الوفاء به حتى الآن هو أن تقرير التوظيف لشهر سبتمبر يجب أن يكون "لائقًا". ليس من الضروري أن تكون النتائج رائعة، لكنه أيضًا لا يمكن أن تكون كارثية. ويقول باول:

لذا، كما تعلمون، بالنسبة لي، لن يستغرق الأمر وقتًا،فقط تقرير توظيف قوي للغاية.و سوف يتطلب الأمر تقرير توظيف جيد بشكل معقول لكي أشعر أن هذا الاختبار قد تم اولفاء به. ويشعر بذلك أيضًا الآخرون من المشاركين في اللجنة وهم كثيرون، بأن الاختبار قد تم الوفاء به بالفعل. حيث يريد الآخرون رؤية المزيد من التقدم. وكما تعلمون، سنعمل على حل المشكلات مع تقدمنا. لكن يمكنني القول، من وجهة نظري، أن الاختبار قد اكتمل. لذلك لست بحاجة شخصيًا إلى رؤية تقرير توظيف قوي للغاية، لكني أرغب في رؤية تقرير توظيف لائق.

الآثار التى ستقع على الذهب

ماذا يعني المؤتمر الصحفي لباول بالنسبة لسوق الذهب؟ حسنًا، بدا رئيس الاحتياطي الفيدرالي متشددًا بشكل عام. وكان متفائلاً إلى حد ما بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي والتقدم في سوق العمل. كما قلل باول من أهمية المخاطر المتعلقة بمديونية إيفرجراند.

والأهم من ذلك، أنه أشار إلى أنه يمكن الإعلان عن التقليص التدريجي في أقرب وقت خلال شهر نوفمبر، حيث يعتقد العديد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن التقدم الكبير نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي قد تم تحقيقه بالفعل. وهذه أخبار سيئة بالنسبة لأسعار الذهب.

ومع ذلك، هناك جانب مضيء. فلن يكون هناك ارتفاع في أسعار الفائدة أثناء تنفيذ الاحتياطي الفيدرالي لخطة التقليص التدريجي. لذلك، يجب أن تظل أسعار الفائدة الحقيقية عند مستويات منخفضة للغاية، مما يوفر بعض الدعم للمعدن الأصفر.

بعد ما ذكرت، يظهر الرسم البياني النقطي أن نصف أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يتوقعون أن يكون أول رفع لسعر الفائدة بحلول نهاية العام المقبل. نتيجة لذلك، زادت احتمالات الارتفاع في ديسمبر 2022 من 52.9٪ في 16 سبتمبر إلى 72.7٪ في 23 سبتمبر 2021. وإذا سار معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية في اتجاه التشدد، فسييستمر ذلك في خلق ضغط هبوطي على أسعار الذهب .