سجل الدولار ارتفاع قوي بعد بيانات سوق العمل الأمريكية التي جاءت أفضل بكثير من التوقعات بإضافة القطاع غير الزراعي 517 ألف وظيفة مقابل التوقعات عند 193 ألف وظيفة بالإضافة إلى تراجع البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 1969 وارتفاع الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري كالمتوقع، الأمر الذي جعل الأسواق تتوقع أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار في رفع الفائدة حتى منتصف العام الجاري وبالتالي سجل الدولار الأمريكي مكاسب قوية بينما تخلى الذهب عن مكاسبه.
ولكن هل هبوط الذهب الحالي هو إشارة لبداية اتجاه هابط؟
خسائر الذهب جاءت من قوة البيانات ومكاسب الدولار ولكن إذا نظرنا إلى احتمالات رفع الفائدة سنلاحظ أنها أصبحت تنقسم بين احتمالات التثبيت ورفع الفائدة ب 25 نقطة أساس مما يعني أننا على أعتاب إنهاء وتيرة التشديد النقدي في غضون شهور.
وفي نفس الوقت لا تزال معدلات التضخم قرب 6% على أساس سنوي، وهي أعلى بكثير من هدف الفيدرالي الأمريكي عند 2%.
ومما يبدو من البيانات الاقتصادية أن الاقتصاد الأمريكي سيستطيع تجنب الوقوع في حالة من الركود وأن ما سنشهده هذا العام هو نمو ضعيف ضمن مراحل ال Soft Landing هو الهبوط الناعم للاقتصاد.
وبالتالي لم يستفد الذهب من عمليات الشراء القوية التي كانت تستند على توقعات الركود هذا العام.
ولكن من المبكر جدًا القول بأن الاتجاه العام الصاعد للذهب قد انتهى، حيث لا يزال هناك متسع من الوقت للبيانات الاقتصادية لإثبات ذلك.
لأن إنهاء وتيرة التشديد النقدي واستقرار معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة ستدعم ارتفاع الذهب مرة أخرى ولا تزال المؤسسات والبنوك المركزية وصناديق المؤشرات والأفراد تزيد من حيازتها من الذهب.
ولذلك أتوقع أن تكون خسائر الذهب مؤقتة وأن التراجعات الحالية هي فرصة للشراء على المدى الطويل.
ما هي المستويات الفنية الهامة للذهب؟
يلاحظ أن الذهب قد كسر القناة السعرية الصاعدة على الإطار الزمني 4 ساعات وصولًا إلى المستوى 1860 دولار للأونصة، وعلى المدى القصير قد يتم إعادة اختبار القناة السعرية المكسورة والهبوط مرة أخرى للمستوى 1860$ وذلك في حال فشل الذهب في العودة مرة أخرى أعلى المستوى 1900$.
لأن عودة الذهب مرة أخرى أعلى 1900$ سيعني أن الكسر الحالي كسر كاذب وأن رحلة الصعود بدأت من جديد، مما سيدعم الشراء بوقف خسارة عند المستوى 1855 وأهداف تصل إلى 1950 و 2000 دولار للأونصة.
على الجانب الآخر، في حال كسر المستوى 1860 فمن المتوقع مواصلة الهبوط التصحيحي إلى المستوى 1835$.
