قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي ترك أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند 5.25٪ كما كان متوقعا على نطاق واسع. ويعتبر هذا التوقف عن رفع أسعار الفائدة هو الأول منذ خمسة عشر شهرًا، لنشهد بذلك توقف سلسلة دامت عشر زيادات متتالية لأسعار الفائدة.
وكان المستثمرون يتوقعون هذا القرار، خاصة بعد الأرقام الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين التي جاءت بأقل من التوقعات والتي أظهرت تباطؤًا في مستويات التضخم. في غضون ذلك، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نواياه في رفع أسعار الفائدة لمرتين إضافيتين بحلول نهاية هذا العام. حيث يتوقع معظم صناع القرار استمرار النمو الضعيف للاقتصاد بينما أشار جيروم باول إلى أن البنك المركزي الأمريكي لا يزال ملتزمًا بالوصول لهدف التضخم والمحدد في نسبة 2٪. من ناحية أخرى، لم يعد سوق المقايضات يتوقع خفض سعر الفائدة لعام 2023. وكان رد فعل السوق سلبيا بعد القرار، حيث تراجعت الأسهم الأمريكية بينما شهدنا ارتفاعًا في كل من الدولار وعوائد السندات.
وأكد باول خلال المؤتمر الصحفي على ضرورة بذل المزيد من الجهود لخفض معدلات التضخم إلى المستويات المرجوة، وإذا تطور الاقتصاد وفق التوقعات، فإن أسعار الفائدة قد تكون عند نسبة 5.6٪ بحلول نهاية هذا العام. أخيرًا، وصل احتمال رفع مجدد لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع يوليو المقبل نسبة 61٪، ومع ذلك، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن بشأن السياسة النقدية للشهر المقبل مما يعيد حالة عدم اليقين إلى الأسواق المالية من جديد.
أما بالنظر إلى رد فعل السوق الأمريكي، تمكنت مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية من تعويض خسائرها الأولية، حيث أغلق مؤشر ناسداك مرتفعًا بنسبة 0.39٪ مدعوما بالأداء الإيجابي لأسهم كل من NVIDIA وAMD. بينما سجل مؤشر ستاندارد آند بورز مكاسب صغيرة بنسبة 0.08٪، في حين انخفض الداو جونز بنسبة 0.68٪.
في سوق العملات الأجنبية، أغلق الدولار الأمريكي على انخفاض مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، ومع ذلك، من المتوقع أن تظل العملة الأمريكية ثابتة بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الباب مفتوحًا لمزيد من الرفع لأسعار الفائدة في المستقبل. علاوة على ذلك، لم يتمكن الذهب من الحفاظ على مكاسبه السابقة مع استمرار تعرض المعدن الأصفر لضغوط بيع قوية، وسيكون التركيز اليوم على منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 1935و1930. حيث قد يؤدي كسرها إلى عمليات بيع جديدة قد تدفع الأسعار نحو مستوى الدعم التالي الواقع عند 1918 يليه مستوى 1907 كامتداد.
على الجانب الآخر، من المرجح أن يؤدي الإغلاق اليومي فوق حاجز 1960 دولارًا إلى زيادة احتمال حدوث انعكاس سعري صاعد على المدى القريب.
وفي وقت لاحق من اليوم، ستكون كل الأنظار متوجهة نحو قرار الفائدة الصادر عن البنك المركزي الأوروبي. حيث من المتوقع أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 3.75٪ إلى 4.00٪ في محاولة لمحاربة التضخم. ومن المقرر عقد المؤتمر الصحفي لكرستين لاجارد بعد 30 دقيقة من صدور قرار الفائدة ومن المحتمل أن نشهد تقلبات عالية في زوج اليورو مقابل الدولار. أما في الولايات المتحدة، فمن المنتظر أن تنخفض كل من مبيعات التجزئة وطلبات الإعانة على البطالة من 0.4٪ إلى -0.2٪ ومن 261 ألف إلى 246 ألف طلب على التوالي.
أخيرًا، من المقرر أن يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير عند -0.1٪. من الناحية الفنية، لا يزال زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في اتجاه صاعد مع محاولة المشترين تجاوز حاجز مهم عند مستوى 141.00.
