في لقاء صحفي في بداية سنة 2023 مع جيف بيزوس وهو المدير التنفيذي لشركة السلع الشهيرة أمازون، مصرحاً فيه تصريحاً قد يبدو الأكثر غرابة للبعض وقد تبدو نصيحة عابرة للبعض الآخر.
صرح بيزوس في اللقاء وبالحرف أنه بحال أردت شراء شيء في هذه الفترة فكر مرتين قبل الشراء فهذه الفترة تحتاج إلى توافر سيولة فنحن مقدمون على فترة مظلمة وسيئة، هذه الأنواع من التصريحات قد تبدو للبعض نصيحة مالية لا أكثر ان عليك أن تدخر أموالك في ظل سوق قد يشهد ركوداً غير مسبوق إلا أن ما أراه أنا كمحلل اقتصادي مختلف تماماً.
عندما تسمع تصريح من شخص من المفترض أن يشجعك على الشراء وذلك ليزيد مبيعاته السنوية بالعكس تماماً فأعلم أن الأمور سيئة وسيئة جداً.
مرابطة من نوع آخر
الركود بأبسط تعريف له انحسار السيولة وبتعريفه العلمي بالأسواق هو التداول العرضي، ودلائل حدوثه هي تداول عرضي لفترة لا تقل عن أربع أشهر ثم صعود غير مسبوق استعداداً للهبوط ثم اكمال دورة التداول العرضي، يرافقها طبعاً ارتفاع بمستويات التضخم، انخفاض بمستويات التقلب.
ارفقت في مقال سابق لي بعنوان الطمع يرتفع في الأسواق وأنصح بقراءته بشدة بعض المرابطات التي تشير أننا مقدمون على فترة لا تعد جيدة ولا بأي شكل من الأشكال.
هل هي النهاية إذا؟
هي ليست النهاية طبعاً لطالما أكد لنا كبار المحللين وكبار المدرسين في أكاديمية هذا المجال أن الاستثمار الناجح لا يكون إلا من نصيب من رابط الأحداث وعرف حق اليقين ما الذي يحدث حتى يستغل الأمر لصالحه، في حال كنت تجهل ما الذي يحدث أو قد يحدث فعندها يقيناً لن تجيد التصرف في هذه الفترة .
لذلك وخصوصاً بما نحن مقدمون عليه، عليك أن تتذكر أن قاعدتك الذهبية ألا وهي رابط الأحداث جيداً، ووزع سيولتك بناء على تلك الأحداث.
أفضل أنواع الاستثمار
يبقى السؤال الذي يحير الجميع وبعيداً عن أي تعقيد ما هو الاستثمار الأمثل في تلك الظروف.
في الحقيقة لست في صدد أن أخبرك علناً أن الاستثمار الأمثل هو من نوع معين فهذا بشكل ما يعد تحيزاً وغير مقنع أيضاً لذلك سأذكر لك ما أفادت به الدراسات مع القواعد التي لا بد أتباعها وأنت عليك الاختيار.
علماً أنه لا يمكنني أن أجد طريقة لطيفة لأخبرك بها إن أدنى أنواع الاستثمار هي أن تشتري شيئاً لتبيعه بسعر أعلى في وقت لاحق، لذلك عليك أن تفكر بمستوى مختلف تماماً.
مختلف الأسواق
يجتمع هنا من يهتم بالاستثمار بالعملات الرقمية، الأسهم، الذهب والتداول وربما قد نجد رواد أعمال ذو اطلاع على الأسواق لتتخذ قرارها الأمثل وعلى هذا نقول.
التداول
التداول في ظل وجود ركود يعد أسوأ الخيارات كون انخفاض مؤشرات التقلب الذي ذكرت في مقال سابق تعني انخفاض احترام التحليل الفني للأسواق ولكن إن كنت تعتمد على التداول وهذا ليس بالخيار الجيد ففكر أن تتداول في نطاق زمني أصغر مرتين من الذي تتداول عليه وابتعد عن الذهب والمؤشرات الثانوية في هذه الفترة.
الاستثمار
الاستثمار في ظل ركود متوقع يعد خيار شبه جيد إذا استثمرت بناء على التوزيع القائم على توزيع الأصل ( أي توزع استثماراتك وفقاً للقيمة والسلعة) لكن إذا أردت زيادة جودة الاستثمار ركز على استثمارات القائمة على القيمة والتوزيع القائم على الزمن أي بظل بوجود تضخم لاحق للركود تعني أنه عليك أن تحافظ على رأس المال ولهذا استثمر بالقيمة لا بالسعر وبظل وجود تحيز رهيب للوقت المتوقع فيه الصعود عليك أن توزع فترات الدخول وفقاً للقواعد التي ذكرت في مقالات سابقة
(أهمها قاعدة ربط الزمن بنقاط الدخول وذكرتها في مقال بعنوان قاعدتين لا تنساهما أبداً عن الاستثمار)
المشاريع
إذا كنت تفكر في تأسيس مشروع في ظل هذه الفترة فأنت حقيقة تفكر على مستوى مختلف تماماً حيث هذه الفترة تنخفض فيها الأجور، وتنخفض فيها الفوائد إضافة إلى كونها فترة مثالية للتأسيس بحال كنت تفكر على المدى البعيد لا القريب .
أهم ما عليك أن تتذكره
وتذكر بجميع الحالات السابقة أن ما يجعلك تستمر إلى أبعد نقطة ليس السيولة الضخمة وإنما التحكم الصحيح بالسيولة فكم من مستثمر أساء استخدام السيولة فساء استثماره إلى خراب وإليك أهم القواعد
1. حافظ على سيولة متدفقة لديك مهما كانت ضئيلة .
2. استثمر في القيمة لا في السعر .
3. وزع مناطق الدخول وفقاً لقاعد لا وفقاً للهوى .
4. لا تعتمد على المنطق فقد لا ينفع في الركود حيث تتجلى القرارات العاطفية للغالبية لذلك اعتمد على أسوأ النتائج.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ أذكرك بأن مورجان هوسل في كتابه سيكولوجية المال أفتتح قسم الاستثمار بعبارة لطالما فكرت فيها ألا وهي أن الاستثمار مجرد أن تتبع القواعد وتصمت لا أكثر وحينما لا تتبع القواعد لا تتوقع من الصبر الذي تتكبده من جراء الصمت أن يفيدك .
المحلل: عمر الصياح
Twitter: @SyyahOmar