خلال الأسبوع الماضي، جاءت كل من أرقام مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي يوم الجمعة بأقل من التوقعات في الولايات المتحدة. وبالنظر إلى الحركة الأخيرة في السوق الأمريكي، تراجعت الأسهم منهية سلسلة تقدم استمرت لعدة أسابيع متتالية حيث انخفضت جميع مؤشرات الأسهم الرئيسية حيث خسر مؤشر ستاندارد بورز نسبة 1.4٪، وانخفض مؤشر ناسداك أيضا بنسبة 1.4٪ بينما أنهى مؤشر الداو جونز تداولات الأسبوع الماضي على خسائر تقدر بنسبة 1.7٪. وبذلك، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لأول مرة منذ خمسة أسابيع، بينما سجل مؤشر ناسداك أول هبوط له مند ثمانية أسابيع وأسوأ أداء أسبوعي منذ شهر مارس الماضي، في حين، توقف تقدم مؤشر الداوجونز بعد سلسل ارتفاع دامت ثلاثة أسابيع.
في سوق العملات، فاجأ بنك إنجلترا المشاركين في السوق بعدما رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بينما كانت التوقعات تشير إلى رفع محتمل بمقدار25 نقطة أساس فقط. حيث انتقلت أسعار الفائدة الرئيسية من 4.50٪ إلى 5.00٪ بهدف مكافحة التضخم، ويعتبر هذا المستوى هو الأعلى منذ عام 2008
وكان رد فعل الجنيه الإسترليني أمام الدولار إيجابيًا مباشرة بعد صدور قرار الفائدة، حيث وصل إلى أعلى مستوى عند 1.2845، وهو يمثل مقاومة فنية قوية شكلت خلال هذا الشهر قبل تتراجع الأسعار وتنهي الأسبوع بالقرب من 1.2700
بينما ارتفع الدولار الأمريكي مستفيدا من تزايد التوقعات بشأن تمديد السياسة النقدية المتشددة من طرف بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأثر تقدم الدولار على أسعار الذهب التي واصلت انخفاضها لتصل إلى أدنى مستويات لها لهذا الشهر عند 1910 دولار للأوقية بعد أن نجح البائعون في دفع الأسعار إلى ما دون الدعم الأسبوعي الذي كان يقع عند مستوى 1930 كما ذكرنا في تقاريرنا السابقة. حاليا، تظل الصورة الفنية للذهب سلبية على المدى القصير لكن الاتجاه العام للأسعار لازال صاعدا، وبالتالي، من المتوقع أن تنتهي الحركة التصحيحية الحالية قريبا.
في غضون ذلك، واجه النفط ضغوط بيع قوية بعد فشل الأسعار في تجاوز مقاومة 72.50 دولارًا للبرميل. حيث انخفض سعر خام غرب تكساس ليسجل أدنى مستوى عند 67.35. وبالتالي وجب الانتباه إلى الدعم النفسي عند مستوى 67.00 دولار للبرميل في الأيام المقبلة لأن الكسر تحته قد يؤدي إلى موجة هبوط جديدة مع تزايد واضح في الزخم السلبي.
وفي المقابل، من المرجح أن يكون أي ارتداد محتمل في الأسعار مؤقتا فقط، ويجب انتظار إغلاق يومي فوق مستوى 72.50 دولار لتأكيد انعكاس سعري محتمل للاتجاه على المدى القصير بالتالي الرجوع للمقاومة الأسبوعية المتواجدة بين مستويات دولار.74.00 و74.50
وبالنظر إلى أهم البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع، يتوقع المحللون انخفاضاً في مستويات التضخم في كندا حيث من المنتظر أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين من 0.7% إلى 0.5% على أساس شهري، في المقابل، تشير التوقعات ارتفاع محتمل في الناتج المحلي الإجمالي في كندا. أما في الولايات المتحدة، ينتظر المستثمرون صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي الربعي والذي قد يشهد ارتفاعا من نسبة 1.3% إلى 1.4%.
أخيرا، سوف تتجه الأنظار إلى اجتماع رؤساء كبار البنوك المركزية الذين سوف يناقشون آخر تطورات السياسات النقدية في منتدى منظم من طرف البنك المركزي الأوروبي.