يحاول سوق الذهب اختراق مستويات مقاومة حرجة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم بالتزامن مع فقدان سوق العمل الأمريكي الزخم في يوليو، حتى مع استمرار ضغوط التضخم.
وغيرت أسعار الذهب وجهتها نحو الارتفاع في أعقاب تقرير الوظائف الأمريكي لشهر يوليو والذي اقترب من توقعات السوق. ويبدو أن النتيجة المستخلصة من التقرير هي أنه يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يسير نحو الهبوط السلس مما يمنح الفيدرالي فرصة إنهاء دورة التشديد النقدي، وهو الأمر الذي يدعم ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
أضاف الاقتصاد الأمريكي 187 ألف وظيفة عن شهر يوليو، فيما توقع الخبراء إضافة 200 ألفًا، وتم تعديل القراءة السابقة لتسجل 185 ألفًا بدلاً من 209 ألفًا.
فيما أضاف أيضًا بالقطاع الخاص غير الزراعي 172 ألف وظيفة في يوليو، وكانت تشير التوقعات إلى إضافة 179 ألفًا، وتم تعديل القراءة السابقة لتسجل 128 ألف بدلاً من 149 ألفًا.
وعلى الجانب الآخر، سجل معدل البطالة الأمريكية 3.5% في يوليو. أقل من توقعات الخبراء الذين توقعوا 3.6%، بينما ارتفع المعدل بالقراءة السابقة بـ 3.6%.
وسجل متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري ارتفاعًا بنسبة 0.4% في يوليو، فيما كانت تشير التوقعات إلى ارتفاع بـ 0.3%، وسجل بالقراءة السابقة 0.4%. أما على أساس سنوي فقد صعد بـ 4.4%، فيما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 4.2%، بيد أن قراءة يونيو سجلت إلى 4.4%.
التضخم تم ترويضه
وبينما يعتقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن التضخم لن يعود إلى الهدف قبل عام 2025 ويجب إبقاء الفائدة أعلى لفترة أطول، تشير بعض المعطيات إلى أن التضخم قد تم ترويضه بالفعل وأن مخاطر الركود لا تزال في ارتفاع، خاصة بعد صدور بيانات التوظيف منذ قليل التي تبشر بانخفاض التضخم.
تشير أحدث توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ما زالوا يتوقعون رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى المبالغة في تشديد السياسة النقدية، مما يزيد من مخاطر الركود، وهو الأمر الذي يدعم ارتفاع الذهب لأنه مع حدوث الركود سيوقف الفيدرالية حملة رفع الفائدة يفتح المجال لتخفيضها لاحقًا.
خفض الفائدة وارتفاع الذهب
تشير المؤشرات إلى أن "الاحتياط الفيدرالي" أوشك على الانتهاء من دورة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة، إذ إن رفع "المركزي الأميركي" أسعار الفائدة طوال الأشهر الـ 14 الماضية زاد جاذبية الودائع النقدية. ومع بدء خفض أسعار الفائدة فستتلاشى جاذبية الودائع النقدية ويرتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية.
وأحد السيناريوهات التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب، تتمثل في ضعف الدولار الأميركي مع خفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه دعم المعدن الأصفر ودفعه نحو الصعود جنباً إلى جنب مع بقية الأصول المقومة بالدولار.
بيد أن استمرار القلق بشأن الضغوط المالية في البنوك الإقليمية وتشديد الائتمان، خاصة بعد أن خفّضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه +"، مشيرة إلى عوامل تشمل "تآكل الحوكمة" خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرّر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام.
وجاء في بيان لفيتش أن "خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يعكس التدهور المتوقع للمالية العامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة". حيث تنذر هذه الضغوط المالية بضعف الدولار الأميركي، مما يدعم صعود أسعار الذهب والمعادن النفيسة.