"ما بين أسعار الذهب والتقلبات الاقتصادية العالمية من منهم يتحكم في الآخر وكيف ينعكس هذا الوضع على الاقتصاد المصري"
وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.48% ليسجل 1877.25 دولار للأوقية، وهو المستوى الأعلى في أكثر من خمسة أسابيع، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل بنسبة 0.67% عند 1879.80 دولار للأوقية. جاء هذا الارتفاع بدعم من تراجع عائدات السندات الامريكية بالإضافة الأسواق المالية بوجه عام كل هذا في وسط مخاوف بشأن القطاع المصرفي مما أثار موجة من الاستثمار في الذهب بحثا عن ملاذ آمن، بالإضافة إلى التأثير بشأن ما تداول بشأن بنك سيليكون فالي الأميركي الأسواق العالمية وأثرت على أسهم البنوك مما زاد الاهتمام بالذهب الذي ينظر إليه عالميا عادة باعتباره ملاذ آمن للاحتفاظ بالقيمة في وسط عدم الاستقرار العالمى .
تحركات أسعار الذهب:
تؤثر حالة عدم الاستقرار العالمية التي تعانى منها اقتصاديات العالم فى زيادة حجم الطلب مع انخفاض المعروض ونقص سلاسل الامداد الى ارتفاع مستويات الذهب في نفس وقت ارتفاع أسعار الدولار....
و السؤال الهام هنا كيف تنعكس التقلبات الاقتصاد العالمي على أسعار الذهب في مصر
من المتعارف عليه في الظروف الاقتصادية المستقرة هو أنه عندما يرتفع سعر الدولار ينخفض مستويات الذهب ولكن في الوضع الحالي يشهد حالة عدم استقرار وعدم يقين اقتصادي في العالم أجمع ومن بينه مصر، وهذا ما يفسر حالة أن الذهب لا ينخفض سعره حال ارتفاع سعر الدولار.
كما تؤثر أيضا تكلفة استخراج خام الذهب وبيعه للمصنعين و هذا يُسعر بالدولار، وفي الوضع الطبيعي حينما ترتفع قيمة الدولار فإن الكمية المستخرجة أو المصنعة من الذهب تكون أكثر، وبالتالي تنخفض قيمة الذهب، وهذا هو الوضع الطبيعي و كما أشرنا سابقا، ولكن الوضع الحالي فعقب الحرب الروسية الأوكرانية ونقص سلاسل الإمداد وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي عالميا، قضى على الرابط بين سعر الدولار والذهب.
حاليا دعونا نتفق على أنه لا يمكننا إغفال أحد أهم العوامل التي تؤثر على سعر الذهب في مصر وهو ان سعر الذهب عالميا مرتفع بسبب عدم استقرار الاقتصاد العالمي وارتفاع سعر الدولار في السوق المحلية بالإضافة إلى عدم توفره بالقدر المطلوب مما يؤدي إلى ارتفاع قيمته أدت هذه العوامل إلى ارتفاع الطلب على الذهب أكثر من المعروض، لكننا نلاحظ أن ارتفاع الطلب لا يعد ارتفاعا ملحوظا ولكن جاء الارتفاع في أسعار الذهب خليفة أنه لم تتم في مصر أي عملية استيراد لخام الذهب، لعدم توفر الدولار بالقدر الكافي لاستيراد هذه الخامات، فهذا يؤدي لارتفاع سعر الذهب في السوق المحلية.
تأثير ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه على ارتفاع أسعار الذهب:
إذا أمعنا النظر في أسعار الذهب في البورصات سنجد أن الارتفاع المسبوق كان للدولار عقب تحرير سعر الصرف وبالتالي حينما تتم إعادة تسعير الذهب بالجنيه بالنظر لقيمة الجنيه أمام الدولار فهذا يجعل الذهب أيضا سعره مرتفع في نفس وقت ارتفاع سعر الدولار.
ويمكننا القول الآن أنه من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في ارتفاع أسعار الذهب في مصر هو أن تجار الذهب يقوم بشراء خام الذهب بالدولار و بالتالي لابد له من توفير الدولار، وحسب السعر الذي يستطيع به الحصول على الدولار فهو يحدد تكلفة صفقة الذهب وعلى أساسها يحدد سعر البيع، وهنا تكثر احتمالات أن السعر الذي اشترى به التاجر يكون مرتفعا لأن الكثير من التجار يجدون صعوبة في توفير الدولار من البنك، فيضطرون للحصول عليه بسعر مرتفع وهذا من شأنه أن يؤدي لارتفاع سعر الدولار والذهب معا.