ربما يتساءل الجميع عن كيفية وأسباب إغلاق سوق وول ستريت ومؤشراتها الثلاث الرئيسية الأسبوع الماضي على ارتفاع، على الرغم من انكماش الناتج الإجمالي المحلي GDP للولايات المتحدة للربع الثاني من العام الحالي 2022 بواقع -0.9%، وهو الربع الثاني على التوالي الذي يحقق فيه الناتج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة انكماش.
وبالتأكيد أننا نعلم أن الناتج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة انكمش في الربع الأول من العام الحالي بواقع -1.6%. بالإضافة إلى رفع البنك الإحتياطي الفيدرالي FED معدل الفائدة من مستوى 1.75% إلى مستوى 2.50% بواقع 0.75% في يوليو الماضي.
كخبراء اقتصاديين نعلم أنه من المسلمات في علم الاقتصاد أن رفع معدل الفائدة والركود الاقتصادي يؤثران بالسلب على أسواق الأسهم، ولكن ما حدث الأسبوع الماضي أن مؤشرات سوق وول ستريت أغلقت بإيجابية وعلى ارتفاع في المنطقة الخضراء. فكيف حدث ذلك؟ ولماذا؟
أداء مؤشرات وول ستريت الرئيسية الأسبوع الماضي:
-
مؤشر داو جونز Dow Jones أغلق على ارتفاع عند مستوى 32,845.13 نقطة بواقع 945.84 نقطة أو بنسبة 2.97% الأسبوع الماضي.
-
مؤشر ناسداك NASDAQ Composite المركب أغلق مرتفعاً عند مستوى 12,390.69 نقطة بواقع 556.58 نقطة أو بنسبة 4.70% الأسبوع الماضي.
-
مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 أغلق بإيجابية عند مستوى 4,130.29 نقطة بواقع 168.65 نقطة أو بنسبة 4.26% الأسبوع الماضي.
ربما كانت البيانات الاقتصادية والسياسة النقدية التشددية من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي كانت داعمة لهبوط سوق وول ستريت، ولكن قراءة المستثمرين والمتداولين لهذا السوق كانت أكثر شمولية وعمقاً.
رفع معدل الفائدة
يرى المستثمرون في سوق وول ستريت أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لم يكن متشدداً بدرجة كبيرة في رفع معدل الفائدة 1% كما كان متوقعاً منذ فترة، ولكن جاء قرار الفيدرالي برفع معدل الفائدة بواقع 0.75% ليصل معدل الفائدة الإجمالي إلى مستوى 2.50% وهو معدل قد يحدث تباطؤ في أنشطة الاقتصاد الأمريكي كما ذكرنا من قبل في التقرير السابق.
ولكن على ما يبدو أن المستثمرين قد رأوا أن رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة بهذا المقدار قد يكون إشارة إلى أن معدل الرفع بهذه الوتيرة سيكون مؤثرا في كبح جماح معدل التضخم الحالي عند مستوى 9.1%، والذي يعد الأعلى منذ أكثر من أربعة عقود، وفي ذات الوقت لن يؤثر كثيراً بالسلب على استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي.
الركود الاقتصادي
يرى المستثمرون في سوق وول ستريت أن انكماش الاقتصاد الأمريكي بواقع -0.9% يظهر تحسن ملموس في تعافي الإقتصاد، حيث إن هذه القراءة أفضل من سابقتها في الربع الأول من عام 2022، حيث انكمش الناتج الإجمالي المحلي بواقع -1.6%. أي أن انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني قد تقلص بنحو 0.7%.
ربما أن أحد الأدلة القوية على تعافي الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني إلى حد ما هو سوق العمل في الولايات المتحدة، حيث أضاف تقرير الوظائف في القطاع الخاص NFP الأمريكي نحو 372 وظيفة في يونيو الماضي وهي قراءة أفضل من المتوقع. كما أن معدل الطلب على السلع المعمرة قد تحسن أيضاً وفق آخر البيانات التي صدرت حديثاً لشهر يونيو وهو ما كان يعول عليه رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
جميع ما سبق هو ما أدى إلى صعود سوق وول ستريت ومؤشراتها الرئيسية خلال تداولات الأسبوع الماضي على الرغم من البيانات الاقتصادية السلبية وقرار معدل رفع الفائدة. إننا الآن على بعد دقائق من افتتاح السوق الأمريكي لتداولات الأسبوع الحالي دعونا نرى ونراقب ما سوف يحدث خلال الأسبوع الحالي.