الذهب وجحيم منتصف السنة

" معرفة السلوك أمر كفيل بان تتنبأ بمستقبلهم ، فهذا ليس بالأمر المستحيل "

تشارلز أويلان

" سلوك المتداولين كفيل بان يفسر لك الأسواق بعيداً عن صخب الاخبار"

بنجامين جراهام

إن قراءة سلوك الفرد اخذ حيزاً كبيراً في العلم الاقتصادي، فقد بنى آدم سميث الكثير من نظرياته على هذا الأساس، وقد أبحر كارل ماكس و أسس علوم ونظريات على أساس السلوك البشري ، كما قامت مؤسسات تداول على دراسة سلوك المتداول وذلك لمجرد التنبؤ في السوق مثل مؤسسة ليجان في باريس

فعلى سبيل المثال لنفرض أنه لدينا عشرة أشخاص ، سبعة منهم يتبع سلوك معين أثناء تعرضهم لنوع معين من المشاعر حينها يمكن القول أنه لدينا نسبة تصل إلى 70% بالتنبؤ بسلوكياتهم ، وعلى هذا الأساس يقوم التداول و الاستثمار.

منتصف السنة ، وجحيم الأسواق

إن أي متداول ، مستثمر على المستوى الرفيع ( وهنا أتكلم عن صناع السوق كون لهم الأثر الأكبر في السوق) ميالون لجني الأرباح في النصف الأول من السنة ، ومنهم من لا يجني الأرباح ويتابع في الصفقة التي دخلها في النصف الأول من السنة ، مجرد وجود هذه البساطة من التضارب تجعل السوق في حالة تسمى التحييز السعري وهي حالة تعرف بأن الأسواق في هذه المرحلة ( نهاية الشهر الخامس ، والشهر السادس من السنة ) لا تعتمد على التحليل الفني وإنما على الإغلاق وخصوصاً الإغلاق لأن الإغلاق هو حكم المعركة التي خاضت ما بين الثيران و الدببة أي هو خلاصة المزاد السعري الذي تم ما بين القرارات المتضاربة.

من نظرية داو في تفسير الأسواق

كيف نتعامل مع التحيز السعري

إن التعامل مع التحيز السعري يتم من خلال أسلوب الشرط و النتيجة و هو الأسلوب الذي يقتضي بأن لا تحلل السوق ( لا تقوم بالتحليل) وإنما قم بالاعتماد على نتيجة شرطية لهذا التحليل وإن الفارق بينهما يقتضي بعدد الخيارات التي تمتلكها ، فالمتداول الذي يعتمد أسلوب تقليدي في التداول سيقوم بالتحليل وفقاً لاتجاه واحد صاعد فقط أو هابط فقط وهذا الأسلوب لا يأخذ بعين الاعتبار سلوك صانع السوق الذي قد يغير قراره بأي لحظة ، بينما أسلوب الشرط والنتيجة يقتضي بأن ينظر إلى السوق نظرة موضوعية أول بند فيها أن أي شيء ممكن أن يحصل لأننا قاصرون على قراءة عقل صانع سوق ولكن قادرون على قراءة سلوكه وعليه سنرفق أي توقع بشرط بحال تحقق الشرط حينها يتحقق التوقع مثال لن تصعد الأسواق إلا بحال أغلق السعر أعلى المستوى السعري و أختبره و كانت نسبة الإشباع تفوق 20% ، فهنا يكون شرط الصعود واضح ، وشرط الهبوط واضح وإن لم يتحقق أحد منهما فمازلنا ضمن الضبابية.

آخر التطورات الفنية

في الوقت الحالي ، نرى الذهب هبط من أعلى مستوى سعري له منذ أسابيع ، فقد هبط الذهب من 2000 إلى 1975 في الوقت الحالي لكتابة المقال ، وكان سبب هذا الهبوط هو الدعم اللفظي الذي تلقاه الدولار من خطابات الفيدرالي فكما أسلفنا في المقال السابق لنا بعنوان الذهب يصارع كبرياء الفيدرالي بأنه بحال أغلق الذهب أسفل 2000 مع استمرار دعم الفيدرالي قد نرى هبوط نحو 1945 كأقصى حد.

آخر التطورات على الصعيد الأساسي

من حيث صعيد التحليل الأساسي ، فالذهب اليوم بانتظار أخبار البطالة ، إضافة إلى أن الذهب في الأساس ضمن مرحلة التحيز السعري وعلى هذا الأساس يمكن أن ننوط لك تلك القوانين:

1. الذهب على علاقة طردية مع البطالة ، فإذا زادت معدلات البطالة فهذا يعني صعود الذهب ( وخصوصاً إذا كانت الزيادة أكثر من المتوقع)

2. بحال كانت الزيادة في معدلات البطالة وفقاً للمتوقع فإن الأثر على الذهب سيكون على المدى البعيد لا على القريب ( حيث لأن يتأثر السعر في الوقت الحالي وإنما مستقبلاً وخصوصاً في نهاية السنة)

3. مرحلة التحيز السعري الذي يمر بها الذهب خصوصاً و الأسواق عموماً تقتضي بأن نعامل الأسواق على نتيجة الإغلاق

السعر فنياً في الوقت الحالي

(ما الذي يخبرنا به التحليل)

من حيث التحليل الفني ، فإن هذا الهبوط الذي حصل ساعد الذهب على اكتساب العزم الكافي بأن يأخذ حركة ابعد ، وأبعد بكثير مما سبق إلا أن هذه الحركة لن تكون على المدى القريب ، أما من حيث التحيز السعري فإن مناطق التحيز السعري في الوقت الحالي هي 1950 ، 1985 وعليه تتشكل لدينا السيناريوهات التالية

على المدى المتوسط

السيناريو الأول

بحال أغلق الذهب ( في نهاية الأسبوع) أعلى 1955 مع ارتفاع بمعدلات البطالة ، فقد نتوقع ارتفاع للسعر نحو 1985 ، ثم نعيد الشرط ذاته على 1985 فإن أغلق أعلاها فإن الذهب متوجه حينها نحو 2076

السيناريو الثاني

بحال أغلق الذهب ( في نهاية الأسبوع) أسفل 1955 مع انخفاض بمعدلات البطالة ، فقد نتوقع هبوط للسعر نحو 1900 ، ثم 1880 كأقصى حد وهنا نستطيع القول أن الفيدرالي استطاع كبح جماح التضخم

لماذا أتبع هذا الأسلوب

إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها

1. أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة

2. اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة

3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار

على المدى البعيد

إن النظرة البؤرية للسعر من بعيد ومن حيث التحليل الفني تخبرنا بأن السعر لا بد له من استهداف مستويات سعرية جديدة في نهاية السنة ، وقد أكدت بعدة مقالات سابقة لي في بداية السنة بأن الذهب سيعكس أثر القلق المالي و أثر التضخم بارتفاع سعري ملحوظ خلال سنة 2023 ، 2024 ، إلا أن هذا الارتفاع لن يحصل إلا إذا عكس صانع السوق لك أنه لا أمل من الصعود....

خلاصة القول ورأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ تذكر أن التداول لا ينطوي على مخاطر وإنما الجهل بالأسواق وكيف تحلل الأسواق هو المخاطرة بحد ذاتها ، وعلى هذا ندعوكم للتسجيل بالندوة المجانية الذي سنقيمها الأربعاء القادم حيث يمكنك التسجيل من خلال موقع investing ضمن قسم التعليم...

اضغط على الراطب واحجز مقعدك الآن

كل الحب....

المحلل: عمر الصياح

لا تتردد في طرح أي سؤال، أو التواصل معنا إن تطلب الأمر، فنحن نخصص الكثير من الوقت لكي نسمع منك.

للمزيد....

Twitter: @SyyahOmar