لا أرباح من التداول كما يعتقد الجميع وخصوصا في هذه الفترة

المقدمة

أثناء فترة عملي في أسواق المضاربة والاستثمار وعلى مدار سنوات لاحظت اعتقاد لطالما أثار انتباهي شخصياً، ولا يمكن ان أنكر أن دخولي إلى هذا المجال كانت نتيجة لهذا الاعتقاد السائد والذي يقول بأن التداول يمكن أن يحصل لك أرباحاً أكثر من أي تجارة أخرى لكن بكل أسف هذا ليس بصحيح ولأزيدك من الشعر بيتاً أجمل بأن التداول ليس للربح المستمر.

حتى تدرك بالضبط ما المعنى الذي أصبو إليه في مقالتي علينا أن ندرك بعض أنواع التعاريف ولنأخذ جولة بأهم الأسماء التي استطاعت تحصيل ربح من التداول إن صح التعبير.

 الأرقام تتكلم

في مقال سابق لي بعنوان عملتك الخاصة ومستويات الاستثمار تطرقت إلى أنواع المستثمرين وفقاً لمستوياتهم بدءً من أدنى مستوى ألا وهو المضارب وصولاً إلى أعلى مستوى ألا وهو مؤسس الاستثمار لنرى بهذه الدراسة بأن الأرباح تكن من نصيب صانع السوق (الشخص الذي يطرح الأسهم) ثم المستثمر ثم المتداول بعيد المدى وأخيراً المضارب.

 كثيراً منا سمع عن وارن بافيت وكيف أحدث ثروة هائلة في عالم التداول إذاً لماذا أنطلق من هذا العنوان الفظ بكون لا أرباح من التداول أنا هنا صراحة لا أتكلم وإنما الإحصاء و المعلومات الأصح هي من تتكلم ولنقل لك بشكل أكثر دقة ، إن بافيت شكل ثروته من الاستثمار لا من التداول حيث عن إحصائية سابقة تعود لعام 2002 تشير إلى أن 90% من  ثروة بافيت تشكلت من الاستثمار لا المضاربة (هذا لا يعني أنه لم يكن يربح إلا أن الثروة لم تأتي من المضاربة وهذا ما صرح فيه بافيت شخصياً في كتابه المستثمر الذكي).

وأضف على ما سبق أن هناك 9 من كل 10 أشخاص تربح من الاستثمار مقارنة بالتداول الذي يقدر فيه عدد الرابحين وسطياً 3 من كل 10 ، وبالاطلاع على أشهر من دخل عالم التداول _المضاربة _ من أمثال مايكل شتاينهارت ، جو لويس ، أورس شوارنزباخ ، بول تيودور ، باعتبار أن جميعهم دون استثناء مروا بالمضاربة قبل الاستثمار ليتفقوا أن الحصة الأكبر من الربح من نصيب المستثمر لا المتداول.

 هذا لا يعني أن تفقد الأمل لكن عليك أن تدرك ماهية الأمر !

نحن هنا لا ندعوك إلى أن تفقد الأمل ، وإنما ندعوك أن تلقي نظرة إلى المجال الذي أنت فيه لا أكثر فأنا شخصيا كمحلل أميل إلى حب المضاربة رغم معرفتي اليقينية أن الاستثمار لصالح الزمن أضمن و أربح ولكن قبل بدئ الانتقال من التداول إلى الاستثمار أو ترك التداول نهائيا عليك أن تدرك بعض الأمور.

 أهم النصائح

باعتبار جدلاً أننا انطلقنا من أشهر الشخصيات و التي تكلمت عن التداول و عن الاستثمار فلابد ان نجمع لك نخبة ما تكلموا عنه بغية وصولك إلى قرار سوي قائم معايير علمية ممتزجة بالخبرة.

 1.استثمر على أساس خطة سنوية وتداول على أساس الخسارة

أي عندما تقرر أن تستثمر عليك دراسة القطاع المستهدف ( عملات رقمية ، أصول ، سندات ، ذهب ، مؤشرات ) وعندما تقرر المضاربة فضارب بما تستعد حقاً لأن تخسره دون أدنى أي مانع وهذا ما يسمى المخاطرة المسموح بها

2.استثمر دوماً وأبداً لصالح الزمن فإن خابت الخطة لا يخيب الزمن

في حال قررت الاستثمار ولنفرض مثلاً أنك اعتمدت القطاع واستطعت التوزيع الصحيح لرأس المال وقمت فعلاً بالاستناد إلى خطة استثمارية حكيمة تضمن ماليتك ومقدار التدرج إلى السوق بشكل صحيح لكن مع ذلك تذكر أن الأسواق لصالح الزمن وهذا ما أكد عليه بافيت في مقدمة العديد من كتبه

"إن الأسواق هي التي تأخذ الأموال من قليلي الصبر إلى الصابرين "

3.استثمر بالمعرفة قبل كل شيء

بكل أسف الاستثمار أيضاً ليس بالسهل ولو كان كذلك لرأيت الجميع يستثمر بنجاح دون وجود لكل هذه الكتب أساساً ، لذلك أأكد عليك دوماً بأن تستثمر بذاتك قبل فهو الأصل الذي لا يخسر ، وتذكر أن المجال لا ينتهي عند التحليل الفني حيث لطالما أكدت أن التحليل لقراءة الأسواق لا لدخول صفقة

4. ركز على العلوم التالية

سواء إذا أردت الاستثمار أم التداول وباختلاف القطاع عليك بشيء من هذه العلوم:

   1. التحليل الفني

   2. إدارة المخاطر والإحصاء

   3. التحليل المالي

   4. الجبر الخطي

   5. علم mom  وهو علم يقتضي بدراسة الأهداف الاستثمارية وعلاقتها بالمحاسبة

يتبع....

رأي المخبر الاقتصادي

في الختام عزيزي المتداول أكرر لك مجدداً أني لست بصدد أن أخبرك أن الأمر بمستحيل فهذا ليس من سياستي أساساً وإنما كل ما في الأمر أعرض عليك أن تعيد التفكير بما يتوافق مع الأرقام لتتداول بناء على أساس وتعلم أن الثروة لا تتشكل إلا من الاستثمار

المحلل: عمر الصياح

Omar Syyah:@SyyahOmar