Investing.com - ضربت بيانات الوظائف الأمريكية مكاسب الدولار الذي ارتفع إلى اعلى مستوياته خلال أكثر من عام ونصف العام ليتخلى عن كافة مكاسبه بحلول يوم الخميس الماضي. بينما لا يزال الذهب متأثرا بارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية تزامنا واقتراب موعد تحريك الفيدرالي أسعار الفائدة بحلول مارس المقبل وفقا لتصريحات مسؤولي البنك.
وفي المقابل أفلتت الليرة التركية في أسبوع جديد من فخ بيانات سلبية بشأن التضخم، لتواصل البقاء قرب ذات المستويات التي تتحرك بالقرب منها على مدار شهرين تقريبا. ولم يخلو سوق النفط من التذبذب الشديد بناءا على تطورات الأوضاع في الأزمة الاوكرانية تزامنا مع قرار أوبك + بالمضي قدما في خطة الإنتاج.
الذهب
وضغطت بيانات الاقتصاد الأمريكية وقرب ارتفاع أسعار الفائدة مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين على أسعار الذهب. وانخفض المعدن الأصفر خلال الأسبوع بعد الصعود مرة أخرى اعلى مستويات الـ 1800 دولار للأوقية ليعاود الهبوط الهبوط دونها، ولا يزال الذهب يتحرك في نطاق ضيق بين مستويات الـ 1790 دولار والـ1820 دولار للأوقية.
قال مايكل لانجفورد، مدير شركة Air Guide الاستشارية للشركات، من المتوقع أن يظل الذهب عند حوالي 1800 دولار للأوقية. وأضاف أنه يوجد حاليا ارتباط كبير جدا بين حركة الدولار الأمريكي واتجاه أسعار الذهب مع القليل من العوامل الأخرى التي تؤثر على الأسعار خلال جلسات التداول القليلة الماضية.
وينعكس الأمر سلبيا على تكلفة الذهب باعتباره ملاذا آمنا يتحوط به المتداولون ضد التضخم، فأي ارتفاع في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أو ارتفاع لمؤشر الدولار وعوائد السندات، يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب أمام العملات الأخرى.
وهو الأمر الذي يجعل المستثمرين غير مقبلين على الاستثمار فيه لأنه لا يدر عائدا جيدا في مثل هذه الظروف.
الدولار DXY
ونزل مؤشر الدولار بقوة خلال تعاملات الأسبوع بعد بيانات توظيف ضعيفة، وانخفض مؤشر الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من عام ونصف أعلى مستويات الـ 97 نقطة إلى مستويات قرب 95.5 نقطة. وانخفض الدولار لأدنى مستوى في أكثر من أسبوع يوم الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات هبوطا في التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي في يناير بسبب الزيادة في الإصابات بكوفيد-19 .
لكن من غير المرجح أن تمنع هذه البيانات مجلس الاحتياطي الاتحادي من زيادة أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية في 15 و16 مارس، لكن التقرير قلص التوقعات لزيادة كبيرة في سعر الفائدة قدرها نصف نقطة مئوية. ونزلت طلبات الإعانة عند مستوى 238 ألفًا خلال الأسبوع المنتهي في التاسع والعشرين من يناير، في حين كان متوقع تسجيله 245 ألف طلب.
وتأتي طلبات إعانة البطالة منخفضة بمقدار 23 ألف طلب من مستوى الأسبوع السابق المعدل بالرفع بحوالي ألف طلب إلى 261 ألفًا. وقالت عضو الفيدرالي الأمريكي، ماري دالي أنه إذا قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة إلى 1.25% بنهاية العام الجاري سيكون ذلك نوعا من التشديد النقدي. وأضافت دالي ولكنه سيدعم الاقتصاد الأمريكين وأكدت على أن التضخم مرتفع للغاية، ولكن سوق العمل يشهد حالة من التحسن المستمر.
النفط
ولا يزال سوق النفط يراقب تطورات الأزمة الروسية الاوكرانية تزامنا والهجمات الإرهابية على الدول النفطية إضافة لانخفاض حاد في درجات الحرارة. وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الأسبوع مرة أخرى إلى اعلى مستوياتها خلال أكثر من 7 سنوات بعدما نجح برنت في تجاوز مستويات الـ 91 دولار ونايمكس 89 دولار.
إلا أن مكاسب النفط الاسبوعية على مدار أسبوع قد تآكلت بفعل تراجعات يوم الخميس، بينما حافظ خام نايمكس على البقاء أعلى مستويات الـ87 دولار. وفي المقابل نالت تراجعات يوم الخميس من مكاسب خام برنت القياسي الذي نزل في حدود دولار واحد في سعر البرميل بينما لا يزال قرب مستويات 89 دولار للبرميل.
وقالت الحكومة اليابانية أن الأمير محمد بن سلمان أبلغ رئيس الوزراء الياباني بأن السعودية تعتزم المساعدة في استقرار سوق النفط العالمية. وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة أمس الأربعاء، أن أمن الطاقة أمر أساسي لتحقيق النمو والازدهار الاقتصادي، ومواجهة تحديات المناخ، لتحقيق الانتقال السلس للطاقة.
وقررت مجموعة "أوبك بلس" الإبقاء على سياسة إنتاج النفط دون تغيير خلال شهر مارس المقبل، في قرار جاء متوافقًا مع التوقعات.
وقالت الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" والحلفاء من خارجها عبر بيان، إنه تم إعادة التأكيد على خطط زيادة الإنتاج الشهري للنفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً خلال الشهر المقبل. وقالت أوبك بلس التأكيد على أهمية الالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض، والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية يونيو 2022.
ومن المقرر أن يتم عقد الاجتماع السادس والعشرين لتحالف "أوبك بلس" في الثاني من شهر مارس المقبل.
الليرة
ورغم سلبية البيانات التي صدرت خلال الأسبوع إلا أن الليرة التركية لا تزال تتماسك قرب مستويات 13.5 ليرة دولار، حيث لا تزال الليرة في قناة ضيقة بين مستويات 13.7 ليرة/دولار ومستويات 13.3 ليرة / دولار. صدرت منذ قليل بيانات التضخم التركية والتي سجلت والتي سجلت ارتفاعا للشهر الثامن على التوالي، لتبلغ اعلى مستوياتها في نحو 20 عامًا.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي خلال يناير 2022 إلى 48.69 % متجاوزًا التوقعات بتسجيل 46.68%، بينما سجل في ديسمبر 2021 36.08%. بينما كشفت بيانات التضخم على أساس شهري ارتفاعا إلى 11.1% مقابل توقعات بتسجيل 9.8%، مقابل القراءة السابقة عند 13.58%.
وقالت نقابة EPGİS، في بيان، أن سعر البنزين سيرتفع بمعدل 39 كورونا للتر الواحد، فيما سيرتفع سعر لتر الديزل بقيمة 32 كورونا. وفقا لبيانات غرفة تجارة اسطنبول (ITO)ارتفع التضخم في اسطنبول إلى 50.91٪ في يناير 2022، وشوهدت أعلى زيادة في نفقات النقل والاتصالات بنسبة 26.69٪.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الإثنين إن بلاده ستضطر لتحمل عبء التضخم لبعض الوقت بعد التقلب الأخير في سعر الليرة التركية. وأضاف الرئيس التركي مجددا أن سياسته الاقتصادية غير تقليدية قائلا إنه سيتم خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر وإن التضخم سينخفض نتيجة لذلك.
وقال أردوغان "أنتم تعرفون معركتي مع أسعار الفائدة، نحن نخفض أسعار الفائدة وسنخفضها، أعرف أن التضخم سينخفض أيضا حينها وسوف ينخفض أكثر". وتعهد الرئيس أردوغان بخفض معدلات التضخم في البلاد إلى خانة الآحاد قبل الانتخابات الرئاسية في 2023، وذلك دون التراجع عن سياسة خفض معدلات الفائدة.