خلال الفترة الماضية والتي سبقت الحرب الروسية الأوكرانية، يمكننا أن نتذكر بنستولوجيا قريبة من الأذهان الهوامش السعرية المنخفضة التي تداول ضمنه النفط والتي تجاهلت تماما كل تطلعات مجموعة أوبك بلس، والتي كانت تتحدث دائما عن مستويات التسعين / دولار والمائة دولار، بينما لم تفلح الأسعار في بلوغ السبعين دولار إلى ضمن طفرات مؤقتة للغاية.
وكانت على وقع تحركات خبرية مثل هجمات المسيرات الحوثية على العربية / السعودية أو مقتل قاسمي والهجوم الإيراني الصاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية شبه مهجورة، ثم ما لبث النفط أن عاد أدراجه.
ومثلت الحرب الروسية الأوكرانية فرصة متاحة للدول المنتجة للنفط لممارسة حقها في الحفاظ على تسعير جيد للنفط، وربما وفي تصرف نادر لممارسة السيادة على الموارد بشكل حاسم. ولم تتورط العربية السعودية في أي مجاملات للقيادة الأمريكية التي سعت إلى لقاء بين جو بايدن والعاهل السعودي. حيث لم يفلح بايدن في إذابة الجليد ولم يخرج منه بأي شيء لتحدد العربية السعودية توجهاتها وتدفع باتجاه خفض لإنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل مع الاستعداد لخفوضات أخرى لعلاج سوق النفط مما لحق به من تشوهات.
حاليا يمكننا أن نقول إننا نمر بمرحلة من مراحله صراع الأسعار بين إدارة أمريكية تحتاج إلى نفط رخيص وتضغط بكل قوتها في هذا الاتجاه وبين منتجين لا يجدون مبررا لتحجيم مداخيلهم مجاملة لأي دولة كانت، حتى لو كان سيد البيت الأبيض الذي يحتاج ذلك لإبقاء حزبه في السلطة.
وبين هذا وذاك يتحرك النفط ضمن نطاق عرضي مائل للصعود، إلى أين يذهب النفط وما هي أهم مناطق الشراء وأين تقع مناطق جني الربح على المدى المتوسط والطويل، هذا ما نوضحه من خلال الفيديو المرفق.