من المتوقع أن يشهد السوق بعض التقلبات هذا الأسبوع! من المتوقع وعلى صعيد واسع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة بنسبة أقل من المعدلات السابقة حيث بدأ التضخم يتراجع بوضوح، الأمر الذي سيوجه كامل التركيز نحو تعليق باول وما سيشير إليه في المؤتمر الصحفي. في غضون ذلك، يتوقع السوق أن المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا قد يعتمدان زيادات في معدلات الفائدة أكبر من تلك التي قد يعتمدها الاحتياطي الفيدرالي، وسينتهي الأسبوع بإصدار أحدث تقرير لوظائف القطاع غير الزراعي بالولايات المتحدة. علاوة على ذلك، سيكون موسم أرباح الشركات في قمة نشاطه هذا الأسبوع حيث ستعلن بعض شركات التكنولوجيا العملاقة وغيرها من الشركات البارزة عن نتائجها ربع السنوية.
الاحتياطي الفيدرالي يوشك على رفع الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس
لقد شهد الدولار الأمريكي العديد من الضغوط خلال الأشهر القليلة الماضية. فلا شك أن العملة الاحتياطية العالمية فقدت الكثير من قوتها في الوقت الذي يدعم فيه تباطؤ التضخم المستمر وجهة النظر التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي على وشك إنهاء دورة التشديد النقدي الخاصة به.
ومن أهم مشكلات الدولار أيضًا هي أن وزارة الخزانة الأمريكية قد أبطلت مفعول برنامج التشديد الكمي الذي يعتمده الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا. فقد كانت تستخدم وزارة الخزانة احتياطيها النقدي لدى الاحتياطي الفيدرالي بهدف مواجهة أزمة سقف الديون، مما أدى إلى ضخ السيولة مرة أخرى في الأسواق. وهذه الديناميكية ساعدت الأسهم وبعض أصول المخاطر الأخرى على الارتفاع، لكنها بالطبع أثرت سلبًا على الدولار.
وبظل اقتراب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، يبدو أن باول وزملاؤه من صناع السياسة النقدية سيشهدون بعض الإشارات المتباينة بشأن الاقتصاد. فصحيح أن الضغوط التضخمية بدأت تتراجع أخيرًا، لكن هذا يحدث غالبًا بسبب تراجع الطلب الاستهلاكي كما أن النمو الاقتصادي بدأ يتدهور.
والأهم من ذلك أن سوق العمل لا يزال قويًا للغاية. والقلق يسيطر على صانعي السياسة بشأن احتمال ارتفاع التضخم مجددًا، فحتى لو هدأ التضخم، فقد يرتفع مجددًا في أي وقت إذا بقي سوق العمل قويًا للغاية. لذلك، قد يلتزم الاحتياطي الفيدرالي بسياسته النقدية المتشددة حتى يظهر تأثير هذه السياسة على أرقام التوظيف.
والجدير بالذكر أن هناك إجماع على توجه الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس. ونظرًا لأن هذه الخطوة متوقعة بشكل كبير، فإن ردة فعل الدولار ستعتمد في الغالب على تعليقات وتوجيهات باول خلال مؤتمره الصحفي. وبما أن سوق العمل ما زال صلب ويصعّد خطر أن يشهد التضخم جولة أخرى من الارتفاع، لهجة متشددة من باول وأي تذكير منه بأن معركة الفيدرالي ضد التضخم لم تنته بعد ممكن أن تدعم الدولار.
وبما أنه عادةً ما يتخذ الاحتياطي الفيدرالي قراراته بناءً على البيانات الاقتصادية، قد يكون تقرير التوظيف الصادر يوم الجمعة أكثر أهمية من هذا الاجتماع. يتوقع الاقتصاديون تقريرًا قويًا آخر، حيث من المتوقع أن تأتي وظائف القطاع غير الزراعي عند 175 ألف في يناير. مع ذلك، تشير استطلاعات الأعمال الصادرة عن مؤسسة ستاندرد أند بورز جلوبال إلى توقعات سلبية، وتحذّر من أن نمو الوظائف قد يكون وصل إلى ذروته. رغم هذه الاستطلاعات المتشائمة، فمن السابق لأوانه أن يظهر أي ضعف حقيقي في أرقام البيانات هذه، لأن طلبات إعانات البطالة لا تزال منخفضة بشكل استثنائي وعمليات تسريح الموظفين التي أعلنت عنها الشركات في الأسابيع الماضية لم تنعكس بعد على بيانات سوق العمل.
أيضاً سيصدر استطلاع القطاع غير الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريد لشهر يناير يوم الجمعة بعد نشر أرقام الوظائف، ويمكن أن يكون مهمًا بالنسبة للاقتصاد.