شهدنا يوم الثلاثاء الماضي تصريحات بنك اليابان التي أثرت على الأسواق بشكل مباشر وواضح، والسبب الرئيسي في تأثيرها الكبير هو عامل المفاجأة.
حيث أن الأسواق عادة ما تبدأ في تسعير نفسها مع خطوات البنوك المركزية بالتدريج.
إلا أن المركزي الياباني لم يكن المستثمرون يتوقعون هذه الخطوة المفاجأة.
حيث شهدنا تصريحات بزيادة شراء سندات الحكومة اليابانية من قبل بنك اليابان، وتصريحات أخرى حول التحكم أو ما يعني التدخل المباشر في منحنى العائد على السندات.
الأسواق قامت برد فعل يشابه رد فعلها على رفع أسعار الفائدة، وعلى الرغم من تأكيد كورودا [محافظ بنك اليابان] أن قرار المركزي الياباني هو ليس رفع لأسعار الفائدة، إلا أن الأسعار تجاهلت هذه العبارة وتعاملت مع الأمر على أنه تشديد نقدي. وعلى الرغم من تأكيد محافظ بنك اليابان أيضا في مؤتمره الصحفي على استمرار قوّة دعم الاقتصاد الياباني، واستمرار التسهيل النقدي، إلا أن الأسواق أيضا لم تهتم، واستمرت في رد فعل حاد جدا في اتجاه قوّة للين الياباني أمام العملات الرئيسية.
من الرسومات البيانية أعلاه يمكن ملاحظة أن أداء الين مقابل العملات الرئيسية كان متساويا تقريبا من حيث النسبة المئوية التي بلغت 5% تقريبا هبوطا ما بين قمّة وقاع يوم الثلاثاء.أي أن رد فعل الأسواق لم يكن مختلفا أو متفاوتا بل كان من الواضح أن رد الفعل متعلق بالين الياباني دون النظر إلى العملة الأخرى في أزواج الين.
كيف تفاعل الذهب؟
- رد فعل الذهب الأولي كان محدودا بنسبة 0.5% تقريبا فقط في شمعة الساعة عند صدور التصريحات.
- لكن كان للأسواق الأمريكية رأي آخر حيث شهدنا ارتفاعا بأكثر من 1.2% منذ افتتاح السوق الأمريكي وصولا لقمة الأسعار يوم الثلاثاء.
- ومن ثم استقرت الأسعار في مجال عرضي منذ ذلك الحين وحتى الآن.
الذهب فنيا وأساسيا:
· اختبرت الأسعار مستوى 1824 على ثلاث مرات [مرتين يوم صدور بيانات التضخم الأمريكي ومرة ثالثة بالأمس].
· حتى الآن الإشارات الفنية تميل نحو عودة السلبية للأسعار.
· كما أن الاختبارات الثلاث أيضا تدعم هذا الأمر بتأكيد السلبية شريطة أن لا تخترق الأسعار هذا المستوى وتستقر أعلاه، لأن هذا يعني أن الأسعار سوف تسعى لتحقيق قمة جديدة بالقرب من مستوى 1841.
· الناتج الإجمالي المحلي للاقتصاد الأمريكي يصدر اليوم عند الساعة 17:30 بتوقيت الإمارات، ومن المتوقع استقرار النسبة عند مستويات القراءة السابقة دون تغيير، وهو ما يعني إيجابية للدولار.
· تتأثر الأسواق أيضا شيئا فشيئا باقتراب نهاية العام، وهو ما يعني نقص في السيولة بسبب عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
· هذا النقص في السيولة هو سلاح ذو حدّين، فهو من جهة يعني ضعف السيولة وأحجام صفقات التداول مما يعني مجالات سعرية عرضية نوعا ما، ومن جهة أخرى يعني أن تأثير بعض الصفقات إن حدثت من كبار البنوك وصناع السوق قد يكون تأثيرها مضاعفا عن الحالة الطبيعية.
· المستويات السعرية الرئيسية التي يجب متابعتها بالنسبة لأسعار الذهب هي: 1810 | 1824 | 1841
· كسر واستقرار أدنى من مستوى 1810 يعني سيطرة أكبر للسلبية وانتهاء تأثير المركزي الياباني على أسعار بالنسبة لكبار المتداولين.
يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.