بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
عودة تربع الملك على العرش
كما نوهنا الأسبوع الماضي عبر التحليل الاقتصادي وتلاه التحليل الفني المصور بأن السلوك السعري للدولار يوحي بعودته للانتعاش وذلك لعدة أسباب سوف نذكرها لكم عبر هذا التقرير الاقتصادي التالي
أداة مراقبة الفيدرالي:
الأسبوع الماضي كان التصويت قد وصل إلي نسبة 82.6% باحتمالية تثبيت معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المقبل 14 يونيو نتيجة تباطؤ التضخم والمخاوف من حدوث ركود اقتصادي واكتفاء الفيدرالي بأداة تشديد القيود على عمليات الائتمان كرد فعل من إنهيار بعض البنوك الأمريكية
لكن
هذا الأسبوع تغير كل شيء حيث تزايدت نسبة إلى 65.3% على احتمالية رفع معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بـ 25 نقطة أساس وذلك لعدة أسباب تعالى نتعرف عليها
السبب الأول والأهم
صدر يوم الأحد أخبار جديدة بوصول البيت الأبيض ورئيس مجلس النواب الجمهوري ”كيفن مكارثي“ لإتفاق بشأن رفع سقف الديون الأمريكية البالغة حاليا 31.4 تريليون دولار مع تقليص الإنفاق الحكومي خلال العامين الجايين مع استرداد الأموال اللي كانت مخصصة لمكافحة جائحة كورونا ولم يتم أستخدامها
كما شمل الاتفاق تسريع عملية منح الموافقات لبعض مشروعات الطاقة بما فيها مشاريع الوقود الأحفوري .
ولكن
هل هذا يعني نجاح الاتفاق وبالتالي هبوط الدولار الذي كان متأثرا بالأزمة ؟
بالطبع لا لسبب بسيط الإتفاق شمل تقليص الإنفاق الحكومي وده في حد ذاته يعني قوة وانتعاش للدولار لأن كان السبب الرئيسي لضعف الدولار الفترة اللي الماضية هو زيادة الإنفاق الحكومي لسداد التزامات الوعود الذي وعدها بايدن لجمهوره ودلالة على ذلك قوة الإنفاق الاستهلاكي الذي عرقل الفيدرالي في تحقيق خططه بشأن محاربته للتضخم
الأسباب الأخرى والهامة أيضا
صدور بيانات مهمة تعتبر من ضمن بيانات التضخم الأمريكي والتي تعد من أهم المؤشرات المفضلة للفيدرالي الأمريكي ويراقبها باهتمام حيث نما مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي على أساس سنوي لشهر إبريل بنسبة 4.4% بأعلى من التوقعات التي كانت عند 3.9% بينما النمو السابق كان عند 4.2% مما دفع الدولار لتحقيق المزيد من المكاسب
بيانات هامة تنتظرها الأسواق :
كما يصرح الفيدرالي دوما بأن تحديد مسار السياسة النقدية ستعتمد على البيانات الاقتصادية لذلك سيصدر هذا الأسبوع بيانات هامة في غاية الأهمية وهي بيانات التوظيف والذي تعكس حالة سوق العمل الأمريكي والذي كلما زادت قوة كلما أعطت الفيدرالي أريحية لمحاربة التضخم برفع معدل الفائدة والتي ستصدر تلك البيانات يومي الخميس والجمعة ولكن بيانات الجمعة هي الأهم بالتالي لو جاءت إيجابية ستعطي دفعة أقوى لصعود الدولار الأمريكي وبالتالي تزداد المراهنات على زيادة معدل الفائدة في اجتماع يونيو ويوليو القادمين .. يعني قوة إضافية للدولار الأمريكي .
الخلاصة
توقعاتي الشخصية أن ممكن نشوف تراجع للدولار الأمريكي كتصحيح منطقي بعد قفزة الأسبوع الماضي كرد فعل للخبر بشأن سقف الديون الأمريكية لكن سيعاود الصعود مجددا علشان يكمل اتجاهه الصعودي لأن عندنا عوامل كافية لصعود الدولار
أولها تحول أداة مراقبة الفيدرالي للتصويت على رفع معدل الفائدة 25 نقطة في اجتماع الفيدرالي المقبل
ثاني حاجة عودة المخاوف من تسارع التضخم بعد نمو مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاك الشخصي
ثالثا حاجة التوصل لإتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين بتقليص الإنفاق الحكومي خلال العامين القادمين
رابعًا الأسواق ستتأهب لصدور بيانات التوظيف الأمريكية واللي حيكون ليها دور في قرار الفيدرالي المقبل بشأن معدل الفائدة
لا تنسوا تتابعوا التقرير الفني نترجم كل ما قلناه في التقرير ده من خلال رسم السلوكيات السعرية للدولار والذهب والمؤشرات العالمية
وفي انتظار تعليقاتكم على التقرير
وتقبلوا تحياتي
د. محمد الغباري