Investing.com - أوميكرون وأوبك والفيدرالي ورجب طيب أردوغان...هؤلاء هم أبرز محركات الأسواق العالمية خلال أسبوع صاخب وساخن.
حيث سقطت الليرة في ظل دفاع الرئيس التركي المستميت عن سياسة خفض الفائدة، بينما نجح النفط في تجاوز مخاوف انتشار متحور أوميكرون وعود شبح الإغلاق. تزامنًا مع ذلك فوت الذهب كعادته في الأشهر الأخيرة فرضا ثمينة للصعود، بينما لا يزال الدولار قويا قرب أعلى مستوياته في نحو العام ونصف، وينتظر مزيدا من الدعم القادم من الفيدرالي.
الذهب
واستمرت التحركات العرضية للذهب قرب مستويات الـ 1780 دولار للأوقية، خلال 5 جلسات تعود الذهب على تسجيل ارتفاعات محدودة قبل أن يعود أدراجه مرة أخرى. أسفرت تحركات الذهب الضعيفة خلال الأسبوع عن مكاسب محدودة لم تتجاوز الـ10 دولارات في الأوقية صعودا من مستويات 1770 دولار وصولا إلى مستويات 1780 دولار.
وجاءت بيانات البطالة الأمريكية والتي سجلت 184 ألف طلب إعانة بطالة في انخفاض شديد عن المتوقع 215 ألف طلب إعانة بطالة، لتدل على اتجاه إيجابي فيما يخص البيانات. ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في الربع الثالث من عام 2022، في وقت أبكر مما كان متوقعًا قبل شهر.
وتأثرت أسعار الذهب تزامنا مع انتشار أبناء إيجابية بشأن متحور كورونا، ورغم أنه قد يكون أسرع انتشارا إلا أن الدراسات الاولية أكدت أنه أضعف من متحور دلتا. قال فيليب ستريبل كبير محللي السوق في (بلو لاين فيوتشرز) في شيكاغو "الضغط القوي الذي يتعرض له الذهب يأتي من ارتفاع عوائد سندات الخزانة، لكن الاتجاه الصعودي للعوائد محدود إلى حد كبير."
وقال ستريبل إن الذهب محصور في نطاق بين 1780 دولارا و1800 دولار للأوقية بانتظار إشارات من مجلس الاحتياطي الاتحادي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة. والتي قد تؤثر على الإطار الزمني لتقليص البنك المركزي الأمريكي لدعمه الاقتصادي قبل اجتماعه القادم للسياسة النقدية في 14 و15 ديسمبر.
الدولار DXY
ورغم أن تحركات الدولار خلال الأسبوع جاءت محدود إلا أن انحسار المخاوف بشأن متحور أوميكرون تزامنا مع توقعات بسرعة تحرك الفيدرالي في وقت أبكر من المتوقع عززت من بقاء الدولار قرب أعلى مستوياته في 16 شهر.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات الرئيسية طفيفا خلال 5 أيام من مستويات 96.1 صعودا إلى مستويات 96.33.
علق الخبراء لدى جولدمان ساكس (NYSE:GS) على تصريحات الفيدرالي الأمريكي حيال تسريع وتيرة خفض الشراء السندات الأمريكية، ومتحور أوميكرون الجديد، وكيفية تأثيرها على تحركات الدولار الأمريكي. وأشار الخبراء لدى البنك الأمريكي بأن التطورات الأخيرة تدعم صعود الدولار الأمريكي وعلى رأسها تعليقات الفيدرالي الأمريكي حيال تسريع وتيرة شراء السندات الأمريكية وهو ما قد يسمح برفع الفائدة 3 مرات في العام المقبل بدلا من مرتين فقط، وهذا بدوره يدعم قوة الدولار الأمريكي.
وفي الوقت ذات، رجح الخبراء لدى جولدمان ساكس بأن يساهم متحور أوميكرون الجديد في مخاطر هبوط جديدة على النمو العالمي، وبالتالي قد يؤدي ذلك لزيادة الطلب على الملاذات الآمنة ومن بينهم الدولار الأمريكي. وأشار الخبراء لدى البنك بأن الفيدرالي الأمريكي قد يقوم بمضاعفة وتيرة خفض شراء السندات بداية من يناير المقبل إلى 30 مليار دولار شهريا، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي بتحركات الدولار الأمريكي.
الليرة التركية
عول متداولي الليرة التركية كثيرا على إعلان المركزي التركي عزمه التدخل في سوق الصرف لمنع انهيار الليرة. جنبا إلى جنب مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر التي تعد حليفا استراتيجيا لأنقرة. بيد أن تلك المحاولات لم تؤتي ثمارها وسط استمرار تصريحات الرئيس التركي المستمرة ودفاعه المستميت عن سياسة خفض الفائدة رغم ارتفاع التضخم أعلى مستوياته في 3 سنوات.
وانخفضت الليرة منذ بداية تعاملات ديسمبر الجاري وحتى يوم الخميس في حدود 2.5 %نزولا من مستويات 13.4732 ليرة/ دولار نهاية نوفمبر،حيث سجلت مستويات 13.85 ليرة دولار. ومنذ بداية العام نزلت الليرة التركية من مستويات 7.432 ليرة /دولار نهاية ديسمبر 2020 إلى المستويات الحالية، لتسجل تراجعا بأكثر من 85.5% وتصبح أسوأ عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار.
وارتفعت أسعار الذهب في تركيا منذ بداية ديسمبر بأكثر من 21 ليرة للجرام، صعودا من مستويات 770 ليرة للجرام بنهاية نوفمبر الماضي. بينما ارتفعت أسعار الذهب خلال 2021، من مستويات 454.121 GAU/USD إلى المستويات الحالية بنسبة 74% بزيادة بلغت قيمتها 336 ليرة في الجرام الواحد.
النفط
ارتفعت أسعار النفط رغم المخاوف من تسارع موجات الإغلاق من جديد وتعطيل حركة الطيران والسفر، حيث جاءت جنبا إلى جنب مع توقعات بارتفاع الطلب مع انتشار موجات البرد في أوروبا تزامنا مع تعثر المفاوضات مع إيران. وزاد خام نايمكس الأمريكي الخفيف خلال 5 جلسات من مستويات 67.4 دولار صعودا إلى مستويات 73.4 دولار للبرميل قبل أن يقلص مكاسبه نزولا إلى 72 دولار للبرميل.
بينما عزز خام برنت القياسي من بقاؤه أعلى مستويات الـ70 دولار مرتفعا بأكثر من 5 دولارات وصولا إلى مستويات 76.6 دولار قبل أن يقلص جانبا من مكاسبه بنهاية تعاملات الخميس وصولا إلى مستويات 75.3 دولار.
وبعد ثلاث جلسات من الارتفاع المتتالي انخفضت أسعار النفط بحلول يوم الخميس، رغم بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) والتي أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.
حيث قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 0.2 مليون إلى 432.9 مليون برميل. بلغ متوسط مدخلات مصفاة النفط الخام 15.8 مليون برميل يوميًا خلال نفس الأسبوع، بزيادة 153 ألف برميل يوميًا عن متوسط الأسبوع السابق. كما انخفض إنتاج البنزين الأسبوع الماضي ، بمتوسط 9.6 مليون برميل يوميًا.
وقال كومرتس بنك في مذكرة "حوالي ثلثي الهبوط السابق في الأسعار جرى تصحيحه،حتى الآن لا يوجد تأثير ملحوظ في إبطاء الطلب على النفط." وقال فيفيك دار، محلل السلع فى بنك الكومنولث، فى مذكرة: المؤشرات الأولية لمتغير أوميكرون تشير إلى أنه قد يكون أقل حدة مما كان متوقع فى البداية نظراً لعدم ارتفاع معدلات دخول المستشفيات، وجرعة لقاح ثالثة تظهر علامات واعدة للمناعة ضد المتحور الجديد.
وقال محللو ANZ فى مذكرة: مخاطر الطلب لم تتضاءل بالكامل، وتسبب تفشي أوميكرون في انخفاض أسعار برنت بنسبة 16% من 25 نوفمبر إلى 1 من ديسمبر. وقد تم تعويض ما يتجاوز نصف الانخفاض هذا الأسبوع، لكن المحللين يقولون إن التعافى الإضافي قد يكون محدودًا حتى يصبح تأثير أوميكرون أكثر وضوحًا.
وقال وانج شياو، الباحث الرئيسى فى شركة جوتاى جونان: تباطؤ أسعار السوق يشير إلى أن المستثمرين يكافحون لإيجاد اتجاه سعرى، وأشار إلى حالة عدم اليقين بشأن زيادة المعروض من قبل مجموعة المنتجين أوبك، وحلفاء من بينهم روسيا.
واعاقت العواصف الشتوية المبكرة فى جنوب روسيا عمليات إنتاج النفط فى موانئ البحر الأسود، وأخرت الشحنات وزادت التكاليف.
وذكر محلل أوندا، كريج إيرلام: قد يواجه برنت مقاومة عند الحد الأدنى من النطاق 76.50 – 77.50 دولارًا، والذى كان مستوى دعم رئيسيًا فى أواخر سبتمبر وأواخر نوفمبر.