Investing.com - ما بين توقعات أوبك وتصريحات جانيت وجيروم باول، مرورا بقرارات أردوغان، عاش النفط والذهب والدولار والليرة أياما حافلة وصاخبة.
ليس هذا فحسب، فقد أطلت أزمة صينية حادة لعملاق العقار الصيني إيفرجراند، لتثير المخاوف بشأن انهيار جديد كالذي حدث مع ليمان براذر الأمريكية. وعاشت السلع والعملات والمعادن ساعات عصيبة لا تزال تنعكس تداعياتها على الأسواق حتى الآن، وسط ضغوط موعد تغير السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، تزامنا مع إغلاق الحكومة الأمريكية وأزمة سقف الدين الفيدرالي.
وخلال فعاليات منتدى فوركس إكسبو، المنعقد في دبي، أشار أحد محللي أوربكس إلى أن الفيدرالي قد يرفع الفائدة بنهاية 2022، وبأن الذهب سيهبط لمستويات 1600 دولار، بينما ربما يحاول الدولار الأمريكي الصعود لمستوى 103 مرة أخرى على المدى المتوسط.
قال ريكاردو إيفانجليستا، كبير المحللين في ActivTrades في مذكرة بحثية: "على الرغم من ذلك، لا يزال المعدن الثمين تحت الضغط من قوة الدولار الأمريكي."
وأضاف أنه: "من المرجح أن يؤدي التقليص في وقت مبكر أكثر من المتوقع من جانب الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع عوائد الخزانة، بالإضافة إلى جاذبية أصول الملاذ للعملة الأمريكية، إلى مزيد من الاتجاه الصعودي للعملة الأمريكية".
وفي المقابل من تقلبات الذهب والعملات، جاءت تحركات النفط التي شهدت تذبذبا عنيف ما بين قمة 3 سنوات وقاع بداية العام.
وقالت إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة "لا يزال نقص المعروض يؤدي إلى السحب من المخزونات في كل المناطق".
وتوقع جولد مان ساكس أن يصل خام برنت بنهاية العام إلى 90 دولارا للبرميل من 80 دولارا، حيث أدى التعافي الأسرع للطلب على الوقود من نسخة دلتا وتضرر الإنتاج من إعصار إيدا إلى شح الإمدادات العالمية.
الذهب XAU/USD
قال إيليا سبيفاك محلل العملات في ديلي فوركس أن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو تقليص الأصول ودورة رفع أسعار الفائدة أكثر حدة مما توقعته الأسواق في البداية أن: "الذهب يتماسك قبل أن ينخفض في ضربة رئيسية أخرى.
وبدأ الذهب في الارتفاع بعد ظهور بيانات البطالة السلبية، ثم عزز من قوته شهادة كل من جانيت يلين وجيروم باول، حيث غلب الاضطراب والتشكيك في المؤسسات الاقتصادية الحكومية على أجواء الشهادة.
وفي نهاية تداولات سبتمبر ارتفع سعر التسليم الفوري للذهب بأكثر من 2% مسجلا مكاسب بحوالي 35 دولار للأوقية صعودا إلى مستويات 1760 دولار.
بينما نزل الذهب من مستويات 1820 دولار للأوقية بداية سبتمبر إلى ما دون الـ 1760 دولار خاسرا ما يقرب من 60 دولار على مدار الشهر.
مؤشر الدولار الأمريكي
اقترب سعر الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في عام أمام العملات الرئيسية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيقلص تدريجيا إجراءات التحفيز اعتبارا من نوفمبر.
وحقق الدولار، الذي يعتبر ملاذا آمنا، مكاسب كبيرة في جلستي التداول الأخيرتين وسط مخاوف من أن يسحب الاحتياطي الاتحادي دعمه للاقتصاد في وقت يتباطأ فيه النمو العالمي ويرتفع التضخم.
وحتى مع ارتفاع الذهب بقوة، كان أداء الدولار متماسكا، ورغم صعود الأصفر بحوالي 4 دولار خلال تعاملات الخميس، لم يتراجع الدولار بأكثر من 0.1% في أغلب الأوقات ليظل أعلى مستويات 94.3.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى اعلى مستوياته منذ 20 سبتمبر 2020 الماضي، ليقفز أعلى مستويات 94.3، وخلال تعاملات سبتمبر ارتفع مؤشر الدولار من مستويات 92.3 إلى المستويات الحالية.
الليرة التركية USD/TRY
وفي الساعات الأخيرة من تعاملات سبتمبر، يبدو أن الليرة توجت ضغوط عنيفة على مدار الشهر بالنزول إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي.
هبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي أثناء التعاملات يوم الأربعاء، مواصلة تراجعها وسط قلق بشأن نفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية بعد أن أجرى البنك المركزي خفض مفاجئ لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي.
وهوت الليرة إلى مستويات أضعف من مستواها القياسي المنخفض السابق البالغ 8.8995 للدولار الذي سجلته يوم الجمعة الماضي، وبلغت عند الإغلاق 8.9490 وهو مستوى إغلاق قياسي منخفض.
وبلغت خسائر الليرة منذ بداية العام أكثر من 16%،وأرجع خبراء اقتصاديون هبوط العملة التركية هذا الشهر إلى خفض 100 نقطة أساس في سعر الفائدة يقدم تحفيزا طالما سعى إليه أردوغان على الرغم من وصول التضخم إلى 19.25 % الشهر الماضي.
وقال شهاب كافجي أوغلو، محافظ البنك المركزي التركي: "لا أساس لتراجع قيمة الليرة مقابل الدولار الأمريكي، من الصعب على السياسة النقدية التأثير على أسعار تضخم الغذاء."
وأضاف كافجي أوغلو بأن سبب تراجع الليرة هو ارتفاع مؤشر الدولار بسبب قرارات المركزي الأمريكي، وليس قرار المركزي التركي يخفض الفائدة على نحو غير متوقع.
النفط
وانطلق قطار أسعار النفط بقوة مع تصاعد أزمة الطاقة التي ضربت أوروبا بفعل نقص الإمدادات، والذي تزامن مع ارتفاعات قياسية لأسعار الغاز.
وعززت التوقعات الإيجابية بشأن تحسن الطلب تزامنا مع تأثر الإمدادات من ارتفاع الأسعار، حيث انطلق برنت إلى اعلى مستوياته خلال ثلاث سنوات بينما قفز نايمكس إلى أعلى مستوياته في 7 سنوات منتصف الأسبوع الماضي.
وقال كبير الاستراتيجيين لدى "جيه تي دي إنيرجي سيرفسز" JTD Energy Services "جون دريسكور" إن أسعار النفط المرتفعة أمامها فرصة لمواصلة هذه المكاسب، في ظل تعافي الطلب، مؤكدًا أنه لا يرى أي دليل على أن هذه المكاسب قد وصلت إلى ذروتها في الوقت الحالي.
وقال "توشيتاكا تازاوا" المحلل لدى شركة تداول السلع "Fujitomi"، أن سوق الخام لا يزال قويًا في ظل تشديد المعروض وتعافي الطلب في العديد من أنحاء العالم.
وزاد الخام الأمريكي الخفيف خلال سبتمبر من مستويات قرب الـ68 دولار للبرميل إلى مستويات قرب الـ76 دولار بنهاية تعاملات سبتمبر.
وبعد تجاوز مستويات الـ 80 دولار، هدأت فورة الأسعار التي شهدها خام برنت، والذي ارتفع خلال سبتمبر من مستويات قرب الـ71 دولار بداية الشهر صعودا إلى مستويات أعلى الـ 79 دولار بنهاية سبتمبر.