تحدثت في المقالات السابقة عن أن التضخم لا يزال على صفيح ساخن، وأن مخاوف الفيدرالي من عودة التضخم تبدو مبررة ومنطقية.
صدرت البيانات المهمة للفيدرالي يوم الجمعة الماضي [مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي] لتظهر ارتفاعا عن القراءة التقديرية بشكل واضح ... ليس هذا فقط بل ارتفعت أيضا عن القراءة السابقة.
هذا الارتفاع أتى بشكل مفاجئ للبيانات التي تقيس التضخم بشكل مفصل ومركز بحسب سلوكيات المستهلكين ... مما يعني فعليا أن المستهلك الأمريكي لا يزال يعاني فعليا من التضخم.
في تفاصيل التضخم الرسمية التي صدرت يوم الجمعة
من الواضح أن هناك قفزات كبيرة في السلع بشكل عام سواء المعمّرة أو غير المعمّرة منها.
حيث أن السلع المعمرة ارتفعت عن قراءة الشهر السابق ب 0.5
والسلع غير المعمرة كانت القفزة والارتفاع بشكل أكبر وصل إلى 1.5
ما ذكر أعلاه يعتبر ارتفاعا كبيرا، ويحتل المركز الأول في الارتفاعات منذ بداية عام 2022 لغاية الآن. أنت تتسائل عزيزي القارئ عن تفاصيل توضّح تأثير هذا الأمر على المستهلك الأمريكي ... حسنا إليك بعضا من هذه الأمثلة:
حيث من الواضح أن سعر البيض على سبيل المثال ارتفع ب 70% خلال شهر يناير ... أي أنك على سبيل المثال إذا كنت تشتري البيضة كمستهلك ب 1 دولار في شهر ديسمبر فإن هذه البيضة أصبح سعرها 1.7 دولار خلال شهر واحد!!!
وبينما انخفضت أسعار اللحوم بشكل عام، نلاحظ أن أسعار السمك والمأكولات البحرية ارتفعت، بينما أسعار الدجاج ارتفعت بشكل أكبر.
هذا يفسّر ويوضّح لماذا يعتبر [مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي] مهما للفيدرالي، لأنه يركّز تسليط الضوء على التفاصيل.
وبالعودة للبيانات الرسمية .. المفاجأة الأكبر كانت بارتفاع أسعار الطاقة وخدماتها .. فعلى الرغم من انخفاض الأسعار العالمية للطاقة ونخض بالذكر منها النفط والغاز .. إلا أن الأسعار قفزت بحسب البيانات الرسمية ب 5.6 عن قراءة شهر ديسمبر .. والتساؤل المهم جدا في هذه الحالة كيف سيكون ارتفاع التضخم إذا عادت أسعار الطاقة العالمية للارتفاع؟!
وتأكيدا على البيانات الرسمية ... شاهد عزيزي القارئ ارتفاع الأسعار في شهر يناير لقطاع الطاقة
بعد كل ما ذكر أعلاه ... صدرت دراسة ل 5 من كبار الاقتصاديين في وول ستريت نشرت يوم الجمعة [مكونة من 55 صفحة] تناولت أهم النقاط التالية:
1- يجب على الفيدرالي إلحاق بعض الألم في الاقتصاد للسيطرة على الأسعار
2- هدف التضخم عند 2% بحلول نهاية 2025
3- لا يمكن الوصول لهدف التضخم دون ركود معتدل على أقل تقدير
4- في محاكاة للتنبؤ بالمسار المحتمل لأسعار الفائدة من قبل نماذج الكومبيوتر كانت النتيجة أن أسعار الفائدة ستبلغ ذروتها عند 5.6% أو 6.0% أو 6.5%
5- يجب أن يصل الفيدرالي بذروة أسعار الفائدة في النصف الثاني من 2023
6- صناع السياسة لديهم نظرة مفرطة في التفاؤل حول التضخم، لكن تسارع التضخم في يناير يجب أن يغيّر المعادلة.
بينما "جانيت يلين" وزيرة الخزانة الأمريكية علقت قائلة أنها لاتزال تعتقد بقدرة الاقتصاد الأمريكي على تجاوز التضخم دون الركود، وأكّدت في تعليقها أنها لا تتفق مع هذه الدراسة، وليس بالضرورة أن تكون الدراسات صحيحة بشكل عام.
والآن السؤال لك عزيزي القارئ ... هل تتفق مع دراسة اقتصاديي وول ستريت أم أنك تتفق مع جانيت يلين؟
إجابتك على هذا السؤال تحدد وجهة نظرك بشكل عام في الأسواق على الأقل للمدى القريب.
والسؤال الآخر الذي يجب أن تجيب عليه أيضا عزيزي القارئ .. إذا كنت من المراهنين على رفع أسعار الفائدة للاجتماع القادم في 22/03/2023 هل سوف تراهن على 25 نقطة أساس وتنضم مع 73% من الرهانات، أم أنك سوف تراهن مع الأقلية التي تمثل 27% والتي تراهن على 50 نقطة أساس للاجتماع القادم؟
بيانات مهمة أيضا خلال هذا الأسبوع:
· الإثنين: أمريكا - بيانات السلع المعمرة.
· الثلاثاء: أمريكا – البيانات الرسمية لمؤشر ثقة المستهلك.
· الأربعاء: الصين – مؤشر مديري المشتريات [الصناعي، غير الصناعي، المركب].
· الأربعاء: أمريكا - مؤشر مديري المشتريات الصناعي.
· الخميس: منطقة اليورو – مؤشر أسعار المستهلكين في نسخته الأولية.
· الخميس: منطقة اليورو – نشرة اجتماع البنك المركزي الأوروبي [التي تشابه محضر الفيدرالي الخاص بأمريكا].
· الجمعة: أمريكا – مؤشر مديري المشتريات في القطاع غير الصناعي.
أي أن البيانات لهذا الأسبوع تعتبر مؤثرة والأهم أنها متنوعة التفاصيل وقد تحدث فعلا تأثيرات مباشرة في أداء الأسواق والأسعار.
داو جونز:
في التحليل الأسبوعي السابق كانت النظرة الفنية كالتالي قبل بداية تداولات الأسبوع السابق
وهكذا كانت حركة الأسعار خلال الأسبوع السابق
حيث هبطت الأسعار بأكثر من 1000 نقطة ... والتزمت بمسارها السلبي المتوقع لها.
أما لهذا الأسبوع
السلبية لاتزال حاضرة ومستمرة بشكل عام بالنسبة لمؤشر داو جونز لغاية الآن في العديد من الإطارات الزمنية ... إلا إن كان للبيانات رأي آخر في إحداث المفاجآت.
أما بالنسبة للذهب وبقية التحليلات الأسبوعية يمكنكم مشاهدتها من خلال رابط الفيديو أدناه.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي في تويتر
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.