تعرضت العملة المشفرة البيتكوين التي انخفضت بحوالي 30٪ عن أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 68,990 دولارًا في نوفمبر/ تشرين الثاني لضغط بيع خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث يرى المحللين أنه مع ارتفاع سعر الفائدة الفيدرالي بشكل أسرع من المتوقع، فمن المرجح أن تتعرض أسعار العملات المشفرة للمزيد من التقلبات وعدم الاستقرار.
في وقت سابق توقع المستثمرون أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتسريع مشترياته من السندات وربما رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2022. ومع ذلك بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي والتي تماشت مع التوقعات تماسكت عملة البيتكوين، قد يعزي هذا السلوك لاستيعاب السوق لقرارات الاحتياطي الفيدرالي مسبقاً.
قال السيد جيروم باول رئيس البنك الاحتياطي في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لجنة السياسات: "أعتقد أن الأصول المشفرة محفوفة بالمخاطر، كما لا يدعمهم أي شيء. وأعتقد أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالمستهلكين الذين قد يفهمون أو لا يفهمون ما سيحصلون عليه".
سلط باول الضوء أيضًا على دور العملات المستقرة، وقال إنه يؤيد الآراء التي تم التعبير عنها في تقرير مجموعة عمل الرئيس، والذي دعا الكونجرس إلى تمرير تشريع جديد سريعًا يتطلب إصدار عملات مستقرة من البنوك المؤمنة.
قال باول: "يمكن أن تكون العملات المستقرة بالتأكيد طريقة مفيدة وفعالة تخدم جزءًا من النظام المالي إذا تم تنظيمها بشكل صحيح، ولكن الآن هم ليسوا كذلك". وأضاف باول: "ولديهم القدرة على التوسع (يقصد العملات المستقرة) خاصة إذا ارتبطوا بإحدى شبكات التكنولوجيا الكبيرة جدًا الموجودة".
كان تعليق بأول على ما تم إبرازه من انقسامات حزبية في جلسة استماع للجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، حيث أشار الجمهوريون إلى مزايا هذه العملات، بينما لفت الديمقراطيون الانتباه إلى المخاطر التي قد تتسبب فيها على المستهلكين والاقتصاد.
فقد أعربت السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارين عن مخاوفها من أن بعض العملات المستقرة قد لا تكون مدعومة بالكامل، مستشهدة بأكبر عملة مستقرة التيثر (Tether)، والتي احتفظت بحوالي نصف احتياطياتها في الأوراق التجارية وشهادات الإيداع وفقًا لتقرير المصادقة الصادر في 30 يونيو/ حزيران.
من ناحية أخرى روج الجمهوري بات تومي من ولاية بنسلفانيا، بفوائد العملات المستقرة مثل تسريع المدفوعات وخفض التكاليف.
تعد الانقسامات بين أعضاء مجلس الشيوخ مهمة، حيث دعت (مجموعة عمل الرئيس) الكونجرس إلى تمرير تشريع جديد سريعًا يتطلب إصدار عملات مستقرة من البنوك المؤمنة في تقرير نوفمبر/ تشرين الثاني.
في غضون ذلك قال مجلس مراقبة الاستقرار المالي الأمريكي إن المخاطر التي يتعرض لها الاستقرار المالي في الولايات المتحدة أعلى اليوم مما كانت عليه قبل الوباء، حيث يشكل ارتفاع مستويات الديون ومخاطر المناخ وحالة عدم اليقين المستمرة المتعلقة بجائحة COVID-19 تهديدات للنظام المالي العالمي.
تم إنشاء مجلس مراقبة الاستقرار المالي أو (FSOC) في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، لتحديد المخاطر المحتملة على الاستقرار المالي للولايات المتحدة ولتعزيز انضباط السوق. وهي تتألف من رؤساء الهيئات التنظيمية المالية الرئيسية في الولايات المتحدة وترأسها وزيرة الخزانة جانيت يلين.
وقال المجلس في تقريره السنوي إلى الكونجرس والصادر يوم الجمعة: "تتميز آفاق النمو العالمي بارتفاع درجة عدم اليقين، مع احتمال استمرار التقلب وعدم تكافؤ النمو عبر البلدان والقطاعات".
حدد التقرير عددًا من المخاطر التي يتعرض لها النظام المالي، وكان من ضمنها الشعبية المتزايدة للأصول الرقمية مثل البيتكوين.
قال التقرير: "الأصول الرقمية هي مثال بارز على الابتكار المالي الذي يقدم فوائد ومخاطر محتملة". "الاهتمام التنظيمي والتنسيق مهمان للغاية في ضوء السوق سريع التطور لهذه الأصول. نظرًا لأن المضاربة يبدو أنها تقود غالبية نشاط الأصول الرقمية في ذلك الوقت، فقد يكون سعر الأصول الرقمية شديد التقلب ".
زوج البيت كوين أمام الدولار الأمريكي (BTCUSD) يتماسك بفعل دعم محوري – تحليل فني
تراجع الزوج بتداولاته الأخيرة على المدى القصير بضغط سلبي متواصل لتداولاته دون متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ليكسر الزوج في بداية تداولات هذا الشهر مستوى الدعم المحوري 53,643.60، فهذا المستوى يشكل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة على المدى القصير، والتي بدأت من القاع المتكون على سعر 28,800 وانتهت عند أعلى سعر وصل له الزوج تاريخياً عند 68,990.
ليعلن الزوج بهذا الكسر دخوله في رحلة تصحيحية هابطة تستمر حتى تلك اللحظة، وما أكد على هذا السيناريو الهابط كسره لخط اتجاه فرعي صاعد، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية).
استمر السعر في التراجع إلى أن وصل إلى الاستناد لمستوى الدعم 44,156.40 الذي يمثل النسبة الذهبية 61.8% من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي، ما أكسب الزوج بعضاً من الزخم الإيجابي الذي ساعده على الارتداد ارتفاعاً لتعويض جزءاً من خسائره السابقة، وتصريف تشبعه البيعي الذي كان واضحاً بمؤشرات القوة النسبية وقتها.
ولكن عاود الزوج في التراجع من جديد ليقترب من الاستناد لهذا الدعم مرة أخرى في الوقت الحالي.
بالنظر في الإطار (الأسبوعي) نجد بأن الاتجاه المسيطر كما في السابق هو الاتجاه التصحيحي الهابط وكسر السعر لخط اتجاه فرعي، ولكن وصل إلى الاستناد لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 أسبوعاً السابقة، وهي منطقة دعم قوية خاصة مع وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، وبصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة الزوج، ما يوحي ببناء دايفرجنس إيجابي بها، قد يساعد على دفع الزوج نحو الأعلى في محاولة لتعويض بعضاً مما تكبده من خسائر خلال الأسابيع الماضية، وتصريف البعض من تشبعه البيعي.
ولهذا تشير توقعاتنا إلى ارتفاع الزوج في الفترة القادمة بشرط ثبات مستوى الدعم المهم 44,156.40، وعلى المدى القصير والغرض من هذا الصعود هو إعادة اختبار مستوى المقاومة المحوري 53,643.60، والذي قد يتزامن أيضاً مع إعادة اختبار خط الاتجاه الفرعي الصاعد المكسور.
ولكن هذا لا يغلي السيناريو السلبي على المدى المتوسط، فطيلة ثبات مستوى المقاومة 53,643.60، يستمر هذا السيناريو الهابط ليستهدف الزوج مستوى الدعم المحوري 37,402.80، وهو بالمناسبة يمثل آخر المستويات التصحيحية لمتوالية فيبوناتشي التصحيحية السابق الحديث عنها وهي نسبة 78.6% منها.
أتمنى أن تكون عطلة نهاية أسبوع سعيدة على الجميع وأرجو التعليق بأي استفسار أو تساؤل وسأجيب عن كل أسألتكم بإذن الله، هذا العمل أخذ وقت ومجهود من الكاتب وحاولت جاهداً أن أبسط الصورة لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين.