شهدت تداولات شهر أكتوبر العديد من الأحداث الدراماتيكية، إلا أنها جاءت في مجملها إيجابية من جهة مستثمري الذهب والنفط. وفي الجهة المقابلة لارتفاعات الذهب والنفط لم تنجح الليرة التركية في اغتنام الفرصة بينما كان الدولار ضعيفًا، لتصل أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وخلال تعاملات أكتوبر قفز النفط إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات وسط حالة التعافي التي طرأت على الطلب تزامنًا مع أزمة الطاقة التي تعتصر أوروبا. بينما استمرت حالة الترقب التي تكتنف الأسواق بشأن الموعد المرتقب لتغيير السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، في التلاعب بأسعار الذهب والدولار.
وفي المقابل عمقت مفاجأت أردوغان والمركزي التركي والأزمات السياسية المصطنعة من خسائر الليرة التركية التي وجدت نفسها في أتون معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل.
الذهب XAU/USD
ويبدو أن الذهب ينتهج سياسة الزحف البطئ حيث يعزز مكاسبه خلال شهر أكتوبر، رغم أنه فوت فرصا تاريخية لتسجيل ارتفاعات قوية. بيد أنه وعلى مدار الشهر نجح في إضافة ما يقرب من 50 دولار إلى سعر الأوقية التي ارتفعت من مستويات قرب 1750 دولار إلى مستويات 1805 دولار.
وتأثرت أسعار الذهب ببيانات البطالة التي تراجعت لـ 281 ألف في حين كان المتوقع 290 ألف،بينما حقق الاقتصاد الأمريكي نموًا بـ 2% في حين كان المتوقع 2.7% في الربع الثالث.
بينما أثرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الأسواق والتي جاءت عند 5.7% في حين كان المتوقع 5.5%، تزامنا مع تثبيت المركزي الأوروبي على معدل فائدته مستقرًا.
وينتظر السوق الأسبوع المقبل قرار الفائدة من البنك المركزي الأمريكي، مع توقعات برسم خارطة طريق للتشديد.
إذ يرى الفيدرالي بأنه يمكن إنهاء برامج شراء السندات بـ 120 مليار دولار شهريًا في منتصف العام المقبل.
مؤشر الدولار الأمريكي
ولم يكن شهر أكتوبر هو الأفضل على صعيد الأداء التراكمي لمؤشر الدولار الذي بلغ ذروة تاريخية منتصف الشهر عند قفز إلى مستويات 94.5. بينما أنهى انخفض مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من 6 عملات، خلال تعاملات أكتوبر من مستويات 94.3 إلى المستويات الحالية قرب 93.3.
وفي المقابل ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية من مستويات 1.487% بنهاية سبتمبر إلى المستويات الحالية عند 1.563%. ويرى المحللون لدى مؤسسة نورديا، في مذكرة أنه: "لا يزال يبدو بعيد المنال أن البنك المركزي الأوروبي سيغير أسعار الفائدة القياسية في وقت مبكر من العام المقبل.
ومن المحتمل أن تسعى رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى تخفيض أسعار السوق الحالية. وفي المقابل يعقد الكثيرون آمالا على بداية تحرك الفيدرالي الأمريكي بشأن تعديل مسار السياسة النقدية على أن يكون أول تحريك للفائدة في 2022.
النفط
ورغم أن النفط لم يحافظ على ذروة مكاسبه التي بلغها في 20 أكتوبر عندما قفز إلى أعلى مستوياته خلال 7 سنوات، إلا أن تعاملات أكتوبر جاءت إيجابية في مجملها. وارتفع خام برنت القياسي من مستويات 78.3 دولار للبرميل مطلع الشهر إلى المستويات الحالية قرب الـ83 دولار للبرميل بمكاسب تبلغ حوالي 4.7 دولار.
بينما زاد الخام الأمريكي" خام نايمكس من مستويات 75 دولار للبرميل إلى المستويات الحالية قرب الـ82 دولار بمكاسب تقترب من 7 دولارات خلال أكتوبر. ويرى سركيس نزار، محل الأسواق العالمية في Equity Group، أن زيادة الإصابات بكورونا وصدمة المخزونات الأميركية تضغطان على الذهب الأسود
بينما تراجعت أسعار عقود الغاز الطبيعى المتداولة في أوروبا، بعدما وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شركة جازبروم بزيادة الإمدادات إلى أوروبا.
وفي المقابل تتفق بنوك الاستثمار الكبرى على أن الآفاق لا تزال إيجابية بشأن أسعار النفط التي من المتوقع أن تقفز إلى مستويات تتراوح ما بين الـ90 إلى 100 دولار.
الليرة التركية USD/TRY
بينما جاء شهر أكتوبر واحدا من أسوأ شهور العام بالنسبة لليرة التركية، حيث نزلت الليرة من مستويات 8.8250 ليرة / دولار بنهاية سبتمبر إلى مستويات 9.6315 ليرة /دولار بخسائر بلغت 9%. وفي المقابل ارتفع جرام الذهب التركي بأكثر من 64 دولار خلال تعاملات أكتوبر ليقفز من 492.731 ليرة/ جرام إلى مستويات 557.971 ليرة/ جرام.
وأظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي أن مؤشر الثقة في الاقتصاد التركي انخفض 1% على أساس شهري في أكتوبر إلى 101.4 نقطة. وسجل المؤشر، الذي يشير إلى نظرة متفائلة عندما يتجاوز 100 نقطة ونظرة متشائمة عند أقل من ذلك، أدنى مستوى له العام الماضي قبل أن يتعافى مع تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا خلال الصيف.
وقفز المؤشر فوق 100 نقطة في يوليو للمرة الأولى منذ مايو 2018، بينما أظهرت بيانات الأسبوع الماضي تراجع ثقة المستهلكين بواقع 3.6% إلى 76.8 % في أكتوبر وهو أدنى مستوى منذ 2009. وفي مفاجأة غير سارة لليرة قرر المركزي التركي خفض معدلات الفائدة بواقع 2% إلى 16% رغم بلوغ التضخم ذروته في البلاد.
وتعرضت الليرة التركية خلال أكتوبر للعديد من الضغوط العنيفة بدءا من إقالة الرئيس التركي أردوغان لثلاثة من أعضاء المركزي، نهاية بأزمة طرد السفراء الغربيين. وتعد الليرة التركية أحد أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءا مقابل الدولار منذ بداية العام بتراجع يقترب من 30%.