أعلن الاحتياطي الفيدرالي أخيرًا: أسعار الفائدة سوف ترتفع. واستجابت مؤشرات الدولار والذهب لهذا الإعلان. حيث وصل الدولار لأعلى مستوياته في العام الجديد، بينما تراجع الذهب.
هذا وبدت التوقعات على المدى المتوسط للذهب في الاتجاه الهابط الآن.
قد يبدو ما ورد أعلاه وكأنه سيناريو كئيب وفاجعة لمستثمري المعادن الثمينة، لكني أرى أنه وضع مواتٍ للغاية. لماذا؟ إليكم الأسباب:
يتيح لنا هذا الوضع الاستفادة من الانخفاض القادم في قطاع المعادن النفيسة من خلال تداول رأس المال.
يتيح لنا هذا الموقف اكتشاف نقطة دخول لصفقات شراء رائعة في المستقبل. عندما يكون الذهب في مواجهة كل شيء، ثم يتمكن من البقاء قوياً -تكون هذه لحظة الشراء بالضبط.
لنكون أكثر دقة: الشراء في قطاع المعادن النفيسة (إنني أخطط للتركيز على شراء أسهم التعدين أولاً لأنها تميل إلى أن تكون الأقوى خلال الأجزاء الأولية من الارتفاعات الرئيسية). في تلك اللحظة، ستكون المعادن النفيسة قوية، وسيكون الوضع سيئًا للغاية بحيث لا يمكن أن يتحسن إلا من عند تلك النقطة -مما يساهم في ارتفاع أسعار المعادن النفيسة في الأشهر التالية.
لم يدرك معظم المشاركين في السوق ما ورد أعلاه. "الذهب و(خاصة) الفضة يمكن أن يرتفعوا فقط!" لا تزال هذه الجملة شائعة في مختلف المنتديات.
بعد قولي هذا، دعنا نلقي نظرة على الرسوم البيانية قصيرة المدى.
باختصار، انخفض الذهب بشكل كبير، ويتم تداوله الآن مرة أخرى أسفل خط الدعم / المقاومة الصاعد، وخط المقاومة الأحمر المتراجع، والعودة إلى ما دون سعر الإغلاق 2021 (مع الأخذ في الاعتبار أيضًا انخفاض ما قبل السوق اليوم).
بعبارات أخرى:
تم إبطال جميع الاختراقات قصيرة المدى المهمة.
يعتبر عام 2022 مرة أخرى عام هبوطي بالنسبة للذهب.
هل يعادل هذا الهبوط هبوط الذهب؟ حسنًا، قد يكون هناك بعض الأشياء الهبوطية الإضافية التي يمكن أن تحدث، لكنها بالفعل هبوطية للغاية في الوقت الحالي.
على سبيل المثال، يمكن لسوق الذهب اللحاق بردود أفعاله على قوة مؤشر الدولار الأمريكي.
تحركت العملة الأمريكية للتو فوق أعلى مستوياتها السابقة في 2022 و 2021، بينما لا يقف الذهب عند أدنى مستوياته في 2021.
ومع ذلك، لن أرى أداء الذهب على أنه قوة حقيقية مقابل مؤشر الدولار الأمريكي في الوقت الحالي حتى الآن. لماذا؟ بسبب التوحيد الهائل الذي تم تداول الذهب فيه.
تتمثل القوة التي أريد أن أراها في الذهب في قدرته على عدم السقوط أو الارتفاع مرة أخرى على الرغم من كل شيء يقذف ضده، وليس لأنه عالق في نطاق تداول.
لتقديم مثال على الوضع، ربما تكون قد رأيت شخصًا قادرًا على التمسك بموقفه وعدم الاستسلام على الرغم من أن العالم ألقى كل الأذى والعقبات في طريقه. ومازال يظهر شخصيته. ويظهر قوته. يمكن أن يمثل عدم الفعل قدرًا أكبر من الحكمة و / أو الحب والتركيز على هدف الفرد المرتبط بنقص الفعل. ربما تعرف شخصا من هذا القبيل. قد تكون أنت شخصيًا من هذا النوع.
تختلف كلمة "عدم الفعل" أعلاه كثيرًا عن "عدم الفعل" الناتج عن عدم معرفة شخص ما بما يجب القيام به، أو عدم امتلاكه للطاقة الكافية، أو قوة الإرادة.
بما أن الأسواق يتم إنشاؤها في نهاية المطاف من قبل الناس (أو الخوارزميات التي ... في النهاية لا تزال من صنع الناس)، فهل من المفاجئ أن تميل الأسواق إلى العمل بنفس الطريقة؟ لا يعني عدم فعل ما تقاعسًا آخر، وكما هو الحال دائمًا، فإن السياق هو النقطة المهمة.
ومع ذلك، ألم يكن الذهب قوياً مقابل قوة مؤشر الدولار الأمريكي في عام 2021؟
كان الأمر كذلك، لكنه كان ضعيفًا جدًا مقارنة بالمبالغ السخيفة من الأموال التي تم طباعتها في عامي 2020 و 2021 وبالنظر إلى الوباء العالمي. هذه هي الظروف، حيث "يجب" أن يرتفع الذهب فوق أعلى مستوياته لعام 2011، دون أن يتوقف الاختراق فوق هذه الحدود. لقد حدث هذا الوضع الأخير، وليس الأول. إلى جانب ذلك، كانت "القوة" موجودة عمليًا فقط في الذهب. تظل الفضة وعمال المناجم أقل بكثير من أعلى مستوياتها لعام 2011 - فهم ليسوا قريبين منهم ولم يقتربوا منهم في أي وقت في عام 2020 أو 2021.
يتماسك الذهب منذ عدة أشهر حتى الآن، تمامًا كما كان الحال بين عامي 2011 و 2013.
يعرض الجزء العلوي من الرسم البياني أعلاه عرض البولنجر باند - لم أقم بتمييزه على الرسم البياني لإبقائه واضحًا، ولكن التفاصيل المهمة هي أنه كلما انخفض التركيز على العرض، فهذا يعني أن التقلب كان منخفضًا جدًا في الأشهر الماضية وأنه على وشك التغيير.
لقد قمت بتمييز تلك الحالات التي شهدت الانخفاضات الكبيرة في المؤشر إلى الخط الأحمر المتقطع الأفقي أو بالقرب منه بخطوط متقطعة رأسية. وعلى وجه الخصوص، فإن الانخفاض في الفترة 2011-2013 مشابه للوضع الحالي.
ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الذهب لم يكن يظهر القوة حقًا - لقد كان عالقًا. تمامًا مثل عام 2012 لم يكن انكسارًا قبل انطلاقة أكبر، ولا ينبغي النظر إلى أداء الذهب في عام 2021 على هذا النحو.
أظهر ما حدث يوم أمس أن الذهب يمكنه ومن المرجح أن يتفاعل مع التعليقات المتفائلة من الاحتياطي الفيدرالي، وأن مؤشر الدولار من المحتمل أن يرتفع، وكذلك أسعار الفائدة. هذا ونؤكد أن النظرة المستقبلية للذهب على المدى المتوسط ليست صعودية ولكنها هبوطية للغاية.
يقدم ما ورد أعلاه رأي إيجابي لكل المهتمين بسوق المعادن النفيسة عمليًا (باستثناء أولئك الذين يبيعون عند الوصول إلى الأسفل)، حيث سيسمح للأفراد بإضافة مراكزهم (أو البدء في بنائها) بأسعار أقل بكثير. ومن المرجح أن يكتسب البعض (لا يمكنني ضمان أي أداء بالطبع) ثروات صغيرة (أو ليست صغيرة جدًا) من خلال التهيئة للاستفادة من الشريحة القادمة.