بدأت أسعار النفط تداولات الأسبوع على فجوة سعرية لأعلى قبل أن تُضيف مزيد من المكاسب ليتم تداول خام فرب تكساس حالياً بالقرب من 83 دولار للبرميل وسط تكهنات بقيام مجموعة الأوبك بلس بخفض جديد للإنتاج قد يصل لمليون برميل يومياً يُعمل به بدايةً من نوفمبر القادم.
الاجتماع منتظر أن يكون في فيينا كما كان معتادا قبل أزمة كورونا ويأتي بعدما قامت المجموعة بالفعل بأول خفض لإنتاجها بواقع 100 ألف برميل يومياً في اجتماع سبتمبر بعد تحذير من احتمال القيام بذلك مع انخفاض أسعار النفط خلال شهر أغسطس الماضي من جانب وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان نظراً لأن التراجع الحادث في أسعار النفط لا يعكس عند هذه المُستويات مُعطيات السوق بعد الأزمة الأوكرانية.
وهو ما حدث بالفعل كما رأينا من خلال اجتماع سبتمبر بعدما ظلت المجموعة في رفع للإنتاج بمُعدل 400 ألف برميل يومياً منذ أغسطس 2021 مع تعافي الأداء الاقتصادي من أزمة كورونا وتحت ضغط من الجانب الأوروبي والأمريكي بعد الأزمة الأوكرانية التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن للإعلان عن الإفراج عن مليون برميل يومياً من المخزونات الأمريكية بدايةً من مايو الماضي ولمدة 6 أشهر يُنتظر الانتهاء منهم بحلول نهاية هذا الشهر -إن شاء الله- دون أي إشارة حتى الآن عن خطة جديدة بعد وصول المخزونات للمُستويات المُتدنية نسبياً الحالية مع استمرار الأزمة ونقص المعروض في القارة الأوروبية.
بينما قد يدفع الجانب الروسي مجموعة الأوبك بلس للإعلان عن أن وضع أي حد سعري لنفط أي دولة سيزيد من اضطراب الأسواق بعد قيام الدول التي تعتبرها روسيا غير صديقة في أوروبا بالتعاون مع الولايات المُتحدة بالإعلان عن وضع آلية لتحديد سقف أسعار النفط المُصدرة من روسيا التي لن يضُرها بالتأكيد خفض جديد من المجموعة نظراً للعقوبات والقيود التُجارية المفروضة عليها.
في حين تبدو المجموعة حالياً بعد انضمام روسيا لها أكثر قوة وقدرة على التحكم بالأسعار بشكل جعلها تبدو للأسواق أنها لم تعد الجانب الأضعف وأنها لن تقبل بدفع ثمن باهظ للتعافي الاقتصادي كما دفعت مرارا من قبل مع كل ركود عالمي بقبول هبوط أسعار لمُستوى ال 30 دولارا للبرميل بل وربما أدنى دون من ذلك حتى دون تكلفة إنتاج البرميل نفسها في بعض الأحيان من أجل دفع عجلة الاقتصاد والصعود بالطلب العالمي بشكل عام من أجل الاستفادة منه لاحقاً.
وهو ما شهدناه في أكثر من دورة اقتصادية لكن الوضع الآن يبدو مختلفا في ظل الأزمة الأوكرانية التي غيرت وما تزال تُغير من هيكلية السوق، بعدما دفعت الروس للقبول بخصم أسعار للتصدير في آسيا بدلاً من أوروبا التي اتجهت بدورها نحو الولايات المُتحدة والشرق الأوسط بشكل أكبر لسد احتياجاتها بل وملء مخزوناتها أيضاً من النفط والغاز الذي يُعتبر في صميم الأزمة مع حلول فصل الشتاء وتصاعُد حدة الخلاف بين الجانبين الأوروبي والروسي.
لذلك ستترقب الأسواق -بإذن الله- باهتمام كبير كل جديد قد يُنْتِج عن اجتماع المجموعة يوم الأربعاء القادم في فينا في ظل هذا الخلاف وتضارب المصالح لمعرفة توجه المجموعة في المُستقبل والرسالة التي ستوجهها للأسواق خاصةً في حال البدء من الآن وعند هذه المُستويات السعرية بالإعلان عن خفض قد يكون كبيرا نسبياً للإنتاج.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار.