ارتفعت أسعار الذهب بقوة إلى المستوى 1865 دولار للأونصة بعد مجئ بيانات سوق العمل الأمريكية أسوأ من التوقعات، فقد سجل متوسط الأجور في الساعة ارتفاعًا بنسبة 4.6% على أساس سنوي بأقل من المتوقع كما ارتفعت معدلات البطالة بنسبة 0.2% إلى 3.6% وقد خيمت السلبية على الأسواق بالرغم من إضافة وظائف بالقطاع غير الزراعي وظائف بأعلى من المتوقع عند 265 ألف وظيفة.
وذلك لأن ارتفاع البطالة وضعف ارتفاع الأجور تعد إشارة مبكرة بأن يكون الفيدرالي أقل حذرًا في إرسال إشارات تشديدية قوية للأسواق خلال اجتماعه يوم 22 مارس المقبل، لأن سلبية البيانات في الوقت الحالي تعد أمرًا إيجابيًا للفيدرالي الذي يأمل أن يؤدي ضعف النمو الاقتصادي وسوق العمل إلى تباطؤ وتيرة ارتفاع التضخم والذي يعد الشغل الشاغل لصناع القرار في الوقت الحالي.
إذا كيف أثرت البيانات على توقعات معدل رفع الفائدة؟
لا تزال احتمالات رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هي الأقوى، بفارق 7% عن احتمالات رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ويعد تقلص الفارق بين احتمالات رفع الفائدة هو السبب الرئيسي في تراجع الدولار وارتفاع الذهب، حيث كان الفارق قبل صدور البيانات حوالي 20%.
ولكن لا تتسرعوا بالحكم على معدل رفع الفائدة المتوقع، فلا يزال هناك حدث لم يصدر بعد وهي بيانات التضخم والمقرر صدورها يوم 14 مارس المقبل في الساعة 12:30 م بتوقيت جرينتش وتشير التوقعات إلى تباطؤ وتيرة ارتفاع التضخم من 6.4% إلى 6% خلال شهر فبراير وفي حال جاءت القراءة أقل من المتوقع فسوف يواصل الذهب ارتفاعه إلى المستوى 1875 ويليه مستوى المقاومة التالي 1900.
على الجانب الآخر، في حال جاءت البيانات أعلى من المتوقع فسوف تزداد احتمالات رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مع رفع توقعات سقف معدلات الفائدة، الأمر الذي سيؤدي تخلي الذهب عن مكاسبه مرة أخرى والعودة إلى النطاق 1810/1850.
من الناحية الفنية، نلاحظ تكون نموذج قاع مزدوج على الإطار الزمني الساعة دعم ارتفاع أسعار الذهب بعد كسر خط العنق قرابة المستوى 1825 كما ظهر فيما بعد قبل ظهور البيانات نموذج مثلث متماثل دعم استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير بعد اختراق المستوى 1835 وفي الوقت الحالي نراقب مستوى المقاومة 1870 والذي في حال الفشل في اختراقه فسوف يدفع ذلك الذهب إلى تصحيح هابط قد يمتد إلى المستوى 1840 دولار على المدى القصير.