في ليلة سوداء دون قمر من تاريخ 1980 سرب لقاء بين مجموعة من أكبر التجار في ولف ستريت أن الذهب في كل مرة يصعد فيها فإننا نعلم أن العلاقة بين أشهر عائلتين في أميركا ليست جيدة، وهذا ما دفع فيها سعر الذهب إلى الارتفاع إلى 880 لأول مرة على مدار تاريخه.
وفي مساء 2009 وأعتقد أن نسبة كبيرة من تجار العرب على دراية بهذا اليوم، أغلق الذهب أعلى 1000$ ليؤكد الجميع أن الأمر عدة أيام وسيعود الذهب لأسعاره ولكن الأمر بقي على حاله لتعيد جميع الصحف ما تم ذكره في السابق بخصوص التسريب الذي حدث بين هؤلاء التجار.
إن الخلاف تماماً يكون ما بين من يؤمن بالدولار بأنه ذو قيمة حقيقية وبين من لا يؤمن بالدولار وإنما يرى أن الذهب لا يسعر بسعره الحقيقي، فنشأة الفيدرالي بشكل أو بآخر قد يعد رواية من أحد أكثر الروايات التراجيدية والتي لها صلة بحرب استمرت منذ 1912 بين عائلة ويلسون وعائلة روتشيلد اليهودية، حيث فضلت روتشلد منذ 1980 أن توسع ما لديها من بنوك في أوروبا إلى أميركا إلا أن عائلة ويلسون رفضت بشدة و على رأسهم جايكوب استور.
والتي جمعتهم سفينة التايتنك إلا ان روتشلد نجت من بعد أن اعتذرت عن الرحلة قبل انطلاقها بربع ساعة فقط وهنا خسرت الولايات المتحدة جايكوب استور، وهذا ما يضع على العائلة أكبر إشارة استفهام حول حبهم للبنوك.
مقتبس من كتاب الاقتصاد كما أشرحه لابنتي
لماذا نشأ الفيدرالي أساساً؟
نشأ الفيدرالي كبنك تابع للقطاع الخاص وتحت رقابة فئة محددة يوافق عليها الرئيس عام 1913، وهو نشأ نتيجة صخب ما حدث خلال العقدين السابقين من سلسلة إفلاس متكررة للبنوك.
يقوم البنك على مبدأ الإيداع و الإقراض، فما يستقبله البنك من المودعين يقرضه للآخرين ويستفيد من الفائدة لكن نتيجة لقلة السيولة مع عوامل أخرى لسنا بصدد ذكرها أصاب الولايات تعسر من حيث السيولة مما أصبح البنك لا يملك القدرة على إعادة الأموال لمن أودعها في الأساس ثم يعلن إفلاسه، وهذا حدث عدة مرات ومع الكثير من البنوك ووصلت الهشاشة إلا أن شائعة تصدر حول بنك معرض للإفلاس، فيفلس نتيجة الطلب الكبير عليه بسحب الأموال وهو لم يكن مستعداً لسداد هذه الأموال وهو لا يملك هذه القروض.
الاقتصاد مازال حتى هذه اللحظة مراهقاً يلعب بأموال عامة الشعب
بعد ضجر التجار وخصوصاً من كان لديه بنك يتفق نخبة منهم وعلى رأسهم موجان، بتأسيس الفيدرالي الذي سيقوم بطباعة الدولار ودعم البنوك التي قد تتعرض للإفلاس لكن شرط الطباعة هنا تكون على وجود ذهب يودع في الفيدرالي، وفعلاً تأسس الفيدرالي عام 1913 وسارت الأمور على ما يرام حتى صدمة نيكسون التي تدخل فيها الرئيس الأميركي وقام بطباعة دولارات و الكثير من الدولارات وصرح بهذا عام 1974 لكن كان التصريح متأخراً بشدة، حيث قد اعتمد العالم بأسره الدولار وأصبحت تكلفة استبداله مكلفة أكثر من اعتماده وعلى هذا وافق الجميع على قبوله رغم المعرفة اليقينية بأن القيمة الحقيقية لم تعد للدولار وإنما للذهب ولكن قد مضى الأمر و اتفقت الدول.
سارت الأمور بشكل جيد حتى أزمة الرهن العقاري، والذي ظنت فيه البنوك أن توفر السيولة هو الحل وأقرضت الكثير بأكثر من اللازم مما تتسبب بأزمة عانت منها الولايات وكأنما مراهق يلعب بالكثير من الأموال.
الأزمة نشأت فعلياً لأن قوة كبيرة جداً تناصر بأن للدولار قيمة وقوة على الضفة الأخرى تعلم الحقيقة و بنك يظن أن الحل بتوافر سيولة أقرضها لمن يحتاجها وينتهي الأمر، وهذا ما رفع سعر المنزل في الولايات لعشرين ضعف نتيجة أن المنزل الواحد تم رهنه من عدة بنوك أعطت قروض بناء على المنزل مما سبب فقاعة انهارت على ذاتها.
التأثير الذي يصنعه الفيدرالي ومحاولات لإزالته
كل ما سبق ما هو إلا لمحة لتاريخ طويل و مليء بالمعارك حول ما سببته مناصرة الدولار، سواء من أحداث استطعنا تفسيرها كمحللين أم من أحداث رميناها برمتها على سخرية القدر.
ومما سبق نشأت الكثير من المحاولات للاستعاضة عن الدولار أو إعطائه قيمته الحقيقية على الأقل مثل نشأة اليورو، أو البيتكوين الذي صرح في ورقته البيضاء أن لا أحد يستطيع طباعة ما يريد بأي وقت يريد.
لذلك إن العلاقة تكون بين الذهب و الدولار هي علاقة قائمة على حتمية قطب أكثر من الآخر ولهذا له كل الخوف ولكن دائما وعلى مدار التاريخ ينجو الذهب في النهاية ويسعر بسعره الحقيقي وليس كما يريد الدولار
يتبع
آخر التطورات الفنية والأثر المرتقب من الفائدة
ينتظر الذهب و الدولار في مساء الغد خبر عن الفائدة والتي من المتوقع رفعها للمرة السابعة على التوالي، وذكر هنا أن العلاقة عكسية بين الذهب والفائدة وهذا لأن رفع الفائدة سيعمل على كبح السيولة وهذا الرفع لن يكون اثره على الذهب كبيراً حيث أن الهبوط بأسوأ الأمور سيكون نحو 1930 لا أكثر ومن ثم سيعاود الصعود وهذا نتيجة إفلاس بنك سيلكون فالي والتضخم الذي يلوح بذراع الأمل على جميع الدول دون أي استثناء
لمزيد من التفاصيل حول التحليل الفني أقرأ المقال السابق بعنوان الذهب على حافة الموت
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر، المقال السابق مليء بالأحداث ويتطلب منك قراءة بتمعن أكثر من مجرد تتبع لما قد يحدث غداً، فالأسواق لم تعد بهذه البساطة.