ما هي الدول الأكثر تأثرًا بالخسارة التاريخية للروبل الروسي؟

مع الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا. فقد اجتمع مندوبو الدول في الأمم المتحدة في عطلة نهاية الأسبوع وأعلنوا عن العقوبات الجديدة، وبعد أن طبقت الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا، المعروفة باسم مجموعة السبع، عقوبات سويفت على روسيا، اتخذت اليابان نفس القرار اليوم. بينما تمت إزالة البنوك الروسية من نظام سويفت، وتم أيضًا تجميد أصول البنك المركزي الروسي. فكيف كان رد فعل روسيا؟

أشار الحزب الحاكم إلى الأسلحة النووية وقال إننا نملك القوة. من ناحية أخرى، منع البنك المركزي الروسي بيع السندات المملوكة للدولة للأجانب. ورفع البنك سعر الوثيقة بمقدار 1050 نقطة أساس إلى 20٪. بسبب الانخفاض الحاد في الروبل وسوق الأسهم، كما توقفت المعاملات في سوق الأسهم المحلية. كما فرضت وزارة المالية على المصدرين اقتطاع 80٪ من عائداتهم من النقد الأجنبي.

كيف كان رد فعل الأسواق على العقوبات؟

استمر ارتفاع أسعار السلع والطاقة، لا سيما الذهب والنفط والقمح والذرة والفحم والغاز الطبيعي. وارتفعت أوقية الذهب، التي أغلقت الأسبوع الماضي عند أقل من 1887 دولارًا، إلى 1920 دولارًا في الجلسة الآسيوية. وبلغ خام برنت 105 دولارات وانخفض العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 1.90٪.

انخفض الروبل بأكثر من 25٪ مقابل الدولار، لكن الخسارة الحادة في الروبل لم تنتشر إلى عملات الأسواق الناشئة. وقلصت عملات الدول النامية خسائرها في وقت قصير بعد أن تراجعت عند الافتتاح.

كيف كان وضع المؤشرات؟

تحولت المؤشرات آسيا إلى المنطقة الموجبة بعد افتتاحها على انخفاض، لكن المؤشرات الأوروبية تراجعت بأكثر من 2٪. بعد أن افتتح بيست 100 على انخفاض يقارب 2٪، ولكنها عادت مرة أخرى إلى الجانب المحايد بالقرب من 1.950 نقطة. وكان قطاع السياحة هو الخاسر الأكبر، مع انخفاض المؤشر بأكثر من 6 ٪ خلال اليوم.

مؤشر البورصة التركية…XTRZM يوم 28 فبراير

يوجد في تركيا عدد كبير من السياح من روسيا وأوكرانيا، والمخاطرة بعدم تحقيق المعدل المستهدف للسياحة هذا العام بسبب الحرب بين البلدين وهو ما سيتسبب في تراجع قطاع السفر. وبعد أن سجل المؤشر أعلى مستوى له في منتصف الشهر، تخلى المؤشر عن جميع مكاسبه في النصف الثاني من الشهر وانخفض من 784 نقطة إلى 470 نقطة.

بسبب قربهما من منطقة الحرب والوضع السياسي والاستراتيجي، كان الزلوتي البولندي والفورنت المجري هما العملتان اللتان تراجعتا أكثر من غيرها هذا الشهر بعد الروبل. 

زوج الدولار الروبل الروسي…28 فبراير USDRUB 

بلغ الدولار الأمريكي مقابل الزلوتي البولندي (USD/PLN ) ذروته عند 4.30 في بداية الوباء، ووصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2001. ثم استقر سعره في نطاق 4.00 - 3.65. وبعد ارتفاعه إلى 4.20 مرة أخرى في نوفمبر، انخفض سعر الصرف إلى 3.94 في النصف الأول من فبراير. وارتفع سعر الصرف، الذي بدأ في الارتفاع مع ارتفاع مستوى التوترات، إلى 4.24 مع غزو روسيا وشهد أعلى مستوى منذ مايو 2020. وارتفع سعر الصرف بما يقارب 3٪ هذا الشهر.

زوج الدولار والزلوتي البولندي..28 فبراير USD PLN 

كسر زوج الدولار مقابل الفورنت المجري USD/HUF أعلى مستوى قياسي على الإطلاق، حيث وصل إلى 341.0 خلال فترة الوباء. ثم انخفض السعر إلى 282.80 في الفترة التالية. وكان السعر الذي وصل إلى أعلى مستوى بعد الجائحة باقترابه من مستوى 331.0 في نوفمبر، قد استقر عند المستوى 308.0 في بداية فبراير. ثم ارتفع سعر الصرف إلى 334.07 الأسبوع الماضي، ووصل إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2020. وبلغ معدل الزيادة الشهرية 4.2٪.

زوج الدولار والبات التايلاندي… 28 فبراير USD HUF 

أظهر البات التايلندي أفضل أداء بين عملات الأسواق الناشئة هذا الشهر. وانخفض الزوج USD/THB بنسبة 1.7٪. كان هناك تغيير محدود للغاية أقل من 1٪ في عملات الأسواق الناشئة الأخرى مثل USD/MXN وUSD/ZAR وUSD/KRW.

كانت الليرة التركية من أكثر العملات انخفاضًا خلال الشهر. فقد انخفض الزوج USD/TRY بنسبة 3.5٪ هذا الشهر، وهو ثاني أكبر انخفاض للعملات في الأسواق الناشئة بعد الفورنت. كانت الليرة قد ارتفعت من 13.27 إلى 14.68 هذا الشهر وتم تداولها بالقرب من 13.80 خلال الساعة الماضية. وقد انعكس معظم الاتجاه الصعودي وعاد السعر إلى النطاق السعري المنخفض السابق . ومع ذلك، فإن حقيقة أن العملة التركية هي واحدة من أكثر العملات تأثراً يظهر أنها هشة للغاية. من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن الزيادة محدودة، إلا أن التقلبات التي حدثت ستظل تنعكس على الأسعار المحلية كتكاليف إضافية.

زوج الدولار والليرة التركية…28 فبراير USDTRY 

وبسبب سعر الصرف ارتفاع أسعار النفط، ارتفعت أسعار البنزين والديزل بنسب مرتفعة للغاية في الأسبوع الماضي. لا يوجد إعلان رسمي، لكن المصادر تشير إلى أنه سيكون هناك خصم هذا الأسبوع. وفي الشهرين الأولين من عام 2022، تم رفع سعر البنزين بمقدار 4.41 ليرة تركية والديزل بمقدار 5.38 ليرة تركية، واقترب سعر اللتر من 17 ليرة تركية. في حين أن هذا يدل على استمرار ارتفاع التكاليف، تم الإعلان عن أسعار الخدمات اليوم ولكن طغت عليها التطورات العالمية – فقد وصل مؤشر أسعار المنتجين إلى مستوى قياسي. وارتفعت تكلفة الخدمات المحلية بنسبة 71.63٪ في عام واحد. حدثت أعلى زيادة في النقل والتخزين، أي في سلسلة الإمداد. هذا الوضع ينطبق على جميع البلدان تقريبًا وهو العنصر الأكثر أهمية الذي يؤدي إلى زيادة التضخم العالمي. من المتوقع أن تزداد اضطرابات الإمداد بشكل أكبر بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. لذلك، سيستمر كل من التضخم العالمي والتضخم المحلي في الارتفاع.

إن زيادة مستوى الحظر المفروض على روسيا من قبل الدول، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك ردود الفعل الجديدة من روسيا هي أهم النقاط التي ستحدد التسعير في الأسواق. في وقت لاحق من الأسبوع، سيتم الإعلان عن بيانات فبراير في كل من الولايات المتحدة وكذلك على المستوى المحلي، لكن البيانات ستبقى في الظل مع زيادة المخاطر الجيوسياسية.