جميعنا تابعنا رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي، وذلك بقدار 50 نقطة أساس. إلا أن رد فعل الأسواق كان سلبيا على الدولار وإيجابيا على الذهب.
إذا السؤال الذي دار في أذهاننا جميعا ما هي الأسباب التي غيّرت رد الفعل المتوقع؟
أولا: عدم تخفيض الميزانية العمومية ... حيث أننا تابعنا بيان الفيدرالي الذي نص صراحة على البدء في تخفيض الميزانية العمومية ابتداء من شهر 6 يونيو.
حيث أن الأسواق كانت تترقب هذا التخفيض لأهميته في إضافة المزيد من تشديد السياسة النقدية، وذكرت هذه النقطة تحديدا في المقال السابق، وأشرت إلى أهميتها وضرورة متابعتها.
ثانيا: تصريحات جيروم باول في المؤتمر الصحفي ... حيث أننا شهدنا استقرارا للأسواق بشكل عام بعد صدور قرار رفع أسعار الفائدة إلى أن بدأ المؤتمر الصحفي وفيه تحدث جيروم باول عن أن تأثير خفض الميزانية العمومية غير واضح لغاية الآن، مما يعني أنه قد نشهد بعضا من التداعيات السلبية الإضافية للاقتصاد الأمريكي.
كما أن باول نفى بشكل واضح رفع 75 نقطة أساس التي بدأت الأسواق في توقعها للاجتماع القادم، وأشار إلى أن 50 نقطة أساس مطروحة على الطاولة للنقاش في الاجتماعات القادمة.
ومن ثم شهدنا أيضا بيانات سوق العمل الأمريكية التي صدرت بشكل إيجابي للدولار ... إلا أن الأسواق تفاعلت معها بشكل متقلب خلال يوم الجمعة دون اتجاه واضح.
وذكرت لحظة صدور البيانات أنها إيجابية للدولار وهذه هي النقطة المهمة ومن ثم التقلبات قد تكون لإحداث فوضى في السوق لا أكثر.
وهذا الذي حصل لاحقا ابتداء من تداولات يوم الإثنين حيث شهدنا إيجابية للدولار الأمريكي بشكل عام مقابل سلبية واضحة على أسعار الذهب والفضة.
دون أن أطيل عليكم، دعونا ننتقل لبيانات اليوم المنتظرة
مؤشر أسعار المستهلكين [التضخـــــم]
الطعام:
من المفترض أن أسعار الطعام لم تتراجع بشكل عام وذلك بسبب تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت بشكل مباشر على سلاسل الإمداد، إلا أنه وبحسب العديد من التصريحات الأمريكية لغاية الآن بأن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية تبدو محدودة على الاقتصاد الأمريكي فإنه يمكن القول أن هذه النسبة قد تحافظ على نفس المعدّل الحالي أو قد تتراجع قليلا في أفضل الاحتمالات.
الطاقة:
أسعار النفط بشكل عام تراجعت خلال الشهر الماضي مقارنة بسابقه، التراجع كان محدودا ولا يمكن البناء عليه لانخفاض التضخم بشكل عام.
أما بالنسبة لأسعار الغاز الطبيعي فيمكن ملاحظة أنها ارتفعت خلال تداولات الشهر الماضي ابريل عن سابقه شهر مارس.
لكن بشكل عام أمريكا لغاية الآن تقوم بتحرير بعض من المخزونات الاحتياطية لديها والتي بكل تأكيد أسعارها أدنى بكثير من الأسعار الحالية، إلا أن تعويض هذه المخزونات لاحقا سوف يتم على الأسعار الجديدة لذلك لا يمكن الاعتماد على هذه الجزئية بشكل رئيسي لدعم فكرة الانخفاض في أسعار التضخم، إلا أنها عامل مساعد لكبح ارتفاع الأسعار داخل أمريكا على الأقل.
السيارات والشاحنات المستعملة:
تمثل نسبة مرتفعة، من المتوقع أن تنخفض في بيانات الشهر الحالي مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة بشكل عام، وابتعاد المستهلكين نوعا ما عن عمليات شراء السيارات والشاحنات المستعملة، مما قد يساهم نوعا ما في انخفاض التضخم الكلي على المستوى السنوي.
أجور الطيران:
تمثل أيضا نسبة مرتفعة من تفاصيل التضخم.
أسعار الطاقة يمكن القول أنها استقرت عند ذات مستويات الأسعار السابقة بشكل عام، لكن عودة الحركة العالمية للطيران لمستويات أفضل من أوقات الجائحة التي أضرت بهذا القطاع تحديدا، وتقترب نوعا ما من العودة لمستوياتها الطبيعية حيث أن بعض التقارير تشير إلى العودة للمستويات الطبيعية السابقة بحلول نهاية هذا العام، مما يعني انخفاض في أسعار أجور الطيران بشكل عام إن صح التعبير بناء على العودة التدريجية نحو الحالة الطبيعية مما يساهم بخفض التكاليف بشكل عام.
إذا يمكن القول أن النسب الكبرى المؤثرة تميل فعليا إلى تخفيض نسبة التضخم الكلية على المستوى السنوي، مما قد يعني بداية انخفاض التضخم من القمة الحالية التي وصلها.
ما سبق ذكره يتطابق مع التوقعات من بيانات اليوم المنتظرة.
و يمكنكم متابعة البيانات الاقتصادية والمتوقع منها بشكل عام، ومن ثم البيانات الفعلية لحظة حدوثها من خلال تبويب التقويم الاقتصادي في الموقع
https://sa.investing.com/economic-calendar
بحسب المتوقع من البيانات أن نشهد انخفاضا في التضخم على المستوى السنوي التراكمي سواء من حيث مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي [باستثناء الغذاء والطاقة] أو حتى في التضخم العام.
وتبقى نسبة التضخم على المستوى الشهري من المتوقع أن تصدر بارتفاع بسيط عن القراءة السابقة 0.3% حيث من المتوقع أن تصدر بقراءة 0.4% عن الشهر الماضي.
بالأمس شهدنا حديثا من الرئيس الأمريكي جو بايدن أكّد فيه أن السيطرة على التضخم وتحقيق الاستقرار في الأسعار هو الهدف الرئيسي والأكثر أهمية بالنسبة له، وأنه يدعم الفيدرالي الأمريكي في أدائه ومحاولته حاليا في السيطرة على أسعار التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة.
ويمكن القول أيضا أن رفع أسعار الفائدة الذي شهدناه منتصف شهر 3 مارس الماضي قد يدعم أيضا انخفاض نسبة التضخم كما هو مشار إليها في التوقعات.
رد فعل الأسواق المتوقع:
1- مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة [شهريا]
- إن صدرت البيانات مثل ما هو متوقع لها 0.4% سوف ينظر إليها بسلبية بسيطة للدولار الأمريكي إذا ما ترافقت فعليا بانخفاض النسب الأخرى.
- إن صدرت أقل من المتوقع سوف تعتبر إيجابية للدولار الأمريكي، والانخفاض أدنى من القراءة السابقة سوف يعني إيجابية مطلقة للدولار الأمريكي.
2- مؤشر أسعار المستهلكين سنويًا [العام والأساسي]
- انخفاض النسبة عن القراءة السابقة كما هو متوقع سوف يعني إيجابية للدولار الأمريكي بشكل عام وسوف تضغط على أسعار الذهب هبوطا.
- انخفاض النسبة بأدنى من المتوقع للبيانات سوف يعني إيجابية مطلقة للدولار وسلبية مطلقة على أسعار الذهب.
- ارتفاع النسبة أعلى من المتوقع وأقل من النسبة السابقة سوف ينظر إليها بسلبية للدولار الأمريكي وإيجابية للذهب لكن رد الفعل سوف يكون منطقيا ودون جنون سعري.
- أما ارتفاع النسبة بأعلى من القراءة السابقة سوف يعني سلبية مطلقة للدولار الأمريكي وإيجابية مطلقة للذهب لأن هذا يعني أن الاقتصاد الأمريكي يعاني فعلا بشكل واضح وغير قادر على السيطرة على التضخم لغاية الآن.
التحليل الفني للذهب
· الكلمة الفصل للبيانات اليوم.
· فنيا الأسعار في ميل هابط لكن البيانات قد تغير الاتجاه العام
· النقطة المحورية اليوم عند مستوى 1853.
· مستويات المقاومة الرئيسية هي 1869 / 1886 / 1895.
· مستويات الدعم الرئيسية هي 1828 / 1814 / 1799.
التحليل الفني للفضة
· الفضة أيضا تظهر ميل سلبي هابط في العديد من الإطارات الزمنية.
· والكلمة النهائية لبيانات التضخم.
· النقطة المحورية اليوم عند مستوى 21.75
· مستويات المقاومة الرئيسية هي 22.40 / 22.70 / 23.40
· مستويات الدعم الرئيسية هي 21.00 / 20.65 / 20.10
إذا كنت قد كوّنت فكرة رئيسية عزيزي القارئ عن حركة الأسعار لغاية هذه النقطة من المقال، أرجو أن تنتقل مباشرة إلى خانة التعليقات وتشاركنا رأيك.
إذا كنت ترغب في قراءة وجهة نظري الخاصة بالصفقات انتقل معي إلى فقرتي المفضلة
خلاصة القول:
1- المتوقع من البيانات الإيجابية بشكل جيد للدولار الأمريكي وسلبيتها على أسعار الذهب.
2- هذه التوقعات هي من مصادر عالمية كما هو واضح في التقويم الاقتصادي وليست توقعاتي الشخصية.
3- توقعاتي الشخصية أيضا تتطابق مع المتوقع عالميا وشرحت الأسباب التي تدعم تراجع نسبة التضخم.
4- إن صدرت البيانات بسلبية مطلقة، أوقف كل عمليات البيع بشكل مباشر ولا تحاول المضاربة بالبيع سريعا لأن رد الفعل قد يكون كبيرا.
5- ما يدعم توقع إيجابية بيانات اليوم هو ارتفاع عائد السندات الأمريكية بالأمس على المدى القريب وخصوصا عوائد السندات لثلاث أشهر مما يعني حالة من التفاؤل حول الاقتصاد الأمريكي بشكل عام على المدى القريب.
استراحة المتداول
هذه المرة استراحة المتداول تابعة لضغط السوق بسبب حساسية البيانات وأهميتها اليوم لذلك أرفق لكم أداء عائد السندات الأمريكية بالأمس حتى نتمكن من قراءة ما تتوقعه الأسواق من البيانات اليوم.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
قناتي على التيليغرام
@GhaithAbohlalChannel
أو حسابي على تويتر
@GhaithAbohlal
يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.
حساب سويسكوت بنك تويتر
@Swissquote_ar
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار المستثمرين وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.