لماذا ارتفع الذهب رغم تشديد الفيدرالي؟ وهل سيأتي الهبوط قريبًا؟

رفعت لجنة السوق الفدرالية المفتوحة أخيرًا أسعار الفائدة وأشارت إلى ستة زيادات أخرى هذا العام. وعلى الرغم من المخطط النقطي المتشدد للغاية، ارتفع الذهب في رد الفعل الأولي.

لم يكن هناك اختراق في أوكرانيا. توقف الغزو الروسي إلى حد كبير على جميع الجبهات تقريبًا، لذلك تركز القوات على مهاجمة البنية التحتية المدنية. ومع ذلك، وفقا لبعض التقارير، هناك تقدم بطيء ولكن تدريجي ناحية الجنوب. ومن ثم، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تحتل روسيا كييف، بصرف النظر عن وضع غرب أوكرانيا، فقد تستولي روسيا على بعض الأراضي الجنوبية تحت سيطرتها، وتربط شبه جزيرة القرم مع دونباس. وعلى الرغم من استمرار المفاوضات، إلا أنها ستستغرق وقت طويل قبل أن يتم التوصل إلى أي اتفاق.

دعونا ننتقل إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أمس. كما كان متوقعًا، رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية. أخيرا! على الرغم من أن أحد أعضاء اللجنة جيمس بولارد اختار خطوة أكثر جرأة، إلا أن البنك المركزي الأمريكي رفع النطاق المستهدف لسعر سياسته الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس فقط، من 0-0.25٪ إلى 0.25-0.50٪. كانت هذه أول زيادة منذ نهاية عام 2018. وتمثل هذه الخطوة أيضًا بداية دورة تشديد من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد عامين من السياسة النقدية فائقة السهولة التي تم تنفيذها استجابةً للركود المرتبط بالوباء.

لدعم هذه الأهداف، قررت اللجنة رفع النطاق المستهدف لسعر الأموال الفيدرالية من 1/4 إلى 1/2 بالمائة ومن المتوقع أن تكون الزيادات المستمرة في النطاق المستهدف مناسبة.

كان ذلك، بالطبع، الجزء الأكثر أهمية في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. ومع ذلك، أعلن محافظو البنوك المركزية أيضًا عن بداية التشديد الكمي، أي تخفيض الميزانية العمومية الهائلة للاحتياطي الفيدرالي، في اجتماع السياسة النقدية القادم في مايو.

بالإضافة إلى ذلك، تتوقع اللجنة أن تبدأ في خفض ممتلكاتها من سندات الخزينة وديون الوكالات والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري في اجتماع قادم.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي حذف جميع الإشارات إلى الوباء من البيان. وأضاف بدلاً من ذلك، فقرة تتعلق بالحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن آثارها الدقيقة على الاقتصاد الأمريكي ليست معروفة بعد، باستثناء الضغط التصاعدي العام على التضخم والضغط الهبوطي على نمو الناتج المحلي الإجمالي:

تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في صعوبات بشرية واقتصادية هائلة. ولازالت الآثار المترتبة على الاقتصاد الأمريكي غير مؤكدة إلى حد كبير، ولكن على المدى القريب، من المرجح أن يؤدي الغزو والأحداث ذات الصلة إلى ضغط تصاعدي إضافي على التضخم وأن يؤثر على النشاط الاقتصادي.

كانت هذه التغييرات في البيان متوقعة بدرجة كبيرة، لذا يجب أن يكون تأثيرها على سوق الذهب محدودًا.

المخطط النقطي والذهب

كان البيان مصحوبًا بآخر التوقعات الاقتصادية التي أجراها أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. لذا، كيف ينظرون إلى الاقتصاد الآن؟

كما يوضح الجدول أدناه، يتوقع محافظو البنوك المركزية نفس معدل البطالة ونمو اقتصادي أبطأ بكثير هذا العام مقارنة بشهر ديسمبر الماضي. هذا غريب بعض الشيء، حيث يجب أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي الأبطأ مصحوبًا بارتفاع معدل البطالة، لكنه تغيير إيجابي لسوق الذهب.

 علاوة على ذلك، يرى المشاركون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن التضخم الآن أكثر ثباتًا لأنهم يتوقعون تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 4.3٪ في نهاية عام 2022 بدلاً من 2.6٪. ومن المتوقع أن ينخفض ​​التضخم في السنوات التالية، ولكن فقط إلى 2.7٪ في عام 2023 و 2.3٪ في عام 2024، بدلاً من 2.3٪ و 2.1٪ في ديسمبر. إن تباطؤ النمو الاقتصادي المصحوب بتضخم أكثر عنادًا يجعل الاقتصاد يبدو أشبه بالركود التضخمي، والذي ينبغي أن يكون إيجابيًا بالنسبة لأسعار الذهب.

أخيرًا وليس آخرًا، تأتي دورة تشديد أكثر شدة. جهزوا أنفسكم! وفقًا للمخطط النقطي الجديد، يرى أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سبع ارتفاعات في أسعار الفائدة هذا العام حسب الاقتضاء. يعد هذا منعطفًا تفاعليًا كبيرًا مقارنة بشهر ديسمبر، حيث نلحظ ارتفاعات في أسعار الفائدة ثلاث مرات فقط على النحو المرغوب. يتوقع محافظو البنوك المركزية أربع ارتفاعات أخرى في عام 2024 بدلاً من الارتفاعات الثلاثة الموضحة في المخطط النقطي السابق. وبالتالي، أصبح المسار الكامل المتوقع لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية أكثر حدة حيث من المتوقع أن يصل إلى 1.9٪ هذا العام و 2.8٪ العام المقبل، مقارنة بـ 0.9٪ و 1.6٪ في وقت سابق.

ياللعجب، إنه تغيير كبير يعتبر هبوطيًا للغاية بالنسبة لأسعار الذهب! أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أسرع تشديد منذ 2004-2006، مما يشير إلى أنه أصبح قلقًا حقًا بشأن التضخم. من الممكن أيضًا أن تكون الحرب في أوكرانيا قد ساعدت البنك المركزي الأمريكي في تبني موقف أكثر تشددًا، كما لو أن التشديد النقدي يؤدي إلى الركود، فهناك كبش فداء يسهل إلقاء اللوم عليه.

الآثار المترتبة على الذهب

ماذا يعني اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأخير لسوق الذهب؟

حسنًا، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة وأعلن تشديدًا كميًا. تعتبر هذه الإجراءات المتشددة سلبية من الناحية النظرية بالنسبة للمعدن الأصفر، ولكن من المحتمل أن تكون قد تم تسعيرها بالفعل. ومن المؤكد أن المخطط النقطي الجديد أكثر إثارة للدهشة. يظهر المخطط ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي هذا العام، والذي ينبغي أن يكون صعودي للذهب. ومع ذلك، فإن أحدث التوقعات الاقتصادية تتنبأ أيضًا بمسار أكثر حدة لأسعار الفائدة، والتي يجب، من الناحية النظرية، أن تكون سلبية بالنسبة لسعر الذهب.

كيف كان أداء الذهب؟

حسنًا، ينزلق الذهب مؤخرًا تحسباً لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. كما يظهر الرسم البياني أدناه، انخفض سعر المعدن الأصفر من 2039 دولارًا الأسبوع الماضي إلى 1913 دولارًا أمس.

مع ذلك، كان رد الفعل الفوري للذهب على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إيجابيًا. كما يظهر الرسم البياني أدناه، انتعش سعر المعدن الأصفر، وقفزًا فوق 1.940 دولارًا. بالطبع، لا يجب أن نستخلص الكثير من الاستنتاجات من التحركات قصيرة المدى، لكن مرونة الذهب في مواجهة بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة شديد التشدد هي إشارة صعودية.

على الرغم من أنه يبقى أن نرى ما إذا كان الاتجاه الصعودي سيثبت أنه مستدام، فلن أتفاجأ إذا كان سيستمر. هذا ما يشير إليه التاريخ في الواقع: عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد السابقة في ديسمبر 2015، وصل سعر الذهب إلى القاع. بالطبع، التاريخ لا يعيد نفسه أبدًا حرفياً، ولكن هناك عامل مهم آخر. كان أحدث بيان للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة متشددًا للغاية - وربما كان شديد التشدد. لا أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة إلى 1.9٪ هذا العام. وأنت؟ يعني هذا أننا وصلنا على الأرجح إلى ذروة تشدد بنك الاحتياطي الفيدرالي وأنه سيخفف موقفه بالأحرى منذ ذلك الحين. إذا كنت على حق، فإن الكثير من الضغط الهبوطي الذي كان يقيد الذهب يجب أن يختفي الآن.