انتهى مؤتمر الفيدرالي بالأمس، وتم تثبيت الفائدة عند 0.25% دون تغيير، وحين صدور القرار كانت أسعار الذهب قد هبطت تقريبا 15 دولار في تحضير مسبق لموعد البيانات.
حيث شهدنا بالأمس قمة الذهب عند مستوى 1850 وارتدت الأسعار هبوطا لمستويات 1835 تقريبا قبل صدور قرار الفائدة، واستمرت في تداولاتها العرضية لغاية موعد المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
البروفيسور [جيروم باول] لم يكن لطيفا كعادته، حيث شهدنا العديد من التصريحات الواضحة والمباشرة، في واحد من أكثر المؤتمرات الصحفية وضوحًا في التصريحات والعبارات من وجهة نظري الشخصية، حيث لا أذكر أنني شاهدت مؤتمرا صحفيا للبروفيسور بهذا الوضوح من قبل.
حيث تابعت معكم جميع التصريحات أولا بأول بالأمس على حساباتي الشخصية، لكن دعوني ألخص لكم مرة أخرى أهم النقاط التي أوردها في حديثه وفي إجاباته للصحفيين:
- لقد أظهر الاقتصاد قوة كبيرة.
- لقد حقق سوق العمل تحسنا كبيرا.
- الأجور تتزايد بأسرع معدل لها منذ سنوات.
- من المتوقع أن ينخفض التضخم هذا العام.
- نحن ملتزمون بهدف رئيسي وهو استقرار الأسعار.
- سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية هو أداة سياستنا الرئيسية.
- لا نستبعد رفع أسعار الفائدة في كل اجتماع للفيدرالي.
- هناك العديد من الأعضاء مستعدون لزيادة أسعار الفائدة دون الاضرار بسوق العمل.
- الأسواق المالية تتوقع قرار الفيدرالي.
- من الحكمة والعقل رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل.
- هناك احتمال أن يظل التضخم مرتفعا لفترة زمنية أطول من المتوقع.
- لم يتم اتخاذ قرار بشأن زيادات رفع سعر الفائدة [وذلك في جوابه عن سؤال حول احتمالية رفع بأكثر من 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم].
إذًا بشكل عام كان واضحًا ومباشرًا في العديد من النقاط، مع تأكيده على أن رفع أسعار الفائدة لن يضر بسوق العمل.
كما وربط أيضا التضخم بارتفاع الأجور وأنها تعطي ميزة في الوقت الحالي لزيادة الأجور التاريخية وغير المسبوقة التي تشهدها أمريكا.
ولخصنا لكم فيما سبق أهم النقاط والتصريحات التي وردت في حديث باول، وكنا قد ذكرنا في مقال الأمس أن الأسواق قد تتفاعل 20-30 دولار هبوطا في حال عدم رفع أسعار الفائدة، وحديث إيجابي من جيروم باول.
وفعليا شهدنا بالأمس هبوطا بمقدار 35 دولار تقريبا من القمة عند مستوى 1850 وصولا إلى مستوى 1815 تقريبا، والحمد لله على ما وفقنا إليه.
دعونا ننتقل إلى بيانات اليوم الاقتصادية [الأمريكية] المنتظرة، وسوف نستعرضها سويًا بحسب تسلسل أهميتها:
1- الناتج الإجمالي المحلي:
من المتوقع أن يصدر بإيجابية مطلقة، حيث أن القراءة السابقة تشير إلى 2.3% والمتوقع من القراءة الحالية أن تصدر عند 5.5%. وهو ما أشار إليه باول بالأمس أيضا في أكثر من مناسبة أن أداء الاقتصاد الأمريكي يتعافى بشكل أسرع وأكبر من المتوقع.
إن صدرت البيانات بالإيجابية المطلقة فإننا سوف نشهد هبوطا إضافيًا 10-20 دولار خلال تداولات اليوم. وإن صدرت أقل من المتوقع ومقاربة للقراءة السابقة فإننا سوف نشهد تفاعلا محدودًا من الأسواق مع صدور البيان.
إن صدرت أقل من المتوقع [وهو أمر مستبعد] فإننا سوف نشهد تخوفا من أداء الاقتصاد الأمريكي، بعد كل التطمينات السابقة، وعليه سوف نشهد هبوطا للدولار الأمريكي، وارتفاعا لأسعار الذهب.
2- طلبات السلع المعمرة:
من المتوقع أن نشهد انخفاضا في القراءة الحالية عن القراءة السابقة.
في الواقع فإن رد فعل الأسواق يبدو ضبابيا، لكن شخصيا أعتقد أنه سوف يعتبر أمرا إيجابيا نوعا ما، لأنه يخفف تأثير الضغط على سلاسل الإمداد التي تشهدها أمريكا بشكل خاص والعالم أجمع بشكل عام.
3- مؤشر أسعار الناتج الإجمالي المحلي:
هو مؤشر ثانوي مرتبط بالتضخم. أي أنه ليس من المؤشرات الرئيسية، إلا أنه قد يمثل بوصلة لتحديد اتجاه أسعار التضخم القادمة. من المتوقع أن يشهد ارتفاعا 0.1% يكاد لا يذكر عن القراءة السابقة التي بلغت 5.9%.
عمومًا إذا صدر ضمن المتوقع يمكن اعتباره إيجابي نوعا ما للدولار الأمريكي، وإن شهدنا انخفاضا عن القراءة السابقة سوف نكون أمام إيجابية جديدة إضافية للدولار الأمريكي. أما الارتفاع عن القراءة السابقة بشكل واضح وكبير فبكل تأكيد سوف يعني سلبية للدولار الأمريكي وإيجابية لأسعار الذهب.
4- معدلات الشكاوى من البطالة:
على الرغم من أنه يمكن اعتبارها ثانوية في بيانات اليوم إلا أن انخفاضا جيدا عن القراءة السابقة هو المتوقع، وبالتالي قد تضيف المزيد من الإيجابية للدولار الأمريكي.
وبالانتقال للتحليل الفني والرسم البياني
· عادت الأسعار لتتداول أدنى من العديد من المحاور وعادت هذه المحاور لتشكل مستويات مقاومة مجددا.
· بالأمس ذكرنا أن كسر المحاور السابقة أصبح يتطلب حدثا أو خبرا مؤثرا لتحقيقه، وهو الأمر الذي انطبق على الفيدرالي بالأمس.
· النقطة المحورية اليوم عند مستوى 1828.
· مستويات المقاومة الرئيسية هي 1818 / 1825 / 1828 / 1832.
· مستويات الدعم الرئيسية هي 1807 / 1801 / 1795 / 1787.
إذا كنت قد كوّنت فكرة رئيسية عزيزي القارئ عن حركة الأسعار لغاية هذه النقطة من المقال، أرجو أن تنتقل مباشرة إلى خانة التعليقات وتشاركنا رأيك.
إذا كنت ترغب في قراءة وجهة نظري الخاصة بالصفقات انتقل معي إلى فقرتي المفضلة
خلاصة القول:
- الميل العام لا يزال هابطًا.
- شخصيا لن أضيف مراكز بيع جديدة ومستمر بمراكز البيع السابقة، حيث قمت بجني أرباح بعض المراكز ومستمر بالبعض الآخر.
- من الممكن إضافة مراكز بيع من مستويات المقاومة المذكورة أعلاه.
- تظهر الأسعار بعضًا من التشبع البيعي حاليًا -لحظة كتابة المقال-، لذا من الممكن أن نشهد بعض التصحيحات الصاعدة.
- هي ليست دعوة للشراء، لأن الأحداث الاقتصادية اليوم تشير إلى مزيد من الهبوط بحسب المتوقع لها.
- المستويات الواقعة بين 1807 و1801 تشكل دعما على المستوى اليومي للأسعار، وتحديدا مستوى 1805 حيث أننا بمجرد كسر هذا المجال السعري قد نشهد تسارعا في عملية الهبوط.
- يمكنكم الانضمام لحساباتي الشخصية حيث نقوم بالتغطية المباشرة للأحداث والتصريحات، وذلك من خلال الرابط بجانب الصورة الشخصية في بداية المقال من خلال الضغط على رابط صفحتي الرئيسية إذا كنتم تستخدمون الكومبيوتر، أما من خلال تطبيق الموبايل يمكنكم الضغط على الصورة الشخصية ومن ثم الضغط على عنوان الموقع بجانبها.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
قناتي على التيليغرام
@GaithChannel
أو حسابي على تويتر
@GaithAboHilal
يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.
حساب سويسكوت بنك تويتر
@Swissquote_ar
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار المستثمرين وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.