Investing.com - وقت الأزمات يبحث الجميع عن الملاذات.. تلخص تلك العبارة ما حدث خلال أسبوع مشحون ما بين اندلاع الحرب أو تجنبها، حيث جاء الأسبوع مشحون بالتوترات الجيوسياسية العاصفة التي تراقصت بالأسواق صعودًا وهبوطا مل كل تصريح أو إشارة من أيًا من أطراف المعركة التي لا تزال محتدمة.
بيانات هامة
ارتفعت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مما يزيد الضغوط على أكبر اقتصاد في العالم الذي يكافح جائحة كورونا وأعلى مستوى للتضخم في 40 عامًا.
وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية الخميس ارتفاع عدد طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة عند مستوى 248 ألفًا خلال الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من فبراير، مقابل توقعات بأن تسجل 217 ألفًا.
وبحسب بيانات الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع الإنتاج الصناعي الأمريكي بنسبة 1.4% خلال شهر يناير الماضي، متعافيًا من تراجع بنسبة 0.1% خلال ديسمبر السابق له، كما أنه أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.4%.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي الصادرة على موقعه الرسمي الأربعاء، ارتفعت مبيعات التجزئة 3.8% في الشهر الماضي على أساس شهري، بعد تراجعها 2.5% في ديسمبر السابق له، ومقابل توقعات ارتفاعها 2.1%.
وتوقع مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع معدل الفائدة قريبًا، مع رؤيتهم للتسارع القوي للتضخم واقتراب الاقتصاد من الوصول للتوظيف الكامل.
وأظهر محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة في الشهر الماضي الصادر الأربعاء الماضي، أن معظم المشاركين أشاروا إلى أنه إذا لم يتحرك التضخم هبوطاً كما يتوقعون، فسيكون من المناسب أن تنهي اللجنة التدابير التيسيرية بوتيرة أسرع من المتوقع حالياً.
وتتوقع الأسواق المالية بنسبة 100% قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع معدل الفائدة في اجتماعه المقبل خلال شهر مارس، مع القيام بخمس زيادات للفائدة في إجمالي العام الحالي.
وسجل التضخم السنوي في الولايات المتحدة مستوى 7.5% خلال شهر يناير الماضي، وهو أعلى مستوى في 40 عامًا.
توقعات
ويرى زولتان بوزار الاستراتيجي لدى كريدي سويس جروب أن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى اتباع استراتيجية لخفض أسعار الأصول إذا أراد إبطاء التضخم دون التسبب في حدوث ركود.
قال بوزار إن البنك المركزي بحاجة إلى كبح تضخم أسعار الخدمات الذي دفعه ارتفاع تكاليف الإسكان وانخفاض المعروض من العمالة، وأوضح أن الحل للتأثير على تلك الدوافع هو تشديد الظروف المالية من خلال زيادة تكاليف الاقتراض طويلة الأجل.
قالت وكالة فيتش إن الحكومات العالمية ستحقق أكبر استفادة في 20 عامًا من تراجع معدل الديون المدفوع بتسارع التضخم، وأضافت أن أثر التضخم على معدلات الدين الحكومي في العام الجاري يختلف بحسب المناطق
وتوقع كريدي سويس ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 2.7% هذا العام، مع تشديد السياسة النقدية بشكل قوي لكبح جماح التضخم.
وقال جوناثان كوهن المحلل في البنك استمر التضخم في تجاوز التوقعات، هناك أسباب للاعتقاد بأن عودته للهبوط إما أمر مفرط في التفاؤل أو يتطلب تشديدًا للظروف المالية ما يشمل رفع معدلات الفائدة.
ويرى كريدي سويس أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات قد يصل إلى 2.7% بحلول نهاية العام الجاري، ما يمثل زيادة 50 نقطة أساس عن التوقعات السابقة للبنك.
الذهب
سجل الذهب مكاسب قوية خلال تعاملات الأسبوع بفضل الارتفاع الكبير في الجلسات الأخيرة نهاية الأسبوع وتحديدا جلسة الخميس التي ارتفع خلالها بحوالي 30 دولار في الأوقية دفعة واحدة.
وخلال الأسبوع ارتفع سعر أوقية الذهب من مستويات دون الـ 1827 دولار إلى مستويات الـ 1900 دولار رابحًا ما يزيد عن الـ 73 دولار في سعر التسليم الفوري.
وارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة لمستوى 1900 دولار للمرة الأولى منذ يونيو 2021 وذلك بفعل احتدام التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، والحلفاء الغربيين،ويأتي ارتفاع الذهب تزامنًا مع ازدياد شهية المستثمرين للأصول التحوط
شهدت أسعار الذهب زيادة قوية بنهاية الأسبوع، حيث بلغت أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية بينما دفعت تقارير عن إطلاق قذائف مورتر في شرق أوكرانيا المستثمرين إلى اختيار السبائك الآمنة.
وقال نيكولاس فرابيل المدير العام العالمي لدى إي.بي.سي بوليون إن السوق حساسة جدا للأخبار الخاصة بـ أوكرانيا وروسيا.
وتلقى الذهب دعما أيضا بعدما ألمح محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأمريكي أن البنك لن يتخذ خطوات كبيرة نحو تشديد السياسة النقدية مثلما كانت تخشى الأسواق.
الدولار
وبعد صعود قرب أعلى مستوياته في أكثر من 18 شهر منتصف تعاملات الأسوع،نزل مؤشر الدولار طفيفا من مستويات 95.8 نقطة مقابل مستويات قرب الـ96 بداية الأسبوع الماضي.
وقفز الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين مطلع الأسبوع الماضي مع سعي المستثمرين للأصول التي تعتبر ملاذات آمنة وسط مخاوف من أن تكون روسيا تحضر لغزو أوكرانيا.
إلا أن تهدئة الأوضاع التي صاحبت التوترات بين روسيا وأوكرانيا عادت لتهبط مرة أخرى بالدولار حتى صدور محضر الفيدرالي الذي لم يأتي بجديد سوى التأكيد على قرار الرفع المرتقب في مارس.
ولم ينتهى الأسبوع قبل أن يعاود الدولار الأمريكي للارتفاع بعد تقارير عن الهجوم الذي دفع المستثمرين القلقين من اندلاع حرب أوسع نطاقا إلى البحث عن الملاذات الآمنة.
الليرة
وانخفضت الليرة التركية طفيفا لتأتي التراجعات خلال أسبوع في النطاق المحدود الذي تتحرك خلال له الليرة منذ ما يقرب من شهرين قرب مستويات الـ13.5 ليرة دولار.
وانخفضت الليرة التركية في أسبوع تثبيت الفائدة بحوالي 0.5% نزولا من مستويات 13.5 ليرة / دولار إلى مستويات 13.58 ليرة دولار.
وصدر قرار البنك المركزي التركي بشأن أسعار الفائدة، حيث قرر المركزي تثبيت أسعار الفائدة عند مستويات عند نفس مستوياتها 14% .
بينما أبقى المركزي التركي على سعر فائدة الاقتراض خلال الليلة الماضية (فبراير) عند مستويات 12.5%، فيما أبقى سعر فائدة الإقراض التركي أثناء الليلة الماضية (فبراير) عند مستويات 15.5%.
ودخلت الليرة التركية في مرحلة من الثبات حيث اتخذت مسارً عرضيا بين مستويات الـ13/ 14 ليرة دولار عقب الهبوط التاريخي في ديسمبر الماضي عندما سقطت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وكانت الليرة التركية وصلت أدنى مستوياتها على الإطلاق بعد الخفض الرابع على التوالي لأسعار الفائدة في ديسمبر الماضي حيث تجاوزت مستويات الـ18 ليرة / دولار.
و قال وزير المالية التركي نور الدين النبطي أن السلطات لم تعد تتدخل في الأسواق لدعم الليرة، التي استقرت بشكل كبير بعد أزمة ديسمبر ومع ذلك، قال إن أي رفع لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي لن يؤثر على اقتصاد السوق الناشئة.
وقال وزير الخزانة منذ أيام، أن هناك حزمة مهمة سيتم الإعلان عنها في الأسواق المالية في تركيا خلال الفترة المقبلة، لجلب ما يطلق عليه الذهب "تحت الفراش"
الحزمة تهدف إلى إدخال الذهب المدخر في المنازل ضمن النظام المالي، وأن حجم الذهب المذكور يصل إلى نحو 5 آلاف طن، أي ما يعادل 250 إلى 350 مليار دولار.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إن حكومته ستقدم دعما نقديا لأربعة ملايين أسرة لسداد فواتير الغاز الطبيعي مرتين سنويا، بجانب توسيع نطاق الدعم لتكاليف الكهرباء.
و بعد اجتماع لمجلس الوزراء، أضاف أردوغان أن تركيا ستخفض بعض الضرائب على استثمارات الطاقة المتجددة.
النفط
إجمالا ارتفع النفط بنهاية الأسبوع بأكثر من دولار، ولكن تفصيلا فقد النفط نحو 4 دولارات من مكاسبه التي بلغت ذروتها مع احتدام الأزمة الأوكرانية حينما اقترب من مستويات قرب الـ96 دولار للبرميل.
وارتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف بنهاية الأسبوع من مستويات 90 دولار للبرميل بداية الأسبوع إلى مستويات قرب الـ91.5 دولار بنهاية الأسبوع.
وفي المقابل من ارتفاعات خام نايمكس تراجع خام برنت القياسي في حدود 1.5 دولار نزول من مستويات قرب الـ94 دولار بداية الأسبوع إلى مستويات 92.5 دولار بنهاية الأسبوع.
بعدما ارتفعت أسعار النفط عند أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات بعد أن أدى تصاعد المخاوف من قيام روسيا، وهي أحد كبار منتجي الطاقة، بغزو أوكرانيا إلى زيادة المخاوف من قلة إمدادات النفط الخام العالمية.
هبطت أسعار النفط متراجعة من أعلى مستوياتها في سبع سنوات بعد أن قالت روسيا إن بعض وحداتها العسكرية تعود إلى قواعدها بعد أن أجرت تدريبات قرب أوكرانيا، وهو تحرك بدا أنه يستهدف تخفيف حدة التوتر بين موسكو والغرب.
وعدلت وكالة الطاقة الدولية بالرفع تقديرها الأساسي للطلب العالمي بنحو 800 ألف برميل يوميا، أي أقل بقليل من 1% من سوق النفط العالمية البالغة 100 مليون برميل يوميا، بعد إعادة تقييم الطلب على البتروكيماويات (SE:2310).
وقال جيوفاني ستونوفو محلل السلع الأولية في يو.بي.إس "ما يعنيه تعديل الطلب هو أن البعض الذين ينظرون إلى قاعدة بيانات وكالة الطاقة الدولية كمدخل لتحليلاتهم سيرون سوق نفط أكثر شحا".
ويراقب المستثمرون أيضا المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي بين طهران وقوى غربية وهو ما قد يسمح بزيادة في صادرات النفط الإيرانية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، حتى مع انخفاض المخزونات في مركز كاشينج الرئيسي إلى أدنى مستوى منذ 2018.
وقال برونو جان ريتشارد إيتوا رئيس أوبك أن أسعار النفط على مشارف 100 دولار للبرميل، وأنه يتوقع أن ترتفع الأسعار أعلى هذا المستوى قريبًا.
وأضاف إيتوا: " لكن دورنا الأساسي في أوبك وأوبك+ هو الحفاظ على استقرار الأسواق والأسعار، وهذا هو هدفنا، نحن نعمل ما بوسعنا لتحقيق ذلك.
وقال رئيس أوبك أن الأسعار المرتفعة لا تخدم أي طرف لا المنتجين ولا المستهلكين ولا الاقتصاد العالمي سيستفيد من ارتفاعها، لأن ارتفاع الأسعار يؤثر على النمو الاقتصادي.