شهد العامان الماضيان أكبر تقلبات في أسعار النفط منذ 14 عامًا، التي حيرت الأسواق والمستثمرين والمتداولين بسبب التوترات الجيوسياسية والتحول نحو الطاقة النظيفة. ففي آخر سنتين، تداول النفط بسعر رخيص وصل إلى 19 دولار للبرميل - أو أقل من الصفر وبالسلب إذا كنت تشتري خام غرب تكساس الأمريكي - وارتفع حتى وصل إلى 139 دولار.
ولم نشهد مثل هذه التقلبات الضخمة في أسعار النفط منذ الأزمة المالية في 2008، عندما انهار النفط من 150 دولار إلى أقل من 40 دولار. وكان سبب الانهيار - مثل ما يحدث الآن - المخاوف من الركود العالمي الذي أدى إلى انهيار الطلب.
ما أسباب تقلب أسعار النفط حاليًا؟
-
جائحة كورونا والإغلاقات التي جاءت معها وتبعاتها التي نعيشها الآن.
-
التحول نحو استخدام الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات المضرة.
-
نقص الاستثمار في مشاريع النفط الجديدة بسبب ارتفاع التكلفة وقلة الطلب.
-
سياسة منظمة أوبك + وتقليص الإمدادات، والآن محاولاتها في إعادة ضخ هذه الإمدادات في السوق.
-
وقبل كل شيء، عدم القدرة على التنبؤ بأفعال روسيا، ومصير النفط الروسي.
وكانت النتيجة ارتفاعًا حادًا في التضخم وسط تباطؤ الطلب وتراجع النمو الاقتصادي وتزايد مخاوف الركود.حالتان يمكنهما أن يدفعا النفط إلى ما دون 90 دولار!
قد تنخفض أسعار النفط إلى 90 دولار للبرميل إذا استمر أكبر مستهلكين للنفط في العالم، الصين والولايات المتحدة، في معاناة مع ارتفاع التضخم وانخفاض النمو.
-
فإذا استمرت الولايات المتحدة في المعاناة مع ارتفاع التضخم، الذي يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الطلب مع ارتفاع أسعار الوقود والخدمات على المستهلكين، والمخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود.
-
وإذا لم تتمكن الصين من إيجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية وعمليات الإغلاق المتكررة التي تهدد الإنتاج والنمو لديها، والذي بدوره يؤثر على الاقتصاد العالمي.
فقد ينخفض النفط إلى ما دون 90 دولار ويبقى حول هذا النطاق لفترة. إذ ستؤثر المشاكل الاقتصادية في أكبر اقتصادين في العالم على الطلب على النفط. وستظهر الآثار بالطبع على أسعار خام برنت وغرب تكساس الأمريكي.ولكن، هناك حالة قد تدعم النفط!
في الوقت نفسه، قد يجد الطلب على النفط بعض الدعم من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي القياسية، خاصة في أوروبا. إذ سيدفع هذا المستهلكين والمصانع إلى التحول إلى توليد الطاقة بالنفط للبقاء على قيد الحياة في الشتاء الصعب القادمة. الإضافة إلى إن معروض النفط لا يتوسع، بل أنه قد يواجه مشاكل الفترة المقبلة، إذ زاد الطلب على النفط في الشتاء.
فمن المتوقع أن تتصاعد مخاوف الإمدادات مع اقتراب فصل الشتاء، إذ من المقرر أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي بحظر الواردات البحرية من الخام والمنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر. كما أن الزياد المتواضعة التي أقرتها منظمة أوبك بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في سبتمبر لن تكفي الطلب المتزايد.
من الناحية الفنية، قد ينخفض خام برنت (XBRUSD) إلى 80.00، إذا اخترق ما دون 90 دولار واستقر تحت هذا المستوى.