بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الدولار الأمريكي وما أدراك تلك العملة والتي تعبر عن المحرك الرئيسي للأسواق وأغلب الأصول من:
أسواق السندات
الأسهم
العملات الأجنبية والرقمية
السلع والمعادن الثمينة
المؤثر الأكبر:
إن المؤثر الأكبر علي حركة الدولار الأمريكي هو صدور بيانات أسعار المستهلكين CPI الذي صدر الخميس الماضي، حيث صدر المؤشر عند 7.7 % بأقل من التوقعات التي كان يتوقع الاقتصاديون أن تكون القراءة عند % 8.0 يعني تباطؤ واضح للتضخم الأمريكي للشهر الرابع علي التوالي، حيث صدر البيان بأقل من القراءة السابقة أيضاً 8.2 %.
إذاً هذا رابع تراجع نشهده على الإطلاق لمعدلات التضخم الأمريكية.
ولكن
لو نظرنا لتفاصيل هذه الأرقام التضخم الأساسي Core CPI على أساسي سنوي الذي سجل 6.3 % وهو دون التوقعات، هذه التراجعات أتت فعليا من خلال 3 عناصر أساسية تراجع في:
- تراجع في أسعار السيارات والشاحنات وخصوصا المستعملة
- تراجع في أسعار الرعاية الطبية
- تراجع في أسعار الألبسة
ولكن:
ما يشكل حوالي 50 % من مؤشر أسعار المستهلكين cpi هو إيجارات المنازل والتي لا زالت ترتفع وشاهدنا فعليا أعلى ارتفاع بالنسبة للإيجارات منذ 1995، لذلك على الرغم من إيجابية معدلات التضخم إلا أن لا زال لدينا عناصر ضمن عناصر CPI لازالت مرتفعة.
سعر التعادل للتضخم:
بالنسبة لسعر التعادل للتضخم خلال الفترات القادمة وما يسعره سوق السندات تري بأن معدلات التضخم لأجل 5 سنوات ستكون بالقرب من 2.6 % وعلي أساس 10سنوات قد تكون بحدود 2.4 % هذا ارتفاع طفيف نشهده من سبتمبر، وقد يكون هذا نتيجة توقعات السوق بأن الفيدرالي من الممكن أن يشدد السياسة النقدية ولكن بوتيرة أبطأ لتخفيف معدلات التضخم علي المدى المتوسط والطويل.
هذه الأرقام لا شك أنها إيجابية ولكن علي الأسواق عليها أن تنظر إلى بيانات مؤشر مشيغان لتوقعاتك المستهلك، وخصوصا الأرقام المتعلقة في التضخم والتي جاءت دون التوقعات لأن الفيدرالي ما يهمه ما يفكر به المستهلك ومدى ثقة المستهلك بالاقتصاد الأمريكي.
حيث المعدلات التي يتوقعها المستهلك للتضخم خلال 5 سنوات ارتفعت إلى 2.9 %.
الدولار الأمريكي وارتداد وهمي؟
أسقط علينا السوق اليوم تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي "كريستوفر والر" الأمر الذي أربك في السوق قليلا، حيث صرح " بأن الأسواق المالية بالغت في رد فعلها تجاه بيانات تضخم لشهر أكتوبر، والتي جاءت أضعف من المتوقع الأسبوع الماضي".
وقال والر من بنك الاحتياطي الفيدرالي إن: "أمامنا طريق طويل نقطعه فيما يتعلق برفع الفائدة".
وشدد محافظ الاحتياطي الفيدرالي على أن أسعار الفائدة يجب أن ترتفع، وأن تظل مرتفعة، بينما وصف مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر بأنه مجرد "نقطة بيانات واحدة".
وربما تلك التصريحات تتفق مع التحليل الفني في ذكرنا تلك التصريحات ساعدت على تحقق رؤيتنا الفنية في أن الارتداد الحالي للدولار ارتداد وهمي، وتعتبر تصحيحا للاتجاه الهابط التي نتوقعه أن يستمر إلى مستويات 103.315 لذلك المتوقع ارتداد الدولار إلى مستويات تقريبا 109.613 قبل مواصلة هبوطه إلي مستويات 103.315.
لذلك كن مستعدا لاقتناص صفقاتك ببيع الدولار خلال الفترة المتوسطة -إن شاء الله- تعالى.
أسواق الأسهم تشهد أفضل أداء منذ عام 2020 لمؤشرات الأسهم الأمريكية لذلك يلح علينا السؤال الأبرز... هل سوق الصاعد سيستمر؟ هل ستعود الدماء لشرايين الأسواق المالية؟ هل ستعود شهية المخاطر للأسواق؟
أنتظر آراءكم بخصوص تلك الأسئلة وهل تستطيعون أن تجيبوا عليها بوضوح بعد قراءة تقريري.
أشكركم لاهتمامكم
مع تحيات
د. محمد الغباري