هذا الأسبوع: جنون الليرة واستقرار الذهب ومعاناة النفط والدولار

 فجأة وعلى حين غرة بدى وأن العالم يواجه فيروس كورونا للمرة الأولى بعد تدفق أنباء سلبية بشأن متحور أوميكرون ما أجهض شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

وانعكست تلك المخاوف جنبا إلى جنب مع بعض البيانات الهامة على أداء مؤشر الدولار وكذلك توقعات الطلب على النفط عالميا في ظل ارتفاع وتيرة الإغلاقات لمجابهة تفشي أوميكرون.

بينما يعاني الجميع يبدو أن الليرة التركية كانت تعيش في جزيرة منعزلة بعيدا عن تلك الأحداث بفضل خطة إنقاذ عاجلة أطلقها الرئيس التركي أردوغان لانقاذ الليرة التي سجلت أدنى مستوياتها على الإطلاق.

البيانات الأهم

سجلت قراءات مؤشر النفقات الشخصية الأساسي السنوي في نوفمبر ارتفاع التضخم بنسبة 4.7% في حين كان التقدير أن يرتفع إلى 4.5% حسب رأي الخبراء.

فيما سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على أساس شهري 0.5% وكان المتوقع أن يرتفع إلى 0.4%.

وارتفع مؤشر النفقات الشخصية العام على أساس سنوي 5.7% نقطة وكانت النتيجة السابقة 5.0%.

وجاء مؤشر الإنفاق الشخصي الشهري نما بنسبة 0.6% مساويًا للتوقعات.

وجاء مؤشر الدخل الشخصي إيجابيًا حيث سجل نموًا بنسبة 0.4% مساويًا لتوقعات الخبراء.

وتزامنت بيانات التضخم مع صدور التقرير الأسبوعي لبيانات البطالة وتلقى الاقتصاد الأمريكي 205 ألف طلب إعانة بطالة، مساويًا لتوقعات الخبراء.

وتحول مؤشر تداعيات البطالة المستمرة إلى السلبية حيث سجل 1.859 ألفًا، وتوقع الخبراء أن يقف عند 1820 ألفًا.

الذهب

ارتفع الذهب خلال تعاملات الأسبوع طفيفا في حدود 10 دولارات ليرتفع سعر الأوقية من مستويات دون الـ 1800 دولار وصولا إلى مستويات 1810 دولار مسجلا الارتفاع الأسبوعي على التوالي.

وقال مايكل لانجفورد المدير في إير جايد لاستشارات الشركات إن التداول المحدود والشراء بسبب عيد الميلاد يبقيان الذهب فوق مستوى 1800 دولار.

ورغم أن محللين يقللون من شأن تأثير أوميكرون فإن المزيد من الدول أعلنت عن قيود لكبح انتشاره، وهو ما يقوض المعنويات العالمية للأصول العالية المخاطر إلى حد ما.

وقال متعاملون إن المعدن النفيس تلقى دعما من تراجع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية،وانخفض مؤشر الدولار، وهو ما يعزز جاذبية الذهب لدى حائزي العملات الأخرى.

وعادة ما يتم اعتبار الذهب وسيلة و ملاذ آمن لمواجهة التضخم وعدم اليقين، لكن من شأن رفع البنوك المركزية الرئيسية لأسعار الفائدة أن يكبح الضغوط التضخمية مما قد يقلص أيضا جاذبية استحواذ الذهب أمام سلع و عملات أخرى كالدولار الأمريكي مثلا .

الدولار

وانهى مؤشر الدولار تعاملات الأسبوع على شبه استقرار إلا أنه لا يزال قرب أعلى مستوياته في 18 شهر حيث يتداول أعلى مستويات 96.

استفاد الدولار الأمريكي مع اقتراب نهاية الأسبوع بإيجابية البيانات الاقتصادية الأمريكية وعلى رأسها بيانات السلع المعمرة، حيث سجلت طلبات السلع المعمرة ارتفاعا بأعلى من المتوقع بنسبة 2.5% خلال شهر أكتوبر الماضي.

وكلك مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي خلال شهر نوفمبر، الي ارتفع بنسبة 0.5% بأعلى من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نمو المؤشر بنسبة 0.4% فقط.

بيد أن تطورات متحور أوميكرون وارتفاع وتيرة الإصابات والتحذيرات حيال استمرار تفشي الفيروس، قد انسحبت على شهية المخاطرة التي باتت هشة، ما دفع المستثمرون الابتعاد عن المخاطرة لتتأثر تحركات الدولار الأمريكي.

وكان الفيدرالي الأمريكي قد قرر في اجتماعه الأخير أن يسرع من وتيرة التشديد على شراء الأصول يقلص 30 مليار دولار شهريًا عوضًا عن 15 مليار دولار شهريًا، كما رجح غالبية أعضائه كفة أن يتم رفع أسعار الفائدة خلال العام القادم 3 مرات.

النفط

وارتفع خام نايمكس قليلا في حدود 1.2 دولار ليصل سعر البرميل في العقود الفورية خلال أسبوع إلى مستويات 73.8 دولار مقابل 72.6 دولار.

بينما ارتفع خام برنت القياسي وصولا إلى مستويات أعلى 76.4 دولار ليرتفع في حدود 1.2 دولار للبرميل صعود من مستويات 75.2 دولار.

وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أوندا "اتجاه أسعار النفط يعتمد تماما على الأنباء المتعلقة بأوميكرون، وطالما ظل المتحور أكثر عدوى وأقل ضراوة من المرجح أن يستمر ارتفاع أسعار النفط".

كانت المكاسب الكبيرة يوم الأربعاء مدفوعة جزئيا بهبوط أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي.

وعلى الجانب الآخر أعادت حكومات في أنحاء العالم فرض مجموعة من القيود للحد من انتشار أوميكرون.

وتركت مجموعة أوبك+، المؤلفة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء، الباب مفتوحا أمام إعادة النظر في خطتها التي تقضي بإضافة 400 ألف برميل يوميا إلى الإمدادات في يناير .

وقال داميان كورفالين رئيس قسم أبحاث الطاقة في جولدمان ساكس (NYSE:NYSE:GS) “إذا كانت هذه موجة أخرى مثل الموجات التي شاهدناها من قبل فسيكون تأثيرها سلبيا على النمو الاقتصادي في الربع الأول من 2022”.

وأضاف لكن إذا تلا ذلك انتعاش فإن الطلب على النفط، الذي لامس لفترة وجيزة مستوياته قبل كوفيد في أوائل نوفمبر، سيصل إلى مستويات قياسية جديدة في معظم 2022.

الليرة

ارتفعت الليرة التركية بشدة خلال تعاملات الخميس لتنجح في النزول دون مستويات الـ 11/ ليرة دولار، بينما تقترب بشدة من مستويات الـ10 ليرة / دولار.

وقفزت الليرة التركية مقابل الدولار مستويات 10.3090 ليرة /دولار، والتي تعد أعلى مستوياتها مقابل الدولار من جلسة 17 نوفمبر الماضي، والتي جاءت عقب قرار خفض الفائدة قبل الأخير.

وفي أقل من 4 أيام ارتفعت الليرة التركية من أدنى مستوياتها يوم 20 ديسمبر عند 18.36 ليرة/ دولار وصولا إلى المستويات الحالية بزيادة تتجاوز نسبة 40%.

وكانت الليرة ارتفعت يوم الأربعاء بنسبة 3.6%، فيما ارتفعت بنسبة 8% و 18% خلال يومي الثلاثاء والاثنين على التوالي.

جنبا إلى جنب، نزل الذهب بقوة هبوطا إلى مستويات ما قبل 20 نوفمبر، وتراجع سعر جرام الذهب التركي بأكثر من 13% يوم الخميس الماضي.

وفي المقابل من الصعود العنيف لليرة التركية، يتراجع الدولار مؤشر الدولار الرئيسي خلال تلك اللحظات هامشيا نزولا إلى مستويات 96.06، بتراجع تبلغ نسبته 0.0%.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء أمام اللجنة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، وذلك عقب إقرار خطة إنقاذ عاجلة لليرة التركية:ستخرج تركيا منتصرة من الحرب على عملتها ولن تخضع بسبب سعر الفائدة أو التضخم.

وقال أردوغان لم نعلن خطة مخالفة للأسواق المالية الحرة، على العكس تماماً فنحن نعمل على تنفيذ خطتنا لإبعاد لوبيات الفائدة والمضاربات والسير في طريق النجاح الاقتصادي.

وأضاف أردوغان: نعرف ماذا نفعل ولماذا وكيف نفعله، وندرك جيداً أننا سنصل إلى المكان المثالي الذي سيسهّل على الأجيال القادمة حياتها.

ونزلت الليرة التركية خلال الأيام الماضية إلى مستويات أعلى الـ18 ليرة/ دولار حيث ارتفع الدولار الأمريكي بأكثر من 100% مقابل الليرة التي تعاني في ظل إصرار المسؤولين على خفض أسعار الفائدة.

وخفض المركزي التركي معدلات الفائدة بنحو 500 نقطة أساسا من سبتمبر الماضي نزولا إلى 14%، بينما انهارت خلال يومين فقط بأكثر من 35%.