احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

العملات الرقمية وجحيم الاقتصاد الحديث

تم النشر 31/05/2023, 18:24
محدث 21/12/2023, 14:05

" كل شيء في هذا العالم له نسخته المكررة في الماضي"

ميكافيللي

 إذا نظرنا نظرة حيادية إلى شكل التدفق الاقتصادي من حيث الأسلوب على التاريخ الاقتصادي منذ مطلع القرن الماضي لنجد أنه يتبدل بين حين وآخر وإن هذا التبدل يكون من خلال أزمة دفعت بالشكل الاقتصادي القديم ليحل محلها مدرسة اقتصادية جديدة ، فعندما واجهت أميركا عدة إفلاسات متكررة كان لا بد للرأسمالية التدخل لحل هذه المعضلة وتم حل هذه المعضلة بالخروج بما يسمى الفيدرالي ومن هنا بدأت الرأسمالية الكلاسيكية و التي تناشد بأن تترك الأسواق دون تدخل حكومي ، إلا أن الكساد الكبير الذي تعرضت له الولايات عام 1930 ، دفع بالمدارس الكلاسيكية إلى الجحيم وتشكلت النظرية الكنزية في الاقتصاد و التي تناشد بأهمية تدخل الدولة أثناء الأزمات ، إلا أن الفساد الكامن و الذي تجلى للعالم عندما صرح نيكسون عام 1970 أن الفيدرالي كان قد طبع الكثير من الدولار دون وجود أي احتياطي ،جعل العالم في حيرة ، وتجلت هذه الحيرة بأزمة مالية انطلقت أمواجها عام 2007 مع ازمة الرهن العقاري نظراً لما أدى هذا التدخل لتأتي بعدها الليبرالية الحديثة على يد فردمان.

  لعنة الدولار

" البراعة هي أن تقول لأحد أذهب إلى الجحيم بطريقة تجعله ، يتشوق للذهاب إلى الجحيم ولكن هذا يتطلب منك دراسة كبيرة للتاريخ البشري "

ونستون تشرشل

 كان أول ظهور للدولار كعملة ورقية هو مع بداية تشكل أول حكومة في الولايات الأميركية عام 1792 ، ولكن نظراً لما مرت به الولايات خلال القرنين السادس عشر و الثامن من سلسلة إفلاسات متكررة حول البنوك ، دفع مجموعة من الرأسماليين وعلى رأسهم مرجان صاحب أكبر بنك في ذلك الحين (J.P Morgan ) ، إلى الاجتماع في جزيرة نائية للبحث عن الحل وكان هذا الاجتماع قريب عام 1907 ليجري الاتفاق على وجود بنك يدعم البنوك التي قد تتعرض للإفلاس علماً أن هذا الدعم يكون بإقراض البنوك الدولار وهنا وبعد الكثير و الكثير من المفاوضات مع الكونجرس الأميركي تأسس الاحتياطي الفيدرالي عام 1913 على ان يقوم بطباعة الدولار و إقراضه للبنوك المعرضة للإفلاس حيث أن الإفلاس كان قد يؤثر على الرأسماليين وعملهم ،  طبعاً تم الاتفاق على أن طباعة هذا الدولار لن تكون بطريقة اعتباطية و إنما سيتم تغطية هذه الطباعة بوساطة الذهب ، جرت الأمور منذ عام 1913 وحتى 1945 على أكثر من أن تكون رائعة لصالح الولايات فبعد أن خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية رابحة وبجدارة جعلها تتصدر عرش القطب السياسي وهنا عُقدت اتفاقية Bretton woods  ، والذي نصت على أن يتم اعتماد الدولار كعملة بديلة للذهب وتم تسعير أونصة الذهب حينها 35$ للأونصة الواحدة ، حضر هذه الاتفاقية ما يقارب 250 دولة و لكن كان العالم (على رأي مؤلف كتاب الاقتصاد العاري )منهك ، ولا يستطيع ان يجادل أقوى قوة سياسية تجرأت والقت بالسلاح النووي لجعل النقاش غير قابل للرفض ، وهنا يمكن أن نقول ان هذه أول خطوة لجحيم الدولار الذي لن ينتهي ولم ينتهي بهذه السهولة.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

 خلال سنوات قليلة امتلكت الولايات أكبر احتياطي للذهب ، إلا أن غرورو الولايات جعلها تخوض حرباً مع الفيتنام خاسرة وفي ظل هذه الحرب أمر ريتشارد نيكسون بأن يطبع الدولار لصالح الحكومة ، فإن الحكومة تمر بحرب بالوقت الحالي وستقوم فيما بعد بتغطية الذهب وهنا الخطوة الثانية التي بدأ العالم فيها يرى الجحيم إلا أنه قليل الحيلة أو أنه يرى ببراعة السياسة الأميركية جنة في هذا الجحيم.

 نيكسون والشفافية

 " الغرور دفع بالولايات إلى أن تجعلنا نؤمن باللاشيء "

معمر القذافي

 غرور الولايات أدى إلى خسارة الحرب مع الفيتنام ، وربحت الفيتنام ، وهنا نتيجة للعجز الكبير كان أمام الولايات الصراحة فقط  ، الصراحة بأنها قامت بطباعة الكثير من الدولار دون أن تقوم بتغطية هذا الدولار بالذهب وخصوصاً أن فرنسا كانت  تطالب باستبدال الدولار الذي لديها بالذهب إلا أن الولايات كانت ترفض بحجة الحرب.

 صرح نيكسون عام 1974 بتلك الفاجعة و على الهواء مباشرة ، وهذا ما جعل العالم كله بدون أي استثناء أمام أكبر صدمة تعرض لها منذ القرن الخامس عشر ، وهذا ما جعل سعر الذهب يرتفع نحو 21 ضعف بيوم واحد ( من 35$ إلى 750$).

 لكن أتى  التصريح بكل أسف بعد أن تشبع العالم بالدولار ، وكانت تكلفة أن يتم استبدال الدولار تعني توقف الاقتصاد ، هل  هي محض صدفة أم هي تخطيط  ! لا أعلم ولا محلل يعلم لكن ما نعلمه أن وقت التصريح كان مثالي.

 فيما بعد عملت الولايات على الاستفادة من قوتها لصالح استمرار تسعير النفط بالدولار ، وعقدت فترة ما يسمى بالبترودولار ، إلا أن العالم لم ينسى هذه الصدمة وعمل كثيراً على تأسيس بديل لهذا الدولار كاليورو، إلا أن محاربة نفس الفكرة  بذات الفكرة قد يحتاج وعلى رأي محللي الصين حرباً عالمية ثانية بقنبلة ثانية. 

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

  أزمة الرهن العقاري والفساد الذي لا يمكن أن نتبعه

 " المشتقات المالية هي جحيم الأسواق المالية"

ورن بافيت

 سارت الأمور متقبلاً فيها العالم بأسره ما جلبته الولايات وهذا ربما لضعفهم في ذلك الوقت ، أو لمجرد عدم وجود حل من عساه يدري ، إلا أنه بكل بساطة قبلنا بالدولار رغم يقيننا كمحللين نعلم أنه دون قيمة تذكر.

 مطلع عام 1933 ظهر في الولايات المتحدة الأميركية ما يسمى نظام التمويل العقاري وهو إمكانية أخذ القروض من البنوك لصالح العقارات، وظهر في ما بعد ما يسمى MBS، وهو مشتق مالي يتيح إمكانية بيع هذه القروض لمستثمرين على أمل رفع الفائدة و الربح منها.

 على رأي الدكتور سميح مسعود في كتابه نهاية الليبرالية المتوحشة والذي صدر عام 2010 ، بأن إفراط البنوك في إعطاء القروض ، وفساد الجهات المنظمة لهذه القروض ( حيث توضح فيما بعد الأزمة أن جهات مالية مسؤولة عن التنظيم كانت تصادق على سندات عالية المخاطر بأنها آمنة)  وعجز فئة كبيرة عن سداد القروض ، ووجود مستثمرين أجانب ( خارج الولايات) ، هي الأسباب الأربعة الأولى لأن تنهار فقاعة العقارات وتدفع الولايات أمام ثاني أكبر أزمة لها وتورط العالم معها.

 المركزية واللامركزية في الاقتصاد إذا

 يتفق فئة كبيرة من محللي الغرب، قبل الشرق و على رأسهم روبرت كيوساكي أن العامل المشترك في القصتين السابقتين هو المركزية المطلقة و عدم وجود الشفافية في ما تم الاتفاق عليه ، فقد اتفقنا على أن الدولار لن يطبع دون وجود احتياطي ، إلا أنه طبع ، وما الذي دفع الجهات المنظمة للمشتقات المالية أن تصادق على أنها جيدة سوى الفساد الكامن في المركزية المطلقة.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

 لذلك وفي بداية عام 2009، وبعد أن خرج العالم من أزمة الاعتماد على سلطة واحدة في النقد،  يصرح شخص أو مجموعة من الأشخاص تحت مسمى ساتوشي ناكاموتو عن تقنية سلسلة الكتل ( البيتكوين) والتي تتيح إرسال النقود واستقبالها و اعتبارها مصدراً للادخار مع إمكانية مراقبة هذا التدفق المالي على مرأى للجميع وبعدم وجود قابلية للتعديل حيث  نسخ التحويل يمكن تنتقل إلى الجميع وعلى أجهزة الجميع في ذات لحظة التحويل ،  جعل منها شكلاً للاقتصاد ، وشكلاً آخر للنقود....

 يتبع...... في الجزء الثاني...   

رأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ قد لا تكون تقنية البيتكوين بالنسبة لك ذات أهمية كما يراها المحللين ، وكبار الاقتصادين والذين على اطلاع بالعمل البرمجي لهذه التقنية ، لكن ما أريد أن أخبرك إياه أن إمكانية إزالة الفساد لا يكون إلا من خلال عزل العاطفة التي تدفع بالبشر نحو الجحيم ، ولا وجود عزل  العاطفة إلا من خلال ما يسمى الذكاء الاصطناعي أو لامركزية ، ترقبونا ببث مباشر غداً في تمام الساعة الرابعة بتوقيت السعودية للحديث أكثر عن العملات الرقمية

المحلل: عمر الصياح

للمزيد....

 

Twitter: @SyyahOmar

أحدث التعليقات

مقال جميل اروع محلل ❤️❤️
مقال رائع
كل الحب
الخلاصه المفيده لشرح تاريخ الاقتصاد السياسي وصولا الي واقع اقتصادي جديد
كل الحب
👏👏
كل الحب
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.