تم تداول الدولار الأمريكي على مستوى منخفض مقابل جميع العملات الرئيسية يوم الاثنين على الرغم من تقرير الوظائف الجيد وارتفاع عوائد سندات الخزانة. وعادةً ما تأخذ العملة الأمريكية إشاراتها من العائدات حيث إن النظرة الأكثر إشراقًا للاقتصاد الأمريكي تحفز توقعات رفع أسعار الفائدة والتي يمكن أن تخلق طلبًا على العملة الأمريكية.
ولكن خلال الأسبوع الماضي، رأينا الارتباط يتضاءل مع فصل الدولار تمامًا عن العوائد في آخر 24 ساعة. صحيح أن الاختلاف يومًا ما لا ينبغي أن يثير أي مخاوف، ولكن بين انخفاض الدولار اليوم في مواجهة ارتفاع العوائد وضعفه بعد تقارير الوظائف القوية، بدأ المستثمرون في التساؤل عما يحدث مع الدولار. الرغبة في المخاطرة ليست هي الحل لأن الأسهم وصلت إلى مستويات قياسية يومي الجمعة والاثنين، ومع ذلك فقد انخفض تداول زوج العملات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في كلا اليومين.
لماذا ينفصل الدولار عن العوائد؟
في البداية، ليست العوائد الأمريكية هي العوائد الوحيدة التي ترتفع. كما ارتفعت العوائد الألمانية والكندية والأسترالية يوم الاثنين. على أساس النسبة المئوية، ارتفعت عائدات السندات الألمانية والكندية والأسترالية أكثر من عائدات الولايات المتحدة اليوم، وهو ما يفسر الأداء المتفوق لليورو والدولار الكندي والدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي.
إن ارتفاع العوائد (أو انخفاض أسعار السندات) هو قصة عالمية وليست قصة أمريكية. ومن المقرر أيضًا إصدار أرقام التضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع ويبحث الاقتصاديون عن أرقام ساخنة ستزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي للنظر في رفع أسعار الفائدة العام المقبل. في الوقت نفسه، يشعر بعض تجار الدولار الأمريكي بالقلق من أن يؤدي ثبات التضخم إلى الضغط على المستهلكين في الأشهر المقبلة.
ومع انتهاء اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، صعد صانعو السياسة الأمريكيون إلى المنصة اليوم للتحدث عن رفع أسعار الفائدة وهناك دعم متزايد لجولتين من التشديد في عام 2022. حيث يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن طلب المستهلك والنمو الأمريكي قد يتباطأن بسبب مزيج من التحفيز الأقل وأسعار عالية.
نظرة على اليورو والنيوزلندي والكندي
ومع ذلك، فإن مرونة اليورو EUR/USD أمر مثير للإعجاب. فالبنك المركزي الأوروبي هو واحد من أكثر البنوك المركزية تشاؤمًا، والبيانات متباينة والآن البلدان في جميع أنحاء أوروبا تصارع موجة رابعة من فيروس كورونا. حيث أبلغت ألمانيا عن أكبر عدد من الحالات اليومية منذ بدء الوباء. كما تحوم الحالات في اليونان وروسيا وأوكرانيا بالقرب من مستويات قياسية. وحتى الآن، لا تزال الحالات في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مكبوحة، لكن الحكومة الألمانية وسعت الجرعات المعززة لتشمل جميع البالغين في عجلة من أمرها لاحتواء تفشي المرض. وصرح وزير الصحة سبان إن "الموجة الرابعة لفيروس كورونا في البلاد أصبحت الآن بكامل قوتها". ويجب أن يتم تداول زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي عند مستوى أدنى وليس أعلى.
كما أن الأداء المتفوق للدولار النيوزيلندي NZD/USD مثير للدهشة. حيث تكافح نيوزيلندا، مثل ألمانيا، مع حالات كوفيد-19 التي حطمت الرقم القياسي. وعلى الرغم من أن 90٪ من السكان تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، إلا أن الحالات الجديدة في نيوزيلندا سجلت مستويات قياسية. ولكن مع قيام البنك الاحتياطي برفع أسعار الفائدة، ينضم المستثمرون إلى البنك المركزي في تجاوز الوباء. ويبدو أن الحكومة تفعل ذلك وكذلك أوكلاند، أكبر مدينة في البلاد، من المتوقع على نطاق واسع أن تمضي قدماً في تخفيف القيود قليلاً يوم الثلاثاء. كما يمكن إعادة فتح الأعمال التجارية والمكتبات وحدائق الحيوان والمتاحف غير الأساسية مع قيود التباعد الاجتماعي وفرضية القناع. كما سيزداد عدد الأشخاص المسموح بهم في التجمعات الخارجية من 10 إلى 25 شخصًا. وأصبح بنك الاحتياطي من أوائل البنوك المركزية الرئيسية التي رفعت أسعار الفائدة وبدأت ثقتهم في الاقتصاد تنتشر.
ومن ناحية أخرى، كان الدولار الكندي CAD/USD من أضعف العملات أداء. بينما انتعشت أسعار النفط بشكل طفيف لكن خام غرب تكساس الوسيط رفض المتوسط المتحرك البسيط لـ 20 يومًا. ويبدو أن تقرير الوظائف المخيب للآمال الأسبوع الماضي له تأثير متبقي على الدولار الكندي. في حين انتعش الجنيه الاسترليني بعد أن قال محافظ بنك إنجلترا بيلي إنهم سيتصرفون إذا رأوا ارتفاع الأجور بسبب توقعات التضخم. كما أن الدولار الأسترالي أكثر ثباتًا. ومن المقرر إصدار أرقام ثقة الأعمال ونحن نتطلع إلى تحسن آفاقها حيث يعزز الطقس وقلة القيود النشاط الاقتصادي.