تراجعت أسعار الذهب بقوة بأكثر من 2% على مدار أمس بعد تصريحات جيروم باول محافظ الفيدرالي الأمريكي اليوم والتي أشار فيها إلى أن خيار تسريع وتيرة رفع الفائدة مطروح على الطاولة وأن سقف معدل الفائدة قد يكون أعلى من التوقعات السابقة.
تشير تلك التصريحات إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى رفع الفائدة مرة أخرى بمقدار 0.50% يوم 22 مارس المقبل ليصبح معدل الفائدة 5.25% وذلك على عكس توجهات الفيدرالي الأمريكي السابقة بإبطاء وتيرة رفع الفائدة منذ ديسمبر الماضي.
يرجع ذلك إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة وعلى رأسها بيانات سوق العمل وبيانات التضخم قد جاءت أعلى من التوقعات وهذا ما لا يفضله الفيدرالي الأمريكي الذي يأمل في تقليل الطلب وتباطؤ معدلات التضخم بأكثر من الوتيرة الحالية.
كما ارتفعت احتمالية رفع الفائدة بمقدار 0.50% بعد تصريحات بأول من النسبة 25% إلى 66% الأمر الذي زاد من الضغوط البيعية على الذهب الذي تربطه علاقة عكسية بمعدل الفائدة وقيمة الدولار الأمريكي.
يجري تداول الذهب حاليًا قرابة المستوى 1813 مقابل أعلى مستوى له على مدار الأسبوع عند 1858.33 دولار، ومن المتوقع أن يسجل المزيد من التراجع لاختبار مستوى الدعم القادم عند 1800/1805 والذي يعد حاجز نفسي قوي جدًا يتحدد كسره أو الارتداد منه بناء على البيانات الاقتصادية القادمة.
أولها بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الجمعة، وتشير التوقعات إلى إضافة 224 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، في حال جاءت بيانات التوظيف والأجور أعلى من توقعات الأسواق فسوف يواصل الذهب تراجعه وقد تستقر التداولات أسفل المستوى 1800 في حال جاءت بيانات التضخم المقرر صدورها يوم 14 مارس أعلى من التوقعات والتي ستعني أن الذهب قد يصل إلى مستوى الدعم التالي 1785 دولار.
من ناحية أخرى، صعود الذهب سيكون مرهون فقط بمجئ بيانات سوق العمل والتضخم أقل من توقعات الأسواق وحفاظه على التداول أعلى مستوى الدعم 1800 دولار.