الجميع ينادي نكون أو لا نكون
مما لا شك فيه أن العالم كله سواء كان على مستوى الدول العظمى والقادة والدول الأخرى يكون كامل تركيزهم على الجانب الاقتصادي ومن طرف آخر أيضا على الجانب السياسي وكل يخص الصراع الروسي الأوكراني، ولكن الشغل الشاغل لهذه الدول هو إيجاد الحلول لمشكلة العالم. وهو سرطان التضخم من جهة ومن جهة أخرى عدم السماح بالانتقال إلى مرحلة الركود الاقتصادي.
من خلال ما تقوم به لسياسات نقدية على مستوى البنك الفيدرالي والبنوك المركزية في العالم والتركيز على آلية رفع الفائدة في البنوك العالمية، قرار والخطة التي ستقوم بالمشي عليها اقتصاديا (بالمشاركة مع الحلفاء)، فإنه يتم من خلال تنظيم عالمي مشترك بين الدول العظمى أو دعونا نسميها الدول الأقوى اقتصاديا في العالم وإن من أهم المنظمات أو المجموعات الدولية التي تختص في الاقتصاد هي:
منظمة دول السبع والتي ترمزG7
ومنظمة دول العشرين والتي ترمز G20
إن العلاقة مرتبطة جدا بين منظمتي G7 & G20 حتى أن تم تشكيل منظمة G20 من أعضاء الG7 وان المنظمتين مرتبطتين مباشرة مع صندوق النقد الدولي!!!!
والجدير بالذكر أن المجموعتين أو المنظمتين تشتركان في المسمى والوظائف، ولكن G7 تركز على المواضيع السياسية، أما G20 تركز أكثر وبشكل أساسي على الاقتصاد العالمي، ولأن العالم كله متجه نحو التقارير والأخبار الاقتصادية المتعلقة في أرقام التضخم العالمي والركود والإنتاج النفطي، فإن العين متجه أيضا إلى هذه المنظمات الدولية التي ينتظرها العالم لتحديد الهوية الاقتصادية العالمية.
على سبيل المثال مجموع ما يمتلكه الأعضاء المنضمون إلى G20 تشكل ما يعادل 80 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، وان G7 التي أصبحت فيما بعد G8 بعد انضمام روسيا لها جميعها عضو أساسي في مجموعة G20، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي أيضا.
والجدير بالذكر أيضا أنه تم طرد روسيا من مجموعة G8 بعد ضم إقليم القرم لروسيا عام 2014.
وهناك اهتمام كبيرة وانتظار وترقب من العالم إلى مؤتمر أو ما يسمى اجتماع #جاكسون_هول الذي يعقد سنويا في شهر أغسطس ويكون برعاية البنك الفيدرالي الأمريكي. ويضم فيه رؤساء البنوك المركزية، ووزراء المالية، وأكاديميون، ومشاركون في أسواق المال واقتصاديين ومحللين وصحفيين مختصين في المجال الاقتصادي على مستوى العالم والبعض يسميه أيضا مؤتمر صناع السياسة النقدية في العالم
لو نظرنا إلى التواريخ التي انعقدت أو ستنعقد فيها هذه المؤتمرات الثلاث سوف نلاحظ التالي:
* تاريخ موعد اجتماع G7 كان ألمانيا في شهر يونيو لعام 2022
* تاريخ موعد ندوة جاكسون هول سيكون كالعادة في ولاية كنساس الأمريكية في أغسطس لعام 2022
* تاريخ موعد اجتماع G20 والذي سيكون في الرياض أكتوبر لعام 2022
إن النظر بعمق إلى هذه التواريخ وهذه الاجتماعات المتتالية التي سيكون لها تأثير كبير على طريقة ورؤية السياسية العالمية للاقتصاد ومحاربة انتشار سرطان التضخم وكبح جماحه لعدم السماح في انتشار الوباء الذي يسمى الركود، فإن عقلية وفكر وسياسة الخطاب السياسي الذي كان واضحا في اجتماع G7 في يونيو الماضي من هذا العام والنية والعزم لمحاربة روسيا بكل الطرق، خصوصا بعد طرد روسيا من مجموع G8 وطرح فكرة منع وحظر استيراد / الذهب الروسي!!! (روسيا تمتلك أكثر من خمسة مناجم لإنتاج الذهب ثلاثا منها ضمن العشرة الأوائل على مستوى العالم لإنتاج الذهب).
ولكن كما نعلم بأن هذا المؤتمر رغم أهميته الدولية هو ليس من الملزم تطبيق نتائجه أو ما ينص عليه من أخبار أو تصاريح لقادة هذه الدول، ولكن اعتبارا من نهاية هذا الشهر سنترقب ما هو الخط السياسي والاقتصادي الذي تسعى إليه الدول العظمى.
وسيكون واضحا معالمه من خلال مؤتمر جاكسون هول في نهاية شهر أغسطس القادم وانتظار خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي (بأول) في نهاية المؤتمر، ومن ثم الحدث الأهم الذي سيكون الاجتماع في الرياض والتي ستضم أقوى اقتصادات الدول في العالم.
والاستفسار الأهم هل سيكون هناك مكان لروسيا في هذا المؤتمر (G20)؟؟؟
احتمالية وتأثير عدم وجود روسيا سيكون له تأثير سلبي على الأسواق والعالم، لو فرضنا أن روسيا تم استبعادها وأن / السعودية لم تستطع الدفاع عن الحليف الاقتصادي الجديد (الروسي) من أجل نحذو الأمريكان.
سيكون السيناريو التالي:
سيقوم المؤتمر بالضغط على روسيا عقوبات جديدة وحظر ووعود .... الخ
روسيا ستقوم بالرد وستقطع الغاز عن أوروبا هنا سيقوم الشعب الأوروبي بطلب من الحكومات بالتعويض عن الغاز للتدفئة وخصوصا أننا سنكون في بداية فصل الشتاء والطاقة البديلة عن الغاز سيكون النفط.
ستقوم أمريكا وحلفاؤها بالضغط المعنوي والأخوي على السعودية على زيادة إنتاجها لعدد البراميل اليومية، مع العلم بأن ولي العهد السعودي قد أكد في آخر تصريح رسمي له في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في أن السعودية ستصل إلى أكبر طاقة إنتاجية لها وهو 13 مليون برميل يوميا ولن يكون هناك نية أو فكرة لزيادة العدد هذا.
لك أن تتخيل ارتفاع سعر برميل النفط من جهة عملية وفنية واقتصادية لصالح أمريكا وللدولار بشكل خاص لأن زيادة الإنتاج يعني بيعا كثيرا يعني طلبا على / الدولار أكثر بسبب ارتباط بيع النفط السعودي بعملة الدولار (في حال بقاء السعودية على هذا العهد).
وبالتالي بقاء الدولار في أعلى القمة، ومن جانب آخر سيكون هناك ضعف واهتزاز وزعزعة الثقة في العملات الأخرى وعلى رأسها / اليورو.
وهناك أحاديث وهمس جانبي عن نية بعض الدول الخروج من عباءة اليورو كما ظهر في الآونة الأخير إشاعات عن نية فرنسا لذلك؟؟؟
وإذا حدث ذلك سيكون هذا إيجابيا للروبل الروسي (للعودة الى تصريح بوتين ببيع الغاز بالعملة المحلية).
كل هذه التوترات ستجعل الذهب عرضة إلى التوتر وسيتجه المستثمر من جهة إلى الذهب كملاذ أمن لعدم ثقته في العملات وخصوصا اليورو ومن جهة أخرى سيكون الصراع الأقوى على النفط وعلى المناطق التي من الممكن أن يتم استكشاف أو استخراج الغاز أو النفط منها كما يحدث الآن في الصراع في المياه الإقليمية بين / لبنان والكيان الصهيوني وبين / تركيا واليونان وصراع السيطرة للمناطق التي فيها نفط في سوريا.
كل هذا لو أن روسيا لن تكون متواجدة في هذا المؤتمر العالمي.
ما هي توقعاتك لنتائج اجتماع قمة G20؟؟؟
وهل سيكون هناك تواجد روسي في هذا الاجتماع؟؟؟