في مايو من العام الماضي تحدثنا عن خطر التضخم المتزايد في الولايات المتحدة وكنا أول من حذرنا أن الحالة مستمرة وليس تضخم مؤقت كما كان يقال وقتها، الأرقام قفزت بأسعار المواد الغذائية لمستويات 9.4٪، وهي أكبر نسبة منذ أبريل 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة تضخم عامة مستقرة عند 8.3% وهي بعيدة كل البعد عن هدف البنك 2% أما بخصوص النمو في الناتج المحلي الإجمالي وصل المعدل السنوي 3.5% ومرشح للانهيار حيث انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.5٪ على أساس ربع سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، أما بخصوص البطالة لم يتغير معدل البطالة في الولايات المتحدة عند 3.6 في المائة في أبريل من عام 2022، وظل أدنى مستوى منذ فبراير 2020، واخيرا بالنظر لمعدلات الفائدة نجدها عند 1% قبل اجتماع 15 يونيو ورفع متوقع بـ 50 نقطة اساس او توقع برفع 75 نقطة أساس لمواكبة التطورات الأسرع في التضخم.
هل يكفي مكافحة التضخم المرتفع برفع الفائدة فقط؟
هنا لابد ان نفرق أن الارتفاع الحالي للتضخم يصاحبه هبوط في المنطقة السلبية للنمو في الناتج المحلي الاجمالي او ما يعرف بحالة الركود التضخمي ومكافحه هذا النوع من التضخم لابد أن ينظر الفيدرالي الأمريكي على بعض الأمور وليس سعر الفائدة فقط ومنها
أولا - مراقبة النشاط الصناعي والتجاري في ظل أزمة توقف الصين سلاسل الإمدادات
ثانيا - مراقبة سوق الوظائف حيث الركود بجانب رفع الفائدة قد يدفع سوق العمل للتباطؤ
ثالثا- مراقبة الناتج المحلي الإجمالي ودفع عجلة النمو دائما للتسارع باقصي درجه لتواكب أسعار الفائد والتضخم
رابعا - وهي الأهم ونتحدث هنا كثيرا حيث عنصر مراقبة ارتفاع النفط والغذاء بسبب الحرب الروسية الأوكرانية تضغط بقوة على المستهلك الأمريكي وتصدر التضخم الأمريكي للعالم اجمع وتضغط على الاقتصادات الناشئة وتعرض بعض الدول لشبح الإفلاس مع استمرار الازمة للشتاء القادم حيث من المتوقع أن أوروبا لن تجد في الشتاء وقود للتدفئة كافي بدون روسيا ومع استمرار أزمة الغذاء للشتاء قد يجوع العالم مع استنفاد الاحتياطي للسلع لبعض الدول
أخيرا - الوظائف الأمريكية غدا قد تكون نواة إيجابية في حالة توظيف عدد أكبر من التوقعات يقف بجانب رفع الفائدة واستقرار النمو الأمريكي مؤقتا قبل الفوائد الأمريكية القادمة وحيث أن التوقعات تشير الى نهايه عام 2022 بسعر فائدة 3% أو اكثر فاتوقع أن الفيدرالي قد يبدأ في شهر سبتمبر على الأقل بالإشاره علي توقف رفع الفائدة او رفعها بوتيرة أخف حدة من التشدد القائم للصقور حاليا وظهور الحمائم التي تنادي ان التضخم وصل لذروته والنمو الامريكي قد يتعافى ولا داعي لرفع العائد لأكثر من 3% أو يتحدثون عن رفع لعدد أقل من المرات في العام القادم.
الذهب ينتظر الفائز منتصف الشهر والوظائف غدا في حال سلبياتها قد يستفيد منها للصعود الى 1900 دولار قبل موعد رفع العائد منتصف الشهر وفي حاله ايجابيه الوظائف وهي متوقع بنسبة 40% حسب رأي الشخصي فقد يدفع الذهب للعودة من جديد لمستويات الدعم 1830 التي اتوقع في حال الاستقرار أسفل منها قبل الفائده منتصف الشهر قد تضغط على السعر لمستويات 1780 من جديد.