يجب على المتداول معرفة الفرق بين الاستثمار والادخار ويعلم أن الاستثمار يهدف الى زياده رأس المال بينما يهدف الادخار إلى المحافظة على رأس المال ولذلك يلجأ المتداولون الي الإستثمار في أسواق الأوراق المالية حيث يقوم المتداول بشراء الأسهم في أسعار منخفضة للحصول على أرباح في فتره زمنيه قد تصل الى ثلاث سنوات بعد وصولها الى أسعار مرتفعة. وأرى من وجهة نظرى الشخصية أن البورصة المصرية فى هذه الفترة تسعي الي زيادة السيولة، وعدد المستثمرين؛ لكى تصبح أقوى وأكبر سوق أوراق مالية فى الشرق الأوسط فى المستقبل القريب. وفى الفترة الأخيرة شاهدنا مجموعة من الإستحواذات على أسهم قوية من قبل دول خليجية، وهو يعد قرار حكيم لهذه الدول؛ حيث إن السوق المصرى لديه العديد من العوامل التى تؤهله لأن يكون أقوى سوق فى الشرق الأوسط. ونكتفى بذكر موقعها الجغرافى والأيدى العاملة، بالإضافة إلى أنه أصبح لدينا بنية تحتيه قوية تسهل عملية النقل والإتصال ،نتيجة تعدد المشروعات التنموية العملاقة المنفذة فى مصر فى الفترة الأخيرة.
ومن هنا نطرح سؤال مهم للمتابع الكريم : هل الهبوط الحالى جاء نتيجة القرارات التى اتخذتها إدارة البورصة المصرية فى الآونة الأخيرة مثل (رفع نسب الحدود السعرية وضريبة الأرباح الرأسمالية)؟ أم هل هو تنبوء مسبق بالأحداث العالمية الإقتصادية والسياسية الجارية، وقبل إنهيار الأسعار تم جنى الأرباح فى الوقت المناسب، وإستغلال الأوضاع لإعادة الهيكلة لجذب إستثمارات جديدة متمثلة فى الإستحواذات، وإدراج أسهم (حكومية وخاصة)؛ لسهولة تنوع المحافظ الاستثمارية ؟ وعلى كل حال أظن أنه جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن، فلا يختلف أحد على مدى تأثير الأوضاع الإقتصادية والسياسية على البورصة العالمية والناشئة ، وأن الإدارة السليمة من أساسيات نجاح أى منظومة، والإعتراف بالخطأ وتجنب تكراره هو بداية الصواب.
ومن المنتظر إتخاذ قرارات إيجابية لتغيير المسار.
لذا أنصح المتداولين التفكير فى الشراء من هذه المناطق، وعدم الخوف من هذا الهبوط لأننا نعلم جميعا أن التاريخ يعيد نفسه، وقد عاصرنا مثل هذه الأزمات فى الفترات السابقة(كورونا مثلا) فلا تجمع الثروات إلا من خلال هذه الأزمات ؛ويجب البحث عن مناطق سعرية جيدة مع مراعاة اختيارك للقطاعات والأسهم التى لديها خطط استثمارية قوية فى المستقبل مع مضاعف ربحية قليلة . وأخيرا : رأينا جميعا شهادة ١٨٪ كيف تسارع عليها الأفراد للحصول على إستثمار آمن؟ فهل تعتقد بشرائك كمية من الأسهم وتركها لفترة مابين العام إلى ثلاثة أعوام لن تحصل على مثل هذه النسبة ؟ بل إنها قد تتضاعف.
.