تمكن الدولار الأمريكي من تحقيق مكاسب أمام الذهب وأمام العملات الرئيسية بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر مايو الذي أظهر إضافة 339 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي في حين كانت تُشير التوقعات إلى إضافة 190 ألف وظيفة فقط بعد إضافة 253 ألف وظيفة في أبريل تم مُراجعتهم اليوم ليُصبحوا 294 ألف فقط.
التقرير أظهر في نفس الوقت ارتفاع مُعدل البطالة ل 3.7% من 3.4% في إبريل حيثُ أدنى مُستوى له منذ عام 1969 في حين كان المُتوقع ارتفاعه ل 3.5% كما ارتفع أيضاً مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل ل 6.7% في حين كان المُنتظر ثباته عند 6.6% كما كان في ابريل.
أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر مايو، فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم ارتفاع متوسط أجر ساعة العمل شهريا ب 0.3% كما كان مُتوقعاً بعد ارتفاع في ابريل ب 0.5% تم مُراجعته اليوم ليُصبح ب 0.4% بارتفاع سنوي جاء ب 4.3% في حين كان المُتوقع ارتفاع ب 4.4% سنوياً كما حدث في أبريل.
التقرير جاء مختلطا كما سبق وجاءت تصريحات مُحافظين الفدرالي هذا الأسبوع حيثُ أشارت ميشيل بومان عضوة لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفيدرالي منذ 2018 إلى التعافي الذي تشهده الأسعار داخل سوق العقارات موضحةً أنه "سيكون لاستقرار أسعار المنازل تأثير على خطوات البنك الاحتياطي الفيدرالي القادمة لاحتواء التضخم"، وفقًا لرويترز.
بينما جاء عن لوريتا ميستر رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية كليفلاند وعضوة اللجنة الاحتياطية قولها إنها لاتزال تُفضل أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الشهر.
في حين كان رأي عضو لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفيدرالي والمرشح لمنصب نائب الرئيس فيليب جيفرسون مُخالفاً مشيرا إلى أن توقف الفدرالي عن الرفع حالياً سيُعطيه فُرصة اكبر لرؤية وفحص مزيد من البيانات لمعرفة ما مدى الاحتياج لسياسة نقدية مستشهدة من أجل احتواء التضخم وفقًا لرويترز أيضاً وهو ما اتفق معه عضو لجنة السوق ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية فيلادلفيا باتريك هاركر الذي قال صراحةً يوم الأربعاء الماضي أنه يميل إلى دعم "التوقف" عن رفع أسعار الفائدة الاجتماع القادم لأعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي في ال 13 و ال 14 من يونيو الجاري بإذن الله.
بينما كان رد الفعل المبدئي لصدور تقرير سوق العمل اليوم هو ارتفاع الدولار أمام كافة العملات الرئيسية وأمام الذهب أيضاً مع اتجاه العوائد داخل أسواق المال الثانوية للارتفاع بشكل جماعي داعمة للجاذبية الدولار.
ليتواجد العائد على إذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب اهتمام الأسواق حالياً فوق ال 3.66% بعدما كان بالقرب من 3.61% قبل صدور هذا التقرير الذي وضع الذهب تحت ضغط هبط به إلى الآن لحدود 1961 دولار للأونصة.
كما هبط اليورو ل 1.0725 إلى الآن أمام الدولار الذي واصل الصعود أمام الين ليتواجد حالياً عند 139.7 في مكان أقرب من مُستوى ال 140 النفسي، كما اتجهت العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للارتفاع فور صدور البيان وأيضاً بعد بداية الجلسة الامريكية.
مؤشر الداو جونز الصناعي المُستقبلي يتواجد حالياً بالقرب عند 33525 خلال التداولات الامريكية وبعد صدور ذلك التقرير الذي صعد أيضاً بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 المُستقبلي لحدود ال 4270 حيثُ يتواجد حالياً، كما ارتفاع الناسداك 100 المُستقبلي ليتواجد بالقرب من 14550 وقت الانتهاء من كتابة هذا التقرير.
فمن الصعب تجاهل تأثير هذا الأداء الجيد لسوق العمل على الاقتصاد والطلب بشكل عام داخل الولايات المُتحدة، رغم أن قوة أداء سوق العمل تمنح أيضاً في نفس الوقت الفُرصة للفدرالي للاحتفاظ بسعر الفائدة مُرتفعاً مُدى أطول، ما يُسهم في ارتفاع تكلفة الاقتراض وإضعاف الإنفاق على الاستثمار بشكل عام وهو أمر سلبي بالنسبة لأسواق الأسهم الأمريكية.