يُظهر سوق الأسهم، الذي كان قد تعرض لخسارة كبيرة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف الركود، نظرة إيجابية جزئيًا مع عمليات الشراء التي جاءت كرد فعل في هذا الأسبوع. اليوم، ارتفعت العقود الآجلة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة . وحافظ بيست 100 على مستوى 2,400 نقطة الذي نراقبه ويتم تداول المؤشر فوق 2,550 نقطة اليوم.
هل زال القلق من الركود؟
بالتأكيد لا، هناك بعص الراحة فقط هذا الأسبوع بعد الرياح المعاكسة في الأسبوع الماضي.
نحن من بين أولئك الذين يعتقدون أن الاحتياطي الفيدرالي قد تأخر في مواجهة التضخم في الولايات المتحدة، وقد ذكرنا ذلك في العديد من مقالاتنا. نحن نتفق مع البنك المركزي الأوروبي. لماذا؟ نظرًا لأن التوقعات في منطقة اليورو ليست مشرقة على الإطلاق، خاصة أن الحرب الروسية الأوكرانية قد أزعجت جميع التوازنات في المنطقة. من ناحية أخرى، يتحرك البنك المركزي الأوروبي ببطء على الرغم من ارتفاع التضخم وزيادة حالة عدم اليقين.
قالت الرئيسة لاجارد في الاجتماع، إن المشتريات ستنتهي في يوليو وأنهم يخططون لزيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. و بالنسبة لشهر سبتمبر، فقد بعثت رسالة مفادها أنه قد يكون هناك زيادة أعلى في سعر الفائدة بسبب التضخم. كررت لاجارد بيانا مماثلا أمس. هذا هو بالضبط السبب في أننا وجدنا أن 25 نقطة أساس في يوليو غير فعالة. في رأينا، زيادة 25 نقطة أساس ليست فعالة للغاية خاصة فيما يتعلق بتقليل المخاطر في المنطقة ومكافحة التضخم بشكل أكبر.
عندما رأى بنك الاحتياطي الفيدرالي حقيقة أن التضخم لم يتراجع واستمر الارتفاع، اتخذ قرارًا بزيادة غير متوقعة في سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس. وبذلك، تخلَّى عن التوجيهات الشفوية التي أعقبت الاجتماع السابق. وهكذا كان عليه أن يتصرف وفقًا لتوقعات الأسواق.
الآن، التصور السائد في الأسواق بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي هو كما يلي:
25 نقطة أساس غير كافية كبداية لأن التضخم خرج عن السيطرة. قد تتسبب خطوة سعر الفائدة المنخفض في إبطاء معدل التضخم ولكنه سيظل مرتفعًا، وسيستمر في الارتفاع، تمامًا مثلما حدث مع الاحتياطي الفيدرالي.
هناك مشاكل في الإنتاج الصناعي والتصنيع في أوروبا والولايات المتحدة. بالطبع، السبب الرئيسي لذلك هو التكاليف المرتبطة بالنفط. في الوقت الحالي، يمكننا القول أن الوضع في قطاع الخدمات أفضل. بالنسبة لقطاع التجارة كان لدى الولايات المتحدة عجز قياسي، ولكن حدث انخفاض قياسي في الأشهر الأخيرة. وفي منطقة اليورو، سجل العجز أعلى مستوى منذ 11 عامًا. والسبب في ذلك هو ارتفاع تكلفة المنتجات المستوردة وما يقابلها من انخفاض في الحجم.
إن احتمالية حدوث ركود للاقتصاد الأمريكي مازالت مرتفعة للغاية. وهناك قلق مماثل في منطقة اليورو، حتى لو جاء متأخرًا. في هذه المرحلة، تعتبر البنوك المركزية أن مهمتها الرئيسية هي خفض التضخم، ومن الصحيح للغاية المخاطرة بالانكماش لبعض الوقت من أجل الاستقرار.
عندما ننظر إلى التسعير على جانب اليورو والدولار؛ دعنا نكرر أننا نرى أن المستوى 1.0370 يعمل كدعم مهم للزوج. استقر السعر بالقرب من هذا الدعم للمرة الثانية وفقد التداول الزخم بالقرب من 1.0760. نتوقع بقاء السعر تحت المتوسط المتحرك لمائة يوم عند 1.0872 ما لم يكن هناك تحرك حاد من البنك المركزي الأوروبي. إذا رفع البنك المركزي الأوروبي الفائدة لأعلى من 25 نقطة أساس، وهو ما نعتقد أنه سيكون غير كافٍ، وحاول إظهار أقصى درجات التشدد بالفعل، فقد يكون هناك ارتفاع في الزوج مع حركة اليورو. بالنسبة للزوج الذي يسير في اتجاه منخفض على المدى المتوسط والطويل ؛ فإننا نتوقع على المدى القصير أن تستمر المعاملات في نطاق 1.0370-1.0760.
