Investing.com - حافظ الدولار الأمريكي على سيادته وصدارته ليخرج الفائز الوحيد في شهر لم يخلو من المفاجآت والانتكاسات للجميع. ولم يكن أسوأ ما في نوفمبر ظهور متحور كورونا الجديد أوميكرون، حيث تكالبت الضغوط على أداء الليرة التركية والنفط والذهب.
النفط
توقعت أوبك زيادة فائض النفط إلى مليوني برميل يوميا في يناير و3.4 مليون برميل يوميا في فبراير و3.8 مليون برميل يوميا في مارس 2022. وقالت منظمة أوبك ع إن الطلب على وقود النقل في أوروبا قد يتأثر أيضا بسبب المتحور أوميكرون، لا سيما أفريقيا أيضا.
وفي نوفمبر، هبط برنت 16.4%، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط 20.8%، وهو أكبر انخفاض شهري منذ مارس 2020. وقالت منظمة أوبك+ أن تأثير السحب من الاحتياطيات الذي اتخذته الولايات المتحدة جاء ضئيلًا لأن بعضها جاء قطعيا والآخر تبادلات. وأضافت أوبك + أن تأثير المتحور الجديد لفيروس كورونا اوميكرون لم يظهر بعد.
وأبقت أوبك + على اتفاق زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل في مفاجأة أربكت الأسواق وكبدت النفط مزيدا من الهبوط، في وقت اتجهت التوقعات إلى تثبيت الانتاج الحالي.
بيد أن أوبك+ أكدت خلال اجتماعها أن الاجتماع سيظل مفتوحًا في ظل متابعة تطورات السوق ومتحور كورونا أوميكرون تزامنا مع تصريحات واشنطن بوقف السحب من المخزون.
وقال كارستن فريتش، محلل السلع في كوميرزبانك (DE:CBKG) (DE:CBKG) إن الالتزام بالزيادة المخططة والبالغة 400 ألف برميل يوميا "لا يمكن تصوره عمليا في ضوء التطورات الأخيرة في السوق".
"في رأينا، فإن أي قرار من هذا القبيل سيمارس مزيدًا من الضغط على أسعار النفط في بيئة السوق الحالية، والتي من غير المرجح أن تكون في مصلحة أعضاء أوبك +".
وقال إن الخطة الأمريكية للإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية كانت معدة بالفعل لتوسيع الإمدادات بنحو 850 ألف برميل يوميا في يناير وفبراير، وهو ما لن يترك أمام أوبك + خيارا سوى وقف زيادات الإنتاج المزمعة لمدة شهرين.
الذهب
رغم أن متغير أوميكرون الجديد لفيروس كورونا، يمكن أن يوفر عدم اليقين بشأن هذه السلالة دعمًا قصير المدى للمعدن الأصفر. إلا أنه وفي المقابل يبدو أن احتمالات التشديد النقدي وارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية ستواصل الضغط الهبوطي على أسعار الذهب.
حيث تفسير إعادة تعيين باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وآخر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على أنهما تفاؤليان. مما دفع أسعار الذهب للانخفاض، وهو ما اتضح على أن التوقعات الأكثر تفاؤلاً بالتشديد النقدي سلبية للمعدن الأصفر، حيث إنها عززت عائدات السندات.
هوت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بأكثر من 109 دولارات أو ما يعادل 6 % خلال شهر نوفمبر لتهبط إلى حوالي 1770 دولارا للأوقية ليتجه إلى أسوأ أداء شهري منذ أربع سنوات. ويرجع انحسار مخاوف المستثمرين من فيروس كورونا إلى إعلان بعض شركات الأدوية عن قرب طرح لقاحات للوقاية من المتحور الجديد.
حيث المستثمرون لشراء أصول تقليدية عالية المخاطر للاستفادة من ارتفاع عوائدها أثناء الانتعاش الاقتصادي وتجنب الذهب الذي لا يدر عائدا.
الليرة
سجلت الليرة التركية خلال نوفمبر الماضي خسائر قياسية قد تكون الأسوء في تاريخها حيث فقدت ما يزيد عن 40% من قيمتها. ونزلت الليرة الشهر الماضي من مستويات 9.6 ليرة/ دولار إلى مستويات 13.47 ليرة دولار.
وفي المقابل ومنذ بداية العام الذي أوشك على النفاد هبطت الليرة التركية من مستويات 7.43 ليرة / دولار إغلاق نهاية ديسمبر 2020 إلى مستويات 13.55 ليرة / دولار خلال تعاملات اليوم بتراجع بلغت نسبته 82%. وسجلت الليرة التركية أمس الأربعاء أدنى مستوى جديد على الإطلاق عند مستويات 13.8760 ليرة / دولار.
وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، بتعيين نور الدين النبطي وزيرا للخزانة والمالية. جاء ذلك بعد أن قبل استقالة لطفي إلفان، آخر مسؤول كبير كان يُعد ملتزما بتشديد السياسة النقدية في حكومة تعاني انهيار العملة.
ويمثل رحيل إلفان أحدث تغيير في عملية إحلال وتبديل سريعة في المناصب الاقتصادية الكبرى في تركيا. والتي شملت إقالة أردوغان على نحو مفاجئ ثلاثة محافظين للبنك المركزي في آخرين عامين إلى عامين ونصف العام، وهي تحركات يُنظر إليها على أنها هزت مصداقية صنع السياسات في تركيا.
ونشر المركزي التركي بيانًا أعلن فيه تدخله المباشر في سوق الصرف الليرة التركية وهو ما نجم عنه هبوط في سعر زوج الدولار لير في هذه اللحظات، أي ارتفاعًا في قيمة الليرة التركية.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه أبدًا لن يكون نصيرًا لأسعار الفائدة العالية، وأضاف الرئيس التركي، أنه لا يوجد تفسيرًا منطقيًا للارتفاع القوي في سعر الدولار.
وأضاف أردوغان أن ارتفاع التضخم بنسبة 20% هو أمر من الممكن معالجته بشكل سريع وفوري.
الدولار DXY
وفي المقابل من تراجعات الذهب والنفط والليرة، حافظ الدولار على سيادته وتصدره المشهد في الأسواق العالمية.
حيث زاد مؤشر الدولار الرئيسي إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من 17 شهرا بفضل تجدد الآمال بشأن تخفيض مبكر للفائدة وانتعاش اقتصادي متوقع.
وزاد مؤشر الدولار من مستويات قرب 94 إلى مستويات قرب الـ 96 بنهاية تعاملات نوفمبر والتي نجح في تجاوزها قبل أن يضرب متحور أوميكرون الأسواق نهاية الشهر الماضي.
وصدرت بيانات البطالة الأمريكية وسجلت وجود 222 ألف طلب إعانة هذا الأسبوع وهو إيجابي، حيث توقع الخبراء ارتفاع طلبات الإعانة إلى 240 ألفًا.
إلا أن طلبات الإعانة ارتفعت بأكثر من 28 ألف طلب إعانة عما تم رصده الأسبوع الماضي حيث سجلت 194 ألف طلب إعانة فقط.
في حين صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، يوم الأربعاء أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجب أن يستعد لاحتمال عدم انحسار التضخم في النصف الثاني من عام 2022 كما يتوقع معظم المتنبئين حاليًا.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، إن متحور أوميكرون يمكن أن يمدد بعض تحديات سلسلة التوريد والنقص الذي أدى إلى ارتفاع التضخم، ويحتاج المسؤولون إلى أخذ ذلك في الاعتبار عندما يقررون كيفية سحب دعم سياستها النقدية.